قال الله تعالى حاكيا عن معركة موسى عليه السلام وقومه مع فرعون وملائه: {وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون * قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين * قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُون}(الأعراف:127- 129) وتكشف هذه الآيات عن مرحلتين من مراحل تاريخ قوم موسى:
الأولــى: مرحلة الإيذاء والاضطهاد.
والثانية: مرحلة النصر والاستخلاف.
ولا شك أن كثيرا من الحركات الإسلامية المعاصرة قد ذاقت ولا تزال تذوق، الإيذاء والاضطهاد والاستضعاف والذل والهوان. وقد ضرب أكثرها إن لم يكن كلها في هذه المرحلة الأولى من عمر الدعوات أمثلة رائعة للصبر والتضحية والاستمساك بالمبادئ والثبات عليها.
وقد وصلت بعض الحركات الإسلامية إلى مرحلة السلطة سواء كان ذلك مشاركة مع الأنظمة الحاكمة أو كان ذلك بتسلم مقاليد الحكم واستلام السلطة.
وينتظر الناس أن يروا النماذج للصبر والثبات على المبادئ في مرحلة النصر والفرج هذه كما رأوا أمثلة رائعة للثبات والصبر في مرحلة الأذى والاضطهاد.
فهل يا ترى سيثبت الإسلاميون في مرحلة النصر أم سيسقطون؟
ولعل مرحلة النصر والفرج أكثر ابتلاءً، لأن فيها فتنة السلطة وفتنة الجاه وفتنة الثروة والمال. وكل ذلك يسكر وينسى ويطغي ويفسد. فقد روى الترمذي وصححه عن كعب بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه).
بارك الله فيكم
جزاك الله خيرا
بــــــــــارك الله فيك اخي