التوحيد أوّلا يا دُعاة الإسلام
أمّا عن قول الإخوان: ((فتنة قديمة وخلافات سبق أن أنهكت عقل الأمة)) فإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدلُّ على جهل دُعاتهم بالإسلام وبُعدهم عن فهم مقاصده،
فإنّ الله عزّ وجلّ أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهرهُ على الدّين كلّه ولو كره المُشركون،
أرسله ليُحذّر النّاس من الشرّ وينهاهم عنه ويأمرهم بالخير ويدعوهم إليه،
وإنّ أشرّ الشرّ الشرك بالله والبدعة في دين الله وأخْيَرُ الخير توحيد الله واتبّاع سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ولو أعطى دُعاة الإخوان من وقتهم وعقلهم للتأمّل في سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عُشر ما أعطوه وسخّروه للحديث في المسائل السياسية والقضايا الدولية والنّظر في المجلات والجرائد والدوريات والفضائيات والقنوات الإخبارية لرأوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم –وهو أرأف الخلق بأمّته وأعلم الخلق بما ينفعهم وما يضرّهم– دعا النّاس أوّل ما دعاهم إلى توحيد الله عزّ وجلّ وتصفية الاعتقاد ونبذ الشرك وسدّ كلّ طريق يؤدّي إليه،
قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت﴾
ولك أخي القارئ أن تقرأ من صحيحي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى حديث عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه وعن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم لمّا أرسل مُعاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام قال له: ((ليكن أوّل ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك في ذلك فأخبرهم أنّ الله افترض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم …)) الحديث[1].
فلا يجدر لأيّ داعية إلى الله تعالى أن يتجاوز الدّعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك وسدّ كلّ أبوابه وتعطيل كلّ طرقه ما دام قومه لم يُطيعوه بها كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم معاذاً رضي الله عنه.
فكان الواجبُ على الإخوان المُسلمين وهم يدّعون الدّعوة إلى الله ومحاولة الإصلاح تحت شعار (الإسلام هو الحلّ)، كان الواجب عليهم أن يلتزموا شعائر الإسلام ومنهج رسول الإسلام في الدعوة إلى الله على بصيرة لا بالحماسات الزائفة والانفعالات الزائدة.
ومن هذا المُنطلق نعلمُ سبب إصدار علمائنا على مرّ قرون طويلة فتاوى تنصّ على تحريم التعاون مع الرافضة في الجهاد في سبيل الله وغيره من أبواب البرّ والتقوى ذلك لأنّ الروافض قوم بُهت وخيانة وأصحاب مكر وخداع وهم والله لا فرق بينهم وبين اليهود والنّصارى من حيث الحكم العام فالشرك دينهم والكفر عقيدتهم والجاهلية منهجهم والكذب ديدنهم والخيانة سجيّتهم، فهل يُعقلُ أن يُنادي دعاة الإسلام بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية أو البروتستانتية ضدّ الشيوعية –مثلا- ؟!
الكُفرُ عندنا ملّة واحدة، لا فرق بين ملّة وملّة إذا كانتا غير الإسلام الحنيف، قال الله تعالى: ﴿إنّ الدّين عند الله الإسلام﴾ وقال جلّ شأنه: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾، وإنّنا لا نتوقّف في تكفير الروافض ولسنا نُجاملُ في دين الله أحداً ولا نخش إلا الله تعالى ولسنا نفرّق بين إيران ودولة الصهاينة ولا بين طهران وتل أبيب في الحكم العام ولسنا نُحسنُ التصنّع والتباكي والتلوّن وانتهاز الفرص للظهور على الساحة ولو على حساب أوثق عُرى الإيمان: الولاء والبراء.
بل نحنُ نعتقدُ أنّ الذي يسبُّ أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة ويكفّرهم ويتقرّبُ إلى الله بلعنهم -كما يصنع حسن نصر اللات وحزبه حزب الشيطان-، نعتقدُ أنّه لن يكون أرحم بنا من اليهود والنّصارى وما مجازرُ صبرى وشتيلا عنّا ببعيد[2] ولن ينفعهُ قتاله لليهود بل ولكافة أهل الكُفر ولن يتقبّل الله منه عدلا ولا صرفاً ولو حرّر الأقصى وسائر بلاد المُسلمين مادام في قلبه بغضٌ لأصحاب محمّد صلى الله عليه وسلّم.
قال بشر بن الحارث رحمه الله تعالى: (( لو أنّ الرومَ سَبَتْ من المُسلمين كذا وكذا ألفاً، ثمّ فَداهُمْ رجلٌ كان في قلبه سوء لأصحاب النّبي صلى الله عليه وسلّم لم ينفعه ذلك))[3] !!
<br clear="all"> [1] حديث صحيح : رواه البخاري (1395) وفي غير موضع ، ومسلم (19) ، وأبو داود (1584) ، والترمذي (625) ، كلهم من حديث ابن عباس رضي الله عنه .
[2] سيأتي الكلام عليها بعد صفحات إن شاء الله تعالى.
[3] (المجالسة وجواهر العلم 1/412) والنقل من مجلّة الإصلاح ص94 عدد14.
مهم جدا
بارك الله فيك
وفيك بارك الله
ماهي مشكلتك مع الإخوان بصراحة؟
التوحيد أولا وووو
هل ينكر هذا مسلم او يجهله؟
التوحيد اولا يا عباد الله قد كثر الشرك والبدع والله المستعان