التعرّض لأشعة الشمس قد يسبب السرطان
ينبغي في كل الحالات، وخاصة بالنسبة للذين تعرضوا كثيرا لأشعة الشمس في صغرهم أو الحاملين لخانات متعددة، أو الذين أصيب فرد من عائلتهم بهذا السرطان، أن ينتبهوا جيدا لحالة بشرتهم والاهتمام بكل علامة يلاحظونها·
سرطان الميلانوم هو نوع من أنواع سرطان البشرة الذي يعود سببه إلى التعرض لأشعة الشمس في كل أوقات النهار، وخاصة في منتصف النهار، أي ما بعد العاشرة صباحا إلى حدود الرابعة بعد الزوال، أين تكون الأشعة ما فوق البنفسجية أكثر قوة وقدرة على اختراق البشرة·
يظهر هذا السرطان الخطير عند الإنسان في كل الأعمار لكن بصفة أكثر ما بين 40و50 سنة· و تتكوّن الطبقة السطحية للبشرة من مختلف أنواع الخلايا، بعضها قد يسبب ظهور سرطان الكارسينوم، وهي خلايا ”كيراتينوسيت”· والبعض الآخر سرطان الميلانوم وهي خلايا ”ميلانوسيت” المختصة في صناعة مادة الميلانين التي تعطي لونها للبشرة· إن عملية الاسمرار التي يلجأ إليها الناس في فصل الصيف أو اصطناعيا تحت الأضواء ما فوق البنفسجية، هي التي تجعل خلايا الميلانوسيت تعمل أكثر من طاقتها من أجل صناعة كميات أكثر من مادة الميلانين، استجابة للطلب، فتصبح تتكاثر بصفة فوضوية حتى يؤدي ذلك لتحولها إلى خلايا سرطانية التي تعطي الميلانوم·كما بإمكان سرطان الميلانوم هذا أن يتطور انطلاقا من خانة التي هي أيضا نتيجة تكاثر خلايا الميلانوسيت· إن السبب الرئيسي لسرطان الميلانوم هو الإفراط في التعرض لأشعة الشمس وخاصة منذ الصغر، وبالنسبة لذوي البشرة البيضاء والحاملين لعدد من الخانات التي تمثل عاملا هاما لظهور هذا السرطان، لكن دون استثناء أصحاب البشرة السمراء أو السوداء· قد يظهر الميلانوم سواء على بشرة تبدو في صحة جيدة أو انطلاقا من خانة، فإن ظهور لطخة على البشرة غير محددة الأطراف ومتعددة الألوان (بني، أسود··) وتتحول بسرعة في حجمها وشكلها وحدودها وحتى ألوانها، وقد تصحب بحكة أو بإدماء تستدعي الحذر· قد تقع هذه اللطخة في أية منطقة من الجسم سواء البشرة أو المخاطي أو الأظافر أو جلد الرأس عند الشخص سنه ما بين 40 و50 سنة أو في سن أقل· المناطق الأكثر عرضة هي الظهر بالنسبة للرجل والساقين بالنسبة للمرأة·
إن هذا السرطان أنواع؛ منها: الميلانوم العقدي، الذي ينشأ انطلاقا من ورم يظهر على البشرة التي تتلون بالبني أو الأسود وأحيانا بالوردي· وقد تحافظ البشرة على لونها وتتطور بسرعة· فهو يحتاج إلى تشخيص سريع ومبكر حتى تتم معالجته بسرعة قبل تفاقمه وإصابته لمناطق أخرى·
الميلانوم أكرال الذي يصيب غالبا كف اليدين وباطن الرجلين وكذلك الأظافر والذي نجده أكثر عند أصحاب البشرة الملونة (السمراء والسوداء)· الميلانوم ”ديبروله” الذي هو أقل انتشارا من النوعين السابقين، والذي ينشأ انطلاقا من لطخة بنية عريضة غير محددة غالبا على الوجه عند الشخص بعد 60 سنة· يتطور ببطء، لكن ينبغي تشخيصه بسرعة لضمان شفائه الكامل· هناك أنواع أخرى كثيرة غالبا ما تبقى صعبة التشخيص، نظرا لغياب الأعراض· وحتى لون البشرة يبقى على شكله· رغم هذا ينبغي في كل الحالات وخاصة بالنسبة للذين تعرضوا كثيرا لأشعة الشمس في صغرهم أو الحاملين لخانات عديدة، أو الذين أصيب فرد من عائلتهم بهذا السرطان أن ينتبهوا جيدا لحالة بشرتهم، والاهتمام بكل علامة يلاحظونها، مثل الشكل الغريب لخانة قديمة أو جديدة النشأة، أو ظهور لطخة على البشرة متعددة الألوان (بني، أسود، أحمر···) وإلى الخانة التي تزداد نموا أو تغيّر لونها أو قطرها أو أصبحت تدمى الخ·· تتطلب الوقاية من هذا النوع الخطير من السرطان جملة من الاحتياطات، مثل تفادي البقاء تحت أشعة الشمس عاريا في الصيف أو باقي أيام السنة، وهي أحسن وسيلة لتفادي سرطان الميلانوم وخاصة بالنسبة للأطفال الذين كلما تعرضوا وهم صغارا لأشعة الشمس كلما جعلوا خلاياهم أكثر حساسية لهذا السرطان وخاصة في الأوقات التي تشتد حرارة الشمس أكثر، أي ما بين الساعة 10 صباحا و4 مساء· أما خارج هذه الأوقات فينبغي استعمال المراهم الواقية التي تمنع الأشعة ما فوق البنفسجية ء و من اختراق البشرة، والتي يجب أن تكون ذات نجاعة مضمونة، أي ذات دليل يفوق العشرين (20) وتكرار استعمالها لها كل ساعتين وبعد كل مرة نستحم فيها· كما يستحب ارتداء قميص يقي البشرة وقبعة تقي جلد الرأس والوجه· هذه الاحتياطات جد هامة· كما هو مهم أيضا التشخيص الباكر لهذا السرطان في بدايته حيث تكون معالجته ناجحة 100%·
تتم معالجة سرطان الميلانوم بالجراحة، حيث يتم استئصال المنطقة المصابة أو الخانة بصفة موسعة، وأحيانا قد يقتضي الأمر استئصال العقد المجاورة·
اختيار موفق للموضوع . . .
و استأذنك في ذكر قاعدة صحية هامة :
" كل خانة في الجلد أو بقعة غامقة تبدأ في التوسع و التمدد تعتبر سرطانا جلديا حتى يثبت العكس "
شكرا على الرد والمرور
شكرا لك على المعلومات المفيدة