بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تُستخدم عبارة "التسمم الغذائي" لوصف الحالات المرضية المفاجئة والناجمة عن تناول أطعمة تحتوي على عناصر ضارة.
والعناصر الضارة المعنية بهذه العبارة تقتصر على تلوث الطعام بالأشياء الغريبة عن مكوناته الأصلية، مثل تلوث تلك الأطعمة بالميكروبات أو المواد الكيميائية.
ويجب التفريق بين حالات "التسمم الغذائي" وبين حالات مرضية، ناجمة عن الإفراط في تناول عناصر غذائية معينة، كالسكريات أو الدهون أو البروتينات، والتي قد تُؤدي بالبعض لاحقاً إلى الإصابة بالسمنة أو مرض السكري أو اضطرابات الكولسترول أو الفشل الكلوي أو غيرها.
وتلوث الأطعمة بالعناصر الضارة، والمتسببة بـ "التسمم الغذائي"، يُمكن أن يحصل في واحد من المراحل المختلفة لعمليات إعداد الطعام وتجهيزه للتناول، كالحفظ أو الطهي أو التقديم.
وتعتبر حالات "التسمم الغذائي" من الحالات المرضية الشائعة، بين المُقيمين وبين المسافرين. والمضاعفات الصحية لحالات التسمم تلك يُمكن أن تكون مزعجة أو مؤذية بشكل قد يصل إلى تهديد سلامة الحياة أو سلامة عدة أعضاء في الجسم.
تختلف الأعراض التي قد تبدو على المُصاب بـ "التسمم الغذائي"، وذلك تبعاً للحالة الصحية للشخص وعمره، وتبعاً أيضاً للسبب في تلوث الطعام.
وغالبية حالات التسمم الغذائي تُؤدي إلى بعض من الأعراض التالية:
– الغثيان والرغبة في القيء.
– القيء.
– إسهال.
– ألم في البطن.
– تقلصات مُؤلمة في المعدة.
– فقد الشهية للأكل.
– الشعور بالإعياء والتعب.
– ارتفاع حرارة الجسم.
وقد يبدأ الشعور بأي من هذه الأعراض خلال ساعات من تناول الطعام الملوث، أو بعد بضعة أيام من ذلك.
والاعتلال الصحي، نتيجة "التسمم الغذائي" قد يستمر بالعموم لمدة تتراوح ما بين يوم وعشرة أيام.
أسباب متعددة
الأطعمة التي نتناولها عُرضة للتلوث بالميكروبات أو بالموا د الكيميائية الضارة، في أي نقطة من الإنتاج إلى حين تجهيزها كلقمة للابتلاع، أي إما في مرحلة النمو للمُنتج الحيواني أو النباتي أو البحري.
أو في مرحلة القطاف للمنتجات النباتية، أو الذبح للمنتجات الحيوانية، أو الصيد للمنتجات البحرية. أو في مرحلة عملية الإعداد للمستهلك طازجة، أو مرحلة الحفظ بأنواعها، كالتعليب أو التجميد أو التبريد، أو في مراحل النقل من مكان الإنتاج إلى مكان الاستهلاك، أو في مراحل الإعداد لتقديمها للتناول المباشر، كالطهي والوضع في الآنية أو الأطباق وغيرها.
وهذه المراحل مهمة في حالات الأطعمة التي يتم تناولها طازجة، مثل سلطات الخضار، أو الفواكه أو أصناف اللحوم النيئة أو غيرها. وذلك لأن الطهي، بالحرارة، يُقلل نسبياً من احتمالات بقاء الميكروبات في الأطعمة.
وتُعتبر الميكروبات السبب المهم والأكثر شيوعاً لحالات "التسمم الغذائي". والميكروبات أنواع، تشمل الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات والديدان. وكلها قد تكون السبب في التلويث الميكروبي للأطعمة.
وتختلف في ما بين أنواع الميكروبات، تلك الأعراض الناجمة عن الإصابة بها نتيجة تلويها للأطعمة، وأيضاً وقت ظهور الأعراض المرضية بعد تناول الطعام الملوث بها، وكذلك نوعية الأطعمة التي قد تتلوث بها.
وبكتيريا إي كولاي الشهيرة E. coli ، تتسبب ببدء ظهور الأعراض فيما بين 1 إلى 8 أيام من تناول الأطعمة الملوثة بها. ومن أمثلة الأطعمة تلك لحوم الحيوانات في مراحل الذبح بالمسالخ، والحليب غير المبستر، ومياه الشرب الملوثة، وغيرها.
وبكتيريا "كامبيلوبكتر" Campylobacter تتسبب بظهور أعراض التسمم ما بين 2 إلى 5 أيام. ويحصل التلوث بها في اللحوم عند إتساخ اللحم بفضلات طعام الحيوانات أو الدواجن، في المسلخ، وكذلك من الحليب غير المبستر، أو مياه الشرب الملوثة.
وهناك أنواع أخرى من البكتيريا، مثل "كولستريديوم" Clostridium و "ليستيريا" Listeria ، تظهر غالباً أعراض التسمم فيها خلال أقل من 24 ساعة.
منقول
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
00000000000000000