تخطى إلى المحتوى

البروسيلا··· مرض سببه قلة النظافة 2024.

البروسيلا··· مرض سببه قلة النظافة

عاد مرض البروسيلوز من جديد وها هو يهدد الإنسان مجددا· إن هذا المرض الخاص في أصله بالحيوان الذي لا يتأثر به كثيرا من الناحية الصحية إذا استثنينا الإجهاض التلقائي عند أنثى الحيوان، فإن الإنسان غالبا ما يكون عرضة للمخاطر ويسبب له مضاعفات ويخلق أضرارا متفاوتة الخطورة· فبقدر ما يتناسى الإنسان نفسه ولا يبالي بمحيطه ونظافته ونظافة مراعيه وماشيته ولا يعتني بها ولا يراعيها من الناحية الصحية خاصة فيما يتعلق بالفحوصات الضرورية من طرف البيطري ومتابعة اللقاحات اللازمة في وقتها ومعالجة جروحها والأمراض المختلفة التي تتعرض لها بصفة دورية ودائمة والقيام بتنظيف اسطبلاتها وغسل أجسامها جيدا وإخراج بقاياها وتعقيم هذه الأماكن بعد التنظيف والغسل الجيد لها بصفة دورية ومتكررة·
بقدر ما تنتشر الأمراض المختلفة أكثر وتزداد في تفاقمها معرضة الماشية لأمراض عدة والتي تنتقل إلى الإنسان سواء عن طريق البشرة بالاحتكاك مع الحيوان المصاب عند الرعاة خاصة وأصحاب المزارع والبياطرة والجزارين وغيرهم، سواء عن طريق الفم بتناول حليب الحيوان المصاب أو مشتقاته دون تعقيمها لأن الجرثوم المسؤول عن هذا الداء يعيش في بقايا الحيوانات وفي التراب الملوث أو في الحليب الطازج ومشتقاته غير المعقمة·· وهو أنواع عدة بعضها تصيب الماعز والنعجة وهي أكثر عداوة وإصابة للإنسان وبعضها تمس البقر والحصان لكنها نادرا ما تنتقل إلى الإنسان·
ينتشر داء البروسيلوز في جميع أنحاء العالم لكن يزداد وجوده أكثر في بلدان البحر الأبيض المتوسط لهذا يسمى أيضا بحمى المتوسط أو حمى مالطا البلد الذي يقع في هذا البحر·
إن سبب انتشاره وإصابته للإنسان يعود إلى قلة النظافة بصفة عامة ونظافة الحيوان ومحيطه بصفة خاصة بما فيها الاسطبلات التي تأويها والمراعي التي ترعى فيها، إضافة إلى عدم مراعاة واحترام الشروط الوقائية والمعالجة الكفيلة كمتابعة التلقيحات وجعل لكل حيوان دفتر صحي خاص ودائما مهيأ وتفادي الاحتكاك بالحيوان دون ارتداء اللباس المناسب كالقفاز والصدار والجزمة وغيرها والسهر على نظافة الحيوانات ومحيطها الذي تعيش فيه،··· الخ لأن ما سمح بالقضاء على الأمراض الفتاكة في العصور القديمة وحتى القرن الماضي فقط هي النظافة أولا التي بفضلها اختفى عدد كبير من الجراثيم التي أودت بحياة الملايين من البشر وتراجعت في عدوانيتها للإنسان الذي حسّن ظروف معيشته بالمقارنة مع القرون الماضية· لكن هذا التحسن ما زال ناقصا وغير كاف للقضاء على هذه الجراثيم والأوساط المعفنة التي تنشأ منها والتي يسبب كل نوع منها مرض خاص به كجرثوم ”البروسيلا” الذي يعيش عند الحيوان وفي بقاياه وفي حليبه ومشتقاته وفي التراب والذي ينتقل في أول فرصة إلى الإنسان الذي يصبح مصابا بداء البروسيلوز أو ما يسمى ”الحمى المالطية” مسبّبا تعفّن الدم أي تكاثر الجرثوم في الدورة الدموية وظهور حمى عالية متغيرة وإصابة عدة أعضاء من الجسم مثل الطحال، الكبد، القلب، الرئة، الأعصاب، الغدد··· الخ·
كما نشاهد ظهور أعرض مختلفة عند استقرار المرض مثل العرق الوافر الذي يتبع بغياب التبول وأوجاع عامة عضلية وعظمية وعصبية·
قد تمر هذه الحالة من صفتها الحادة إلى صفتها المزمنة في غياب العلاج المناسب وإصابة العظام والمفاصل مثل التهاب مفصل أو عدة مفاصل أو التهاب العظام أو الفقرات أو أي منطقة أخرى من الجسم أو إصابة الأوعية كالتهاب الشرايين أو الأوردة والدم كالأنيمية أو الكبد كالتهاب الكبد، ··· إلخ قد تترك آثارا وخيمة أو تعرّض حياة الشخص للموت·
يجب في مثل هذه الحالة الإسراع بالمعالجة عند ظهور أول علامة للمرض بتوفير كل الراحة اللازمة للمريض ومكافحة الحمى والأوجاع وباقي الأعراض، مع تناول المضادات الحيوية المناسبة والضرورية في هذه الحالة بالذات وباقي الأدوية الأخرى الضرورية حسب حالة المريض وتطور المرض وأحيانا قد يقتضي الأمر اللجوء إلى عملية جراحية· فكلما كان التشخيص باكرا كلما كانت نسبة الشفاء دون أثار أكبر·

شكرا على الموضوع
جزاك الله خيرا

الله يخليك أخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.