السلام عليكم
انا فتاة متدينة والحمد لله عمري عشرين سنة اريد الالتزام اريد كيف يكون ذلك وعلما اريد نصائح لتغلب عن الغضب والالتزام لاني انا حساسة واعيش مشاكل عائلية مليت من هذه الدنيا وتصرفات الناس الظالمة حسبي الله حسبي الله
اختي حبيبتي لا تقنطي من رحمة الله واحمدي الله لانكي مظلومة ولست بظالمة
وكذلك صلي وادعي الخالق واشكي له همك ولا تشكي للخلق
وتذكري ان الله من فوق السموات السبع يسمعك ويعلم ماذا يوجد في قلبك وفادعيه
يارب يفرج همك و يزيح عنك المشاكل
وكذلك اختي لا تقولي اني مليت من الدنيا او كرهت لان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) رواه البخاري ومسلم ، وجاء الحديث بألفاظ مختلفة منها رواية مسلم : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر ، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما ) ، ومنها رواية للإمام أحمد : ( لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل قال : أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك ) وصححه الألباني
اختي حبيبتي لا تقنطي من رحمة الله واحمدي الله لانكي مظلومة ولست بظالمة
وكذلك صلي وادعي الخالق واشكي له همك ولا تشكي للخلق وتذكري ان الله من فوق السموات السبع يسمعك ويعلم ماذا يوجد في قلبك وفادعيه |
اختي شكرا على التنبيه
اذا ممكن نصائح عملية للالتزام
ثبتنا الله وإياكِ أخية ، وتفضلي هذه النصيحة من الشيخ فركوس حفظه الله لمستقيم في وسط عائلي منحرف
السؤال: فضيلة الشيخ لي مشاكل مع والدي، أريد أن أطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن أهلي منعوني من ذلك، ولا أدري ما العمل، فما هي نصيحتكم لي؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالالتزام بشعائر الإسلام والتمسك بأخلاقه والاعتصام بالكتاب والسنة يقتضي وجوبا الصبر واحتمال الأذى في ذات الله ذلك الأذى الذي يواجهه من أقرب الناس إليه نسبا قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران : 200]، لذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ما يلاقيه من أبناء عشيرته من أنواع الظلم والتعدي وكان صبورا حليما يواجه المصائب بحكمة ويتبرأ من أعمالهم ويسأل الله هدايتهم قال تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴾[الشعراء:214-215-216]، ومن خلال مكابدته لأنواع الظلم كتب الله له الفوز والنصر بسببه وقد جاء ذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "اعلم أنّ النصر مع الصبر وأنّ الفرج مع الكرب وأنّ مع العسر يسرا"(١).
ثمّ إنّ مصاحبتك للوالدين مأمور بها شرعا ولو كانا مشركين لكن طاعتهما إنّما تكون في المعروف لا في المعصية لقوله تعالى:﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾[لقمان:15]، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّما الطاعة في المعروف"(٢)، وإذا أمرك والدك بما يزيل الهدى الظاهري من لحية وقميص وغير ذلك ويتوعد بإخراجك من البيت فالواجب أن لا تخرج وأن تبقى وتصبر على ذلك الهدي ولو أوجعك ضربا لما هو معهود في السيرة النبوية مع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ما كانوا يلاقونه من التعذيب لكنّهم صبروا على ذلك، والعجب لا ينقطع في امرأة من جملة عموم النسوة في عائلة محافظة زعموا تأبى إلا أن تخرج بغير ضوابط شرعية وتصبر على الأذى الذي يصيبها من قبل الوالدين في سبيل الشيطان وتبقى مصرة على ذلك حتى يلين قلب الوالدين ويصبح المنكر معروفا في حقها فلا يقع عليها لوم ولا عتاب ولا عقاب في خروجها ودخولها في عملها وتبرجها وفي كافة أعمالها بل يصبح والدها مطيعا لها، وإذا كان الأمر كذلك أفما يحق لملتزم أن يجاهد في سبيل الله ويصيِّر المنكر معروفا ولا ينال نصيبه من جهاده؟! هذا وقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾[العنكبوت : 69]، فإذا كان الجواب على الإثبات فما عليك إلاّ أن تبذل ما يسعك من أجل الفوز والنصر الذي وعد به المتقون، فالنصر مع الصبر فهو بضاعة الصديقين وشعار الصالحين قال صلى الله عليه وآله وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"(٣).
فعليك أن تتحمل وتحتسب ولا تشكو ولا تتسخط، ولا تدفع السيئة بالسيئة وإنّما ادفع السيئة بالحسنة ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾[لقمان : 17].
والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
——————————————————————————–
١- أخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/287)، والديلمي(4/111-112)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. وأخرجه أحمد(2857)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. انظر السلسلة الصحيحة(2382).
٢- أخرجه البخاري في «الأحكام»، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية: (6727)، ومسلم في «الإمارة»، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية: (4765)، وأبو داود في «الجهاد»، باب في الطاعة: (2625)، والنسائي في «البيعة»، باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع: (4205)، وأحمد في «مسنده»: (623)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
٣- أخرجه مسلم في الرقاق(7692)، وأحمد(19448)، من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه.