في العالم النامي ..وبخاصة في العالم العربي
ما فائدة أن نبني ملايين الشقق ؟
مافائدة أن نبني آلاف السدود ؟
مافائدة أن نشيد طريقا لملايين الكيلو مترات ؟
ما فائدة أن نبني آلاف الأرصفة تتسع لمرور العشرات من الناس ؟
مافائدة أن نبني مئات المطارات بأخر التقنيات المتقدمة ؟ ….مافائدة ….مافائدة …مافائدة …ونهمل الإنسان …عندما تهدر كرامته في طوابير المؤسسات التي أنشئت لخدمته والسهر على راحته ، عندما يجد صعوبة في تلقي العلاج …وشراء الدواء واستخراج الوثائق …أن تهدر كرامة صانع النهضة والتقدم في أي مجتمع ..المعلم والأستاذ والدكتوروالبرفيسور في الطب ….نحن لا ننكر أهمية تلك المشاريع لكن الاستثمار ليس في الحجر والصخر والزفت وبناء الأرصفة ..ودهان الجدران ولكن الاستثمار الحقيقي يكون في الإنسان وذلك بتوفير سبل الحياة له ، بتسهيل حياته باحترام كرامته وآدميته …بحل مشاكله ….بتسوية وضعيته …بتوفير متطلباته ….فبمثل هكذا أمور تبنى الأوطان ، وليس بإرهاقه في الطوابير التي لا تنتهي ، و نهب ما في جيبه ، وافقاده لعقله !.
إن الغرب يعيش اليوم أسوء مراحله والتي تهدد وجوده من خلال عدة أزمات على رأسها الأزمة الإقتصادية لكن عزاءه الوحيد ، أنه كسب رهان كبير سيمكنه من الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر …لا لا ليس الاستثمار في الجمادات ولكن في الإنسان الغربي …المكتشف والمخترع والصانع والمتعلم والمثقف ….
إن بناء الهياكل وتشييد البنايات والأبراج على حساب صحة وأعصاب الناس وايصالهم إلى حالة من اليأس والإحباط و القنوط فتلك لعمري مصيبة ما بعدها مصيبة تعترض مستقبل أوطاننا في العالمين الثالث والعربي .