الإكثار من الأكل في رمضان يسبب اضطرابات هضمية
الإكثار من الأكل يؤدي إلى إتلاف جميع وظائف الجسم· قد يصبح الكبد لا يؤدي وظائفه على ما يرام دون ظهور الأعراض التي تدل على ذلك، لأن الكبد مقاوم· أو تعجز الأمعاء عن إفراز الأنزيمات الضرورية للهضم، أو تصبح الكلى غير قادرة على ضمان التصفية··
تزداد الاستشارات الطبية في شهر رمضان أكثر من باقي أشهر السنة، وأغلبها تخص الجهاز الهضمي وأغلب الأسباب الإفراط في الأكل· إن الإكثار من الأكل هو السبب الرئيسي في أغلب الاضطرابات التي تصيب وظيفة الهضم في هذا الشهر المعظم·
وكذلك الخلط في تناول مختلف أنواع المأكولات الحلوة منها والمالحة أو الحارة أو الحامضة، التي غالبا ما يكون الشخص غير متعود عليها أو أن جسمه لا يطيقها·
فالشخص الصائم يتخيل أنه قادر على تناول أضعاف ما كان يتناوله من قبل· وهذا ما يجعله يأكل دون تمييز، ليمر بفترة عسيرة مباشرة بعد ذلك تسودها الأوجاع، المغص، الانتفاخ، الغثيان، التقيؤ·· فالشروع في ملء البطن عند الإفطار بمختلف أنواع المأكولات والمشروبات والحلويات الرمضانية وغيرها دون مراعاة بعض الشروط التي تقتضي الحذر والقناعة وعدم الاكتفاء بما يقدر الجسم على استيعابه، قد يسبب اضطرابات شتى على مختلف المستويات سواء فيما يخص الإفرازات الهرمونية والأنزيمات أو النسب الدموية، أو نشاطات مختلف أعضاء الجسم كالكبد الذي يصبح يعمل بوتيرة غير عادية فيما يخص ضمان التوازن ما بين الاستهلاك والادخار وإفرازاته لكل من الصفراء والأملاح الصفراوية ومكون الصفراء··· والكليتين فيما يخص إفرازهما لما هو ضار بالجسم إلى الخارج كالسموم وبعض الأملاح المعدنية وكمية الماء الزائدة··· والاحتفاظ بما هو نافع للجسم وكذلك الأمعاء التي تضمن الامتصاص والدورة الدموية التي تنقل هذه المواد الحيوية· كل هذه الوظائف تصبح معرّضة للتلف· وسبب المرض الذي قد يخص عضوا معينا أو مجموعة من الأعضاء مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم أو ارتفاع ضغط الدم أو الإسهال أو الإمساك· ونظرا للتجاوزات التي ترهق الجسم كله، قد يصبح الكبد مثلا لا يؤدي وظائفه على ما يرام دون ظهور الأعراض التي تدل على ذلك، لأن الكبد مقاوم ولا يبرز بصفة فورية ما يعاني منه، بل هذا يستغرق مدة طويلة·
أو قد تعجز الأمعاء أو المعدة أو الاثني عشر على إفراز الأنزيمات الضرورية للهضم وتؤدي إلى الإسهال المزمن وغيرها· أو تصبح الكلى غير قادرة على ضمان التصفية، فيصبح الدم ممزوجا بمواد سامة ومضرة للجسم، ويصبح البول يحتوي على مواد نافعة للجسم لم تحتفظ بها الكلى لأن وظيفتهما أتلفت· وهذا طبعا سيؤثر على باقي أعضاء الجسم كله·
كما يساهم عامل آخر أيضا في هذه الاضطرابات وهو النوم، حيث إن نقصان النوم أو عدم النوم بالكفاية أو النوم في النهار بدل الليل، كلها تزيد من تدهور صحة الشخص شيئا فشيئا وتفاقم حالته والأعراض التي تصحبها حتى بعد فوات شهر رمضان؛ حيث يحاول الشخص استرجاع عاداته السابقة لكن هذا ليس بالأمر السهل، بل غالبا ما تنجر عنه مضاعفات أخرى حتى يصبح الشخص يتردد على المستشفيات وزيارة الأطباء دون وصوله إلى الشفاء طوال شهور عديدة·
بينما يعيش الذي يتحلى بالحذر والقناعة والاكتفاء بما هو ضروري مثلما كان عليه في الإفطار، تماما دون زيادة ولا نقصان طوال شهر رمضان المبارك، أياما مريحة·