فمن آداب النّوم:
4- الأدب الرّابع: الطّهارة قبل النّوم.
وفي هذا حديثان:
الأوّل: ما رواه البخاري عن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم:
(( إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَلِلصَّلَاةِ )).
الثّاني: ما رواه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنه عنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا فَيَتَعَارُّ مِنْ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ )).
وخاصّة إذا كان على جنابة، فيتأكّد الوضوء حينئذ، وفي ذلك حديثان:
ما رواه أبو داود عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((َ ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ: جِيفَةُ الْكَافِرِ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ، وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ )).
وما رواه النّسائي عَن عائِشَةَ رضي الله عنها أنّ رسُولَ اللهِصلّى الله عليه وسلّم: ( كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْيَأْكُلَ غَسَلَ يَدَيْهِ ).
وهذا الوضوءُ لا يرفع الحدث، وإنّما يخفّفه؛ لذلك ألغز بعضهم فقال: ما الوضوء الصّحيح الّذي لا يُبيح الصّلاة ؟
ومن عجز عن الوضوء لضرٍّ، أو كسل، فيتيمّم.
فقد روى البيهقي في "السّنن الكبرى" عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول اللهصلّى الله عليه وسلّمإِذَا أَجْنَبَ، فَأَرَادَ أَنْ يَنَامَتَوَضَّأَ، أَوْ تَيَمَّمَ ).
5- الأدب الخامس: قراءة شيء من القرآن.
فقراءة القرآن حرزٌ من الشّيطان، وقد قال الله تعالى:{وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً}.
وفي هذا عدّة أحاديث:
– روى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال:
وَكَّلَنِي رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ ! فَأَخَذْتُهُ، فقلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم … فذكر الحديث، وفيه: فَقَالَ:" إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللهِ حَافِظٌ، وَلَايَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ "، فقالَ النّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ )).
– وفيهما أيضا عن عائِشَةَ أنَّ النّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم ( كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِوَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ).
– وروى أبو داود وغيره عَن فَروَةَ بْنِ نوفل عن أبيه رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال لنوفل: (( اِقْرَأْ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، وَنَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا؛ فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ )).
تنبيه:
هناك أحاديث ضعيفة منتشرة في فضائل بعض السّور عند النّوم، منها:
– وحديث بلال في قراءة سورة الواقعة، وأنّها تنفي الفاقة.
– وقراءة سورة الملك، وإنّما الثّابت التّرغيب في حفظها.
– قراءة سورة السّجدة.
والله أعلم.




