تخطى إلى المحتوى

اعتَنِ بِصَلَاحِ قَلبِك الشيخ/ عبد الكريم الخضير 2024.

((أَلَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضغَة)) يعني بِقَدرِ قِطعة من اللَّحم بِقَدرِ مَا يَمضَغُهُ الإنسَان، بِقَدرِ اللُّقمَة، يعني ما هو بكبيرة؛ ((إذا صَلَحَت)) هذهِ المُضغَة؛ ((صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَت، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ القلب)) القلب شأنُهُ عَظِيم، وفَسَادُهُ خَطِير، ومَرَضُهُ شَرٌّ مُستَطِير، وكَثِيرٌ من النَّاس يَعِيش بينَ النَّاس وقَلبُهُ مَمسُوخ وهُوَ لَا يَشعُر!- نَسأَل الله السَّلامة والعَافِيَة – وقَد يَكُون مِمَّن يَنتَسِبُ إلى العِلم، أو إلى طلب العلم، يعني لا نُكَابِر! يَعِيش بينَ النَّاس بقَلبٍ مَمسُوخ – نعم – وش المانع! لِكَثرَةِ مَا يُزَاوِلُهُ ويَنتَهِكُهُ مِن مُحَرَّمَات، فَالقَلب تَنبَغِي العِنَايَةُ بِهِ، العنَايَةُ بالقَلب في غَايَةِ الأَهَمِّيَّة، وجَمِيع خِطَابِ الشَّرع مُوَجَّه إِلَى القَلب {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [(88-89) سورة الشعراء] فَالقَلب شأنُهُ عَظِيم، فَعَلى المُسلِم لَا سِيَّما طَالِبُ العِلم أن يُعنَى بِصَلَاحِ قَلبِهِ، هُناك أَمرَاض للقُلُوب، وهُنَاكَ أَدوِيَة لِلقُلُوب، وخَيرُ ما يُدَاوَى بِهِ القَلب المَرِيض بالقُرآنِ الكَرِيم، بِقِرَاءَتِهِ على الوَجه المَأمُور بِهِ بالتَّرتِيل والتَّدَبُّر، أيضاً الارتِبَاط بِالله -جَلَّ وعَلَا- بِالأَذكَار، بِنَوَافِل العِبَادَات مِنَ الصِّيَامِ والقِيَام، وأَن يُعِينَ على نَفسِهِ بِكثرَةِ السُّجُود، المَقصُود أنَّ هُناك أُمُور تُعِينُ على صَلَاحِ القَلب ((وإذا فَسَدَت، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ القلب) القَلب بِمَنزِلة المَلِك، والجَوارِح أَعوَان لِهَذَا المَلِك؛ فَإِذَا كانَ المَلِك صَالِح؛ وَجَّه هؤُلَاء الأعوَان إِلَى مَا يُصلِح، وإذا كانَ المَلِك فَاسِد؛وَجَّه الأَعوَان إلى ما يُفسِدُ ويَضُر ((إذا صَلَحَت؛ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَت، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ القلب)).

بارك الله فيك اخي الكريم

وبارك فيك أيضا على المرور والدعاء

الجيريا

استغفر الله لي و لكم

* عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ : "لَيْسَ الْعِلْمُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَدِيثِ ، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ مِنَ الْخَشْيَةِ" . (1)

* وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَتَبَ إلَى أَبِي مُوسَى : "أَنَّ الْفِقْهَ لَيْسَ بِسِعَةِ الْهَذَرِ وَكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ ، إنَّمَا الْفِقْهُ خَشْيَةُ اللَّهِ" . (2)

* وقال إبراهيم الخواص : "ليس العلم بكثرة الرواية , إنما العالم من اتبع العلم واستعمله ، واقتدى بالسنن , وإن كان قليل العلم" . (3)

* قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : "شِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ يَنْتَقُونَ شِرَارَ الْمَسَائِلِ يُعْمُونَ بِهَا عِبَادَ اللَّهِ" . (4)

وَقَالَ مَالِكٌ : "الْعِلْمُ وَالْحِكْمَةُ نُورٌ يَهْدِي اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَلَيْسَ بِكَثْرَةِ الْمَسَائِلِ" . (6)

وَقَالَ مَالِكٌ : "قَالَ بَعْضُهُمْ : مَا تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ إلا لِنَفْسِي مَا تَعَلَّمْتُهُ لِيَحْتَاجَ إلَيَّ النَّاسُ" . (7)

* وعَنْ مَسْرُوقٍ -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ : "كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ" . (8)

* وَقَالَ الشَّافِعِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- : "زِينَةُ الْعِلْمِ الْوَرَعُ وَالْحِلْمُ" . وَقَالَ أَيْضًا : "لا يَجْمُلُ الْعِلْمُ وَلا يَحْسُنُ إلا بِثَلاثِ خِلالٍ : تَقْوَى اللَّهِ , وَإِصَابَةِ السُّنَّةِ , وَالْخَشْيَةِ . وَقَالَ أَيْضًا : "لَيْسَ الْعِلْمُ مَا حُفِظَ , الْعِلْمُ مَا نَفَعَ" . (9)

(1) الدر المنثور للسيوطي.
(2)الآداب الشرعية لابن مفلح.
(3)الرسالة القشيرية.
(4) الآداب الشرعية لابن مفلح.
(5) الآداب الشرعية لابن مفلح.
(6) الآداب الشرعية لابن مفلح.
(7) الآداب الشرعية لابن مفلح.
(8)
الدر المنثور للسيوطي.
(9) الآداب الشرعية لابن مفلح.

استغفر الله لي و لكم

قال سفيان الثوري رحمه الله:

" إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء، فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك !!

وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب ؛ ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله وأزكى منك عملا ، فإن لم تكن معجبا بنفسك.!

فإياك أن تحب محمدة الناس ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم أو حاجة تطلبها إليهم في أمور كثيرة ، فإنما تريد بعملك زعمت وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره ..

فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة ، وكفى بطول الأمل قلة خوف وجرأة على المعاصي، وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل ".

[حلية الأولياء(6/391)]

هدانا الله و إيّاكم

و السّلام عليكم و رحمة الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.