إشكالية المنظومة التربوية في مختلف الأطوار التعليمية في الجزائر
منذ استقلال الجزائر و إشكالية المنظومة التربوية مطروحة بشتى برامجها التعليمية ونظرياتها التربوية المتطورة والتي سعت جاهدة لوضع مختلف الأساليب والطرق الحديثة التي تخدم المتعلم خاصة وتنمي قدرات وخبرات المربي من جهة ثانية بعيدا عن كل المضغوطات والعقبات التي يواجهها كلاهما .
وعليه فلقد تبنت وزارة التربية والتعليم بالجزائر في إطار ذلك جملة من الإصلاحات شملت المنظومة التربوية بما فيها المناهج التربوية وطرق التدريس القديمة والحديثة وذلك بتطبيق المناهج الجديدة المبنية على أساس الكفاءات ، ابتداء من التعليم الأساسي سابقا والتعليم الابتدائي حاليا إلى التعليم الثانوي . والظاهر من ذلك أن اللجان التربوية المتخصصة في هذا الإصلاح قد قطعت شوطا كبيرا في إنتاج و إعداد هذه المناهج الجديدة المبنية على فن الكفايات والمقاربة بالتدريس بالكفاءات
عوائق المنظومة التربوية :
1 – إن النظام التربوي في أي بلد كان يعكس طموحات مجتمعه ويكرس اختيارات شعبه الثقافية والسياسية والاجتماعية ويحاول أن يوجد النظام الملائم لتنشئة الأجيال تنشئة اجتماعية سليمة . وكل هذا يتوقف على المربي بدرجة أولى باعتباره حلقة من الحلقات الأساسية في النظام التربوي و هو العنصر الحي فيها .
فثقافة ووعي المعلم وتكوينه الجاد وحرصه على مسايرة التطورات الحديثة الحاصلة في ميدان التربية والتعليم عامل أساسي ومهم في نجاح المنظومة التربوية . ذلك لأن ضعف التكوين في الجانب النفسي والبيداغوجي لدى المربي يجعله غير قادر على مسايرة الأحداث الطارئة في المجال التربوي لغياب الوعي التربوي وهذا ما يؤدي إلى فشل المنظومة التربوية في تطبيق برامجها ونظامها المتطور .
2 – للأسرة والمجتمع دور كبير في نجاح المنظومة التربوية . فالمتعلم في مختلف الأطوار التعليمية يقضي أوقاتا وأعمارا محدودة ومعينة في المؤسسات التعليمية . والمربي يقف مشدوها أمام تخلي الأولياء عن متابعة دراسة أبنائهم و تشجيعهم ومد الأمل للمربي ، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المتعلم من الفقر والخلافات الأسرية و……………… وهذا العائق الآخر الذي يقف أمام نجاح المنظومة التربوية.
3 – البناء المادي للمدرسة : تفتقر المدرسة إلى الكثير من التحسينات ناهيك عن الكماليات من قلة النظافة وسوء التسيير وتوفير التجهيزات والوسائل العلمية الحديثة . ففي بعض المناطق من القطر الجزائري تعاني المؤسسات التعليمية من عدم توفير المياه والكهرباء والمواصلات و……… فإذا كانت المدرسة لا تتوفر على أدنى شروط الحياة فكيف نستطيع تطبيق هذه البرامج التربوية .
4 – وسائل الإعلام بجميع أنواعها المكتوبة والسمعية والبصرية : نلاحظ في مختلف وسائل الإعلام غياب الوعي التربوي الذي يبرز لنا أهمية المدرسة .
إشكالية المنظومة التربوية في مختلف الأطوار التعليمية في الجزائر
. |
من محاضرات السنة الرابعة علم اجتماع التربية
وخاصة مقياس مشكلات التربية في الجزائر.
اليك اخي (شامل)وهي ملخصات من المحاضرات المقررة في البرناج
يتكون كل مجتمع من نسق ثقافي و إجتماعي و إقتصادي و نظام تربوي خاص بإعتباره تنظيم رسمي مقصود ,غايته بناء شخصية الفرد بكل أبعاده الماديه و المعنويه.لذا فالمسؤوليه مشتركة و لا يمكن حصرها في جهاز تقني بل للمجتمع دورا لتحقيق هدفه في العملية التربوية.
•أنواع النظريات الاجتماعية.
نظريات قصيرة المدى: تدرس المشاكل الاجتماعية وعلاجها.
ü نظريات متوسطة المدى:تدرس المؤسسات الاجتماعية.
ü نظريات طويلة المدى: تدرس المكروسوسيولوجيا.
ü النظريات القاعدية: تدرس الحياة الاجتماعية. اليومية الإنسانية.
• بعض النظريات لمفكرين.
ü مالك بن نبي: يرى مالك بن نبي:
– أن الحضارة توجد عندما يوجد الإنسان والتراب والوقت.
– والإنسان يبني علاقته اجتماعية من خلال الحقوق والواجبات، فالمشاكل والحلول ويقابلها الحق والواجب.
– نظرية الشلل الحضاري لمالك بن نبي: يرى مالك بن نبي:
* الحكم الفرد، الاستبدادي، يكرس قيم في المجتمع من خلال مؤسسات الضبط الاجتماعي التي ترى أن الحق لا يساوي الواجب وهذا ما تغرسه مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تكرس مبدأ الحق أكبر من الواجب، وهذا يؤدي إلى خراب العمران والمشاكل. وهذا في رأي مالك بن نبي سببه إعمال العقل على الوجود البيولوجي فقط وهذا سبب الشلل الحضاري.
– ويرجع مالك بن نبي الخلل في الآتي:
* التربية تعمل على التخزين لا على التفكير في النظام التربوي.
* النظام التعليمي قائم على التلقين فقط، فهو لا يعلم كيف تفكر
كوليان روتر (نظرية التعلم الاجتماعي):
– في علم النفس ميز بين فئتين:
1. فئة لها مركز ضبط خارجي: ترى هذه الفئة أن نتائج أعمالها وأسباب نتائجه خارجة عن ذاتها، فكل ما يحدث ينسب للسحر أو لسوء الحظ.
2. فئة لها مركز ضبط داخلي: ترى هذه الفئة أن نتائج حياتها سببها (هو) أو (هي).
• التنظيم التربوي.
ü نميز بين ثلاث اتجاهات نظرية في علم التنظيم والعمل:
1. النظريات الكلاسيكية في العمل والتنظيم:
أ- نظرية البيروقراطية لماكس فيبر وأهم خصائصها:
– التحديد في التخصصات الوظيفية.
– التوزيع في الأعمال والأنشطة التربوية.
– التحويل وفق قواعد محددة للسلطات والصلاحيات.
– الفصل بدون عاطفة وتمييز.
– تعين الأفراد العاملين حسب الكفاءة والمقدرة والخبرة.
– التركيب الدقيق المنظم على أساس التدرج الهرمي.
– الاعتماد على الأسلوب الرسمي في المعاملات.
– التطبيق الشامل للقواعد والعمليات بهدف زيادة الكفاءة والخبرة.
– تحقيق الأمن الوظيفي.
ب- نظرية الإدارة العلمية ( هنري، مانكان، فريدريك، تايلور، هنري كانط) أهم خصائصها:
– الرشد والعقلانية.
– الهيكل التنظيمي الرسمي.
– تقسيم العمل.
– تحديد نطاق الاستشارة.
– الاهتمام بالجوانب المادية في تعامل الإدارة والفرد.
– النظر للإنسان كآلة.
– الاهتمام بالوقوف والحركة.
– المنظمة في نظام شبه مغلق.
– تنظيم العمل والأساليب والإجراءات.
– الاهتمام بالجوانب الفنية والهندسية.
ج- نظرية التقسيمات الإدارية (هنري فايو، جيمس مرني، ليندوت أرويك، لرثر كويلك، اوليثر شلورت)، أهم خصائصها:
– مبدأ التدرج الهرمي.
– مبدأ وحدة الأوامر.
– مبدأ الإدارة بالاستثناء.
– مبدأ نطاق الاستشراف.
– مبدأ التخصص الوظيفي.
– مبدأ التمييز بين الاستشاريين والتنفيذيين.
2. النظرية السلوكية في التنظيم والعمل:
أ- مدرسة العلاقات الإنسانية (ألتون مايو) خصائصها:
– خلق التفاعل والتكامل بين التنظيم الرسمي والغير رسمي.
– تأثير المواقف المادية والمعنوية في زيادة انتاجية الفرد والجامعة.
– تأثير العلاقات الغير رسمية في إطار العمل في تحقيق الأهداف وتطوير المنظمة وإنتاجية العمل.
– الاهتمام بالقيادة الجماعة والمشاركة في القرارات لتحقيق أهداف المؤسسة.
– بناء نموذج الاتصال بين الأفراد في جميع الأبعاد.
ب- مدرسة الفلسفة الإدارية ( دوغلس ما كريكور) فيها نظريتين:
– نظرية (X): تشير إلى:
* الأفراد العاملون يكرهون العمل.
* كره العمل يؤدي إلى الإجبار والقوة مما يؤثر على السلوك.
* الأفراد العاملون يتجنبون المسؤولية.
– نظرية (Y): تشير إلى:
* الأفراد العاملون لا يكرهون العمل.
* الرقابة الخارجية والتهديد لا تهم في تأثير السلوك الإنساني.
* الأفراد لا يتهربون من المسؤولية.
* الأفراد لديهم طاقات وإبداعات كامنة.
– أهدافها نظرية ما كريكور:
* تحديد المستلزمات العامة للوظائف لتحقيق الأهداف العامة المنظمة.
* تحديد الأهداف الفرعية والزمن اللازم لتحقيقها.
* متابعة انجاز الفعاليات الإدارية الفنية لتحقيق الأهداف الفرعية في زمنها المحدد.
* تقييم النتائج المحقق من الأهداف ومعرفة الانحرافات بهدف لاتخاذ السبل الوقائية والعلاجية.
ج- نظرية التفاعل ( وليام فون وايت) خصائصها:
– الأنشطة والتي تمثل التصرفات الفردية والجماعية الرسمية في المنظمة.
– التفاعل وتمثيل آثار الاتصالات بين أفراد المنظمة من حيث (المدة، النتائج، الاستجابة).
– المشاعر في الإطار الفكري، والجوانب العاطفية للفرد والاتجاهات والميولات العامة.
د- نظرية التناقض بين الفرد والمنظمة (لكريس) خصائصها:
– التركيز على الفرد والتنظيم الرسمي والقواعد التنظيمية بين الأفراد.
– التركيز على تحديد الأنماط السلوكية للفرد في المنظمة.
و- نظرية التنظيم الاجتماعي (باك) أسسها:
– السلوك المنظم في الإطار التنظيمي والشمولي.
– التحديد الدقيق لمفهوم المنظمة وأثره في السلوك الفردي والجماعي.
– تعزيز الصياغات العامة لمفهوم المنظمة عن طريق تحديد علاقاتها وارتباطاتها والمتغيرات المؤثرة في السلوك.
3. النظريات الحديثة في التنظيم:
أ- نظرية النظام التعاوني ( جيستر بارنر) خصائصه:
– التنظيم الغير رسمي قائم على أساس:
* تدعيم الاتصال بين أعضاء المنظمة.
* تحقيق التماسك بين أجزاء التنظيم.
* تحقيق الشعور بالتكامل الشخصي واحترام الذات وحرية الاختيار.
– التخصص المنظم قائم على أساس:
* أساليب العمل.
* طيعة الأشياء التي يجري عليها العمل.
* الأساس الزمني والجغرافي.
– اقتصاديات المواقف قائمة على أساس:
* المواقف المادية والمعنوية.
* ظروف العمل المادية وارتباط الجماعي.
* حوافز المشاركة في اتخاذ القرار.
ب- نظرية اتخاذ القرارات والتوازن التنظيمي (هربرت سايمون، مارج) قائمة على الأسس التالية:
– اتخاذ القرار بعد صناعته.
– دراسة البيئة.
– الجماعة (الإدارة، رؤساء العمل، العمال).
– التخصص: الاعتماد على الخبراء في التخطيط والتنفيذ.
– الالتزام بالقرارات وذلك باعتماد مبدأ التدريب والاتصالات ومعيار الكفاءة.
– التوازن بين المغريات والإسهامات: المكافأة والتكلفة.
ج- نظرية المدخل ألظرفي الشرطي ( لونس ولوس) خصائصها:
– التركيز على تنمية المناخ الداخلي للمنظمة.
– استخدام مفهوم التنظيم.
– الاعتماد على القبول والتعاون بين أعضاء المنظمة.
– زيادة فغاليات الأشخاص.
– كفاءة وفاعلية المنظمة واستمراريتها تتوقف على علاقات أعضائها.
– تستطيع أي منظمة توزيع وظائفها ونشاطاتها.
– تتميز بالسير نحو تحقيق التوازن المتحرك.
– تمثل مسيرة النمو والتطور في المنظمة حالة طبيعية.
– تتركز قوى النمو في المنظمة على طبيعة التكوين الذاتي وفق خصائص المنظمة.
– تحقق المنظمة لذاتها سبل الاستمرار.
– تقسم باستمرار النشاط واتصاله بشكل دوري.
– تتشابك أجزاء المنظمة وتتناسق أنشطتها.
– تفرض أنماطا سلوكية معينة على أعضائها.
– يتحدد سلوكها بتأثير التفاعل بين المتغيرات.
– تنشا سلوكها بتأثير التفاعل بين المتغيرات.
– تنشا استجابة لوجود حاجات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
– المنظمة هي نظام اجتماعي مفتوح.
د- نظرية Z اليابانية في الإدارة أهم خصائصها:
– الاهتمام الشمولي بالسيطرة النوعية.
– النظرة الشمولية للاهتمام بالعاملين.
– المسؤولية الجماعية.
– وسائل الرقابة الضمنية.
– عدم التخصص في المنظمة.
– البطء في التقويم.
– التوظيف الدائم (العامل شريك في المؤسسة).
• مميزات التنظيم التربوي في الجزائر نظريا:
1. الدقة في العمل.
2. الكفاءة والمعرفة المهنية.
3. السرعة في التنفيذ.
4. الانتظام في العمل.
5. احترام الوقت.
6. إتباع العلم التصاعدي في السلطة.
7. استعمال السلطة التقديرية في الوقت المناسب.
8. تفهم اهتمام الآخرين والتماس الأعذار لهم.
9. الشعور العميق بالمسؤولية وتقدير أهمية كل فرد في المجموعة.
10. احترام تدرج المسؤوليات.
11. معرفة المسؤول بالحالات الخاصة للموظفين والاهتمام بمشاكلهم الشخصية ومساعدتهم على حلها.
12. تقدير المرؤوس لدور المسؤول وضرورة تنفيذ أوامره.
13. التجاوز عن الهفوات أو التنبيه إليها.
14. يتكفل كل واحد بمهامه حتى لا يكون عبئا على الآخرين ومعيقا لدور التسيير.
15. يسعى الجميع لإثراء تكوينهم المعرفي والمهني.
16. اعتماد أسلوب الحوار والتشاور والمشاركة والإقناع بعيدا عن التصلب.
17. يتحلى الجميع بالتواضع والتسامح وحسن التعامل.
• من خلال القانون الداخلي للمؤسسات التعليمية.
ü المادة 4: ( معرفة دور المؤسسة التعليمية)، ( تستعمل المؤسسات التعليمية لاستقبال التلاميذ وتسخر للتكفل بالأنشطة التربوية والتعليمية).
ü المادة 74: ( مهما العمال والموظفين في المؤسسة التعليمية)، ( يتولى مدير المؤسسة مسؤولية تسيير المؤسسة وينسق ويتابع كافة الأنشطة ويخضع إلى سلطة جميع الموظفين).
ü المادة 79: ( يقوم المعلمون والأساتذة بأداء الأنشطة التعليمية والتربوية المكلفين بها، في حدود البرامج والمواقيت والتعليمات الرسمية).
ü دور التلاميذ في المؤسسة التعليمية:
* المادة 30: ( يلزم التلاميذ بالحضور بصفة منتظمة في جميع الدروس النظرية والتطبيقية المقررة في جدول التوقيت والمواظبة عليه).
* المادة 31: ( ينخرط التلاميذ برخصة من أوليائهم في النوادي والجمعيات المنشأة داخل المؤسسة في إطار النشاطات الثقافية والرياضية والترفيهية).
* المادة 59: ( الحق في التعليم مضمون، التعليم مجاني حسب الشروط التي يحددها القانون، التعليم الأساسي إجباري، تنظم الدولة المنظومة التربوية التعليمية، تسهر الدولة على التساوي في الالتحاق بالتعليم والتكوين المهني).
ü واجبات وحقوق التلميذ:
* المادة 34: ( يجب على التلاميذ حيازة الكتب والأدوات المدرسية، والبذلة الرياضية الضرورية).
* المادة 43: ( ينبغي للتلاميذ أن يتحلوا بالسلوك الحسن مع جميع المعلمين، وأفراد الأسرة التربوية داخل المؤسسة وخارجها وأن يتعامل فيما بينهم بالمودة والاحترام وروح التعاون وأن يتجنبوا كل أنواع الإساءة والإهانة المعنوية والمادية).
* المادة 45: ( يحترم التلاميذ قواعد، حفظ الصحة والنظافة ).
• مقاربة سوسيولوجية للنظام التربوي في الجزائر.
ü مفهوم التنظيم: يعرفه بارسونز: على أنه وحدات اجتماعية تقام وفقا لنموذج بنائي معين لتحقيق أهداف معينة ومحددة، وهو نسق اجتماعي، يتألف من أنساق مختلفة.
ü مفهوم النظام التربوي: واحد من مجموعة قواعد مقررة لإعداد النشء وتربيته وإعداده لتسيير شؤون التربية، وهو انعكاس لفلسفة المجتمع.
ü النظام التعليمي في الجزائر يتميز بمجموعة من الخصائص هي :
1. نظام تعليمي مختلط.
2. مجاني.
3. خاضع للدولة وإجباري.
4. يتكون من مدخلات معرفية ومعنوية بالإضافة إلى المناهج.
5. يتكون من مخرجات وهي الناتج المتقارب مع الأهداف المسطرة.
6. له مراحل: ( التربية في المدارس، التكوين المهني، التعليم العالي).
7. يواجه تحديات داخلية تتمثل في: ديمقراطية التعليم، إصلاحات متجددة، التحكم في اللغة.
8. يواجه تحديات خارجية تتمثل في: النمو الديمغرافي المتزايد.
ü إذا أردنا أن نضع مقاربة للتنظيم التربوي في الجزائر وإسقاطها على نظريات التنظيم فإننا نحتاج لأن نفهمها داخل الإدارة التعليمية، باعتبار النظام التربوي يحتوي مجموعة من المؤسسات التربوية.
ü ويشترك التنظيم الإداري التربوي الجزائري مع هذه النظريات (الكلاسيكية/السلوكية/الحديثة) في نقاط معينة، تعرف من خلالها تدرج التنظيمات وتدرج الإدارة التربوية الجزائرية في الانتقال بينها دون الاعتماد على نسق واحد منها.
ü إذا سلمنا بأن هناك نوعين من الإدارة هما:
1. إدارة تتكون من: (المدير، الأساتذة، العمال).
2. إدارة صفية: تتكون من: (أساتذة، وطلبة).
– مثلا: إذا أسقطنا الاتجاه الكلاسيكي وبالتحديد النظرية البيروقراطية لماكس فيبار على النوع الأول من الإدارة فإننا نجد:
v تقسيم العمل حسب التخصص، من خلال توزيع المهام عليهم، حيث نجد:
§ لكل أستاذ مادة دراسية، وهذا تقسيم عمل لأساتذة.
§ لكل عامل مهمته التي كلفه بها المدير وفق القوانين والإجراءات المعمول بها بدون، محاباة فهو كسلطة يفصل بين الأمور الشخصية والمهنية.
* هذه الطرق في تطبيق القوانين والإجراءات إنما هو بيروقراطية مثالية يبرز وجودها على أرض الواقع.
* ما يعاب على النظام البيروقراطي أنه ( جامد، ومعقد في مهام، وروتيني في الإدارة). حيث يعامل ألأساتذة والطلاب والعمال على أنهم آلات دون مشاركة في اتخاذ القرار، بل هم ملزمين بتطبيق القوانين كما جاءت، دون احترام لرغباتهم. ومنه نصل إلى تطبيق سلبي للبيروقراطية.
* أما النظرية الإستراتيجية لصاحبها ميشال كروزي فهي تشير إلى أن :
§ الفاعل الاجتماعي في المؤسسة ما هو إلا ممثل مسرحي يجري جملة من المناورات بهدف توسيع هامش الحرية في إطار من العلاقات الاجتماعية المعقدة.
* في حين أن نظرية الإدارة العلمية لصاحبها فريدريك تايلور ونظرية التقسيمات الإدارية لصاحبها هنري فايول أفكارهم هي :
§ عدم التحيز للعمال وأصحاب العمل.
§ سعيهم لإحلال الأسلوب العلماني في الإدارة بدل من الاعتماد على الحدس والتخمين، بما يرجع للإدارة عموما والتربوية خصوصا، بمردود وإنتاج كبيرين في الحقل التربوي.
– أما إذا أسقطنا الاتجاه الكلاسيكي على النوع الثاني من الإدارة الصفية فهي تكون عبارة عن :
v أوامر من طرف أساتذة تنفذ دون مناقشة من التلاميذ ودون احترام لرأيهم ورغباتهم. وعليه تكون هناك نوع من السلطة العقلانية على حساب التلاميذ.
– أما الاتجاه السلوكي فقد عارض الاتجاه الكلاسيكي، وركز على سلوك الإنسان وحاجاته النفسية والاجتماعية، واهتم بالعلاقات الإنسانية داخل التنظيم. فإذا أسقطنا هذا الاتجاه على النوع الأول والثاني من الإدارة فإن العلاقة بينهم تكون على أساس ما يلي:
§ الإشراف الديمقراطي، بين العناصر الفاعلة في المؤسسة (الإدارة، والأساتذة، التلاميذ، العمال).
§ الاهتمام بمهارات الفردية، للعناصر الفاعلة، كالتلاميذ مثلا.
§ مشاركة التلاميذ في اختيار الطريقة المناسبة للشرح.
§ التعاون والتفاعل مع الحالات الإنسانية بين العناصر الفاعلة خاصة الطلبة وكذا التعاون في بيئة المؤسسة، والفصل.
* إذا هنا يكون توسيع لقاعدة المشاركة على خلاف الاتجاه الكلاسيكي الذي تكون فيه القرارات مسؤولية إدارية بحته.
– أما الاتجاه الحديث على الإدارة التعليمية فيعرف نوع من التوازن، فلا هو أغفل الجانب الإنساني ولا هو تمادى في العقلانية، حيث ركز على:
– بيئة ومناخ المنظمة الداخلي.
– فعالية الأشخاص.
وهي أحدث الاتجاهات حيث هي عملية تركيبية بين الاتجاهين السابقين.
ü إذا عند تحليلنا للتنظيمات الإدارية نجدها تعتمد في إطار تدريجي تاريخي على:
1. اليد (القوة العضلية).
2. ثم القلب ( القوة السلوكية).
3. ثم العقل (القوة الدماغية).
والحالة النموذجية هي الجمع بينهم دون إفراط أو تفريط.
ü و لكن واقع المؤسسات غير ذلك وهذا ما نلمسه من خلال واقع النظام التربوي في الجزائر حاليا حيث نجد:
– المدير ( القائد): يتخذ قرارات نظرية في التنظيم فيصبح ( متساهل/ مناسب/ متشدد)، فالفرد في المجتمع التربوي يميل إلى الكسل وهنا يواجه هذا السلوك من قبل متبنين هذه النظرية بالوسائل التأديبية كتخويف تارة وبالحوافز المادية تارة أخرى.
– أما المرؤوس فيميل إلى الانقياد ولا يتمتعون بخصائص وصفات القائد الناجح.
– لذلك نجد أشكال من الصراع ذلك لأن التفاعل داخل المؤسسات لا يكون من أجل أفضل مردود وإنتاجية، بل لأنه يكون تنافس على السلطة والموقع والمكانة الاجتماعية، ويفعلون أي شيء من أجل مكاسبهم الخاصة، دون مراعاة للمؤسسة.
– فمثلا أستاذ من أجل الربح المادي يتهاون في عمله داخل قسمه، فيضطر التلاميذ إلى أخذ دروس خصوصية تحقق الربح للأستاذ وتكون على حساب المتمدرسين. حيث أن التلاميذ الذي لا يستفيدون من هذه الدروس يعرضون للإقصاءات المادية والمعنوية.
– وهذا ما تفسره نظرية الشلل الحضاري لمالك بن نبي (الحق على حساب الواجب).
– كما أن النمط الطلابي من هذا النوع لا يقوم بواجباته المدرسية بل ويضاف إلى ذلك التأثير السلبي على زملائه في الصف، والحل الأمثل لهذه الفئة هو الردع أي العقاب.
– كما هناك نماذج أخرى تمثل نظرية (Y) ممن يميلون بطبيعتهم إلى بذل الجهد العضلي والذهني حيث يسميه مالك بن نبي ( إنسان الواجب)، ممن يرضون بالتحفيز المعنوي، إذ يتمتعون بروح المبادرة والابتكار.
مشكلة المدرسة والمحيط.
ü النظام التربوي جزء من النسق العم ويعيش في تكامل.
ü من المفروض المدرسة تهيئ الفرد لمواجهة المجتمع، لكن في مجتمعنا هناك ثقافة مثالية تختلف عن ثقافة المجتمع.
ü يجب أن نحيي تراثنا ولا نحي به وأن نندمج في الحداثة ولا تناسب بها.
ü النسق التعليمي المغلق يعيش نوع من الجحود.
ü النسق التعليمي المفتوح متجدد، تعلم كيف نتعلم بدل التلقي.
ü إذا كان الفرد فعال يؤثر في التغير الاجتماعي.
• التحصيل الدراسي وعوائقه النفسية.
ü قبل أن نتطرق إلى عوائق التحصيل الدراسي يجب أنضع في حساباتنا الاعتبارات المنهجية التالية:
1. التخلف الدراسي ليس عملية وراثية، فجميع التلاميذ قادرون على تحصيل دراسي عالي. كما أن الاعتقاد بأن الناس مصنفون منذ الميلاد في طبقات تندرج في السلم العقلي والنفسي، هو اعتقاد خاطئ، وهذا محاول علماء التأكيد عليه بعض علماء النفس والتربية أمثال (أورو وسوتر) في دراستهم للطفل الإفريقي، متجاهلين مجموعة الإحباطات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تنجم عن القهر الاستعماري.
2. التحصيل الدراسي يتم عن طريق المعلم والتلميذ والمنهج ودرجته مرونته ومسايرته للمتغيرات الاجتماعية بالإضافة إلى الوسط الاجتماعي أي المسافة الاجتماعية التي يقطعها التلميذ بين الأسرة والمدرسة. إن الأسرة وإن كانت الوسط الأول الذي تتم من خلاله عملية التطبيع، إلا أن الطفل يتلقى القيم والمعايير وفق فردية لا يشاركه فيها أحد وهذا هو سر الاختلاف بين الأجيال.
3. المؤسسة المدرسية ليست وحدة منعزلة على الهيكل الاجتماعي العام بل هي حلقة في السلسلة الاجتماعية، فوظيفتها لن تكتمل إلا إذا تآزرت معها جهود المؤسسات الاجتماعية الأخرى المتصلة بها. وهذا التكامل والتآزر لا ينفي المسؤولية الملقاة على عاتقها إذ عليها أن تستقطب اهتمامات التلميذ في حل التناقضات التي يعيشها. إن التنمية المادية للمجتمع تنمية اقتصادية وتقنية لا يمكن أن تؤتي أكلها إلا إذا سبقتها تنمية اجتماعية إنسانية تجمع بين الكم والكيف، وتعتني بالمضمون التربوي كما تعتني بأساليبه ومناهجه.
• مفهوم التحصيل الدراسي.
ü هو القدرة على تذكر المعلومات.
ü هو القدرة على التحليل والتفكير في الظواهر العلمية.
ü هو التركيز على الاستجابات الفعل بالنسبة للمتمدرسين.
ü هو التركيز على النتائج المتحصل عليها.
ü هو نتيجة للنسق الاجتماعي وتداخل العوامل الاجتماعية. لتفرز (العنف الدراسي والتفوق الدراسي والرسوب الدراسي).
• أنواعه. يتمثل في:
ü فئة الطلبة الممتازين.
ü التفوق العادي.
ü التفوق المنخفض (التخلف الدراسي أو الرسوب المدرسي).
• هل التحصيل الدراسي له علاقة بالعوامل البيولوجية الوراثية أم له علاقة بالعوامل البيئية أم له علاقة بالأسرة.
ü رغم اختلاف الآراء حول هذا الموضوع إلا أننا لا نستطيع عزل هذه العوامل عن بعضها البعض فهذا المركب ككل يؤثر على التحصيل الدراسي ونتائج التدريس.
– التحصيل الدراسي أول ما يتأثر، يتأثر بالعوامل الاجتماعية الأسرية (المستوى التعليمي للوالدين).
– التحصيل الدراسي يتأثر بالعلاقة الأسرية (الصراع ).
– علاقة الاستقلال لها تأثير على الحالة النفسية للمتمدرس.
– تعاون الوالدين يزيد في التحصيل الدراسي.
– الرأس مال الثقافي للأسرة وإرثها الثقافي يؤثر في التحصيل الدراسي.
– المستوى الاقتصادي يؤثر على التحصيل الدراسي.
– العوامل النفسية والبيولوجية لها تأثير على التحصيل الدراسي (المرض الوراثي).
– الإعاقة الفيزيائية والحركية لها تأثير على التحصيل الدراسي
– المدرسة لها تأثير على التحصيل الدراسي ( الاكتظاظ، المظهر … الخ).
– نوعية الأساتذة لها تأثير على التحصيل الدراسي، مثال: (الجزائر: تشترط أن يكون الأستاذ متحصل على شهادة ليسانس لتوظف الأستاذ/ ألمانيا: تشترط أن يكون لديه دكتورا ولا يقل عن 45 سنة ومتزوج ولديه أولاد).
– العامل الجغرافي لديه تأثير على التحصيل الدراسي، (المنطق الحضارية توفر وسائل أكثر من المناطق الغير حضارية).
– الوسط الاجتماعي العام يؤثر على التحصيل الدراسي.
– التخلف الحضاري له إفرازات على الإنسان ككائن اجتماعي، فهو كائن مقهور إذا هو خطير.
– نقص وقلة العقل وهذا ما يسمى بالاغتيال العقل الاجتماعي، وبالعكس.
– نوعية المنظومة التربوية. ( من بين الأسباب التي جعلت فرلندا تتقدم على العالم الأوربي اعتمادهم لطريقة خريطة العقل في التعليم وأول من اكتشفها العالم البريطاني (بروزان) عندما كان طالبا في الجامعة، فأراد أن يكتشف طريقة جديدة لاستيعاب المعلومات في وقت قصير وزيادة التركيز فاخترع خريطة العقل وبدأ يدرسها في مركز المخ ببريطانيا وهي قائمة على أساس التطابق والتماثل بين خلايا العصبية وهذه الخريطة تعتمد على الصور والألوان / لا ننسى إسرائيل التي تأثرت بتجربة سنغافورة التي يخرج من نظامها التربوي تجار ورجال أعمال).
• الرسوب المدرسي:
ü هو ظاهرة اجتماعية تربوية وهي تخص التلاميذ الذين يفشلون في المدرسة إلى غاية الجامعة.
ü الرسوب يؤدي إلى الفشل.
ü أسبابه:
1. طرق التدريس التقليدي:
* عدم تمكن الأستاذ من إيصال المعلومة للمتمدرسين مما يؤدي إلى التخلف في الاستعذاب.
* كل مكانة طرق التدريس بعيدة عن تنشيط الذات المتعلمة كل مكانة منتجة لظاهرة التسرب.
2. المناهج التعليمية:
* لم تأخذ هذه المناهج المعطيات الاجتماعية والهوية الاجتماعية.
3. الإدارة التربوية الراكدة:
* الإدارة التربوية، منقطعة الاتصال بأولياء التلاميذ. حيث كان سابقا أوليا التلاميذ يهتمون بتتبع أبناءهم في المدرسة أما الآن أصبح كل ما يهم الإدارة المدرسية هو عدم إحداث المشاكل دخل المدرسة، مما يجعل مساهمة الإدارة سلبية في التحصيل الدراسي.
4. المكانة المنحطة للمتخرجين من الجامعة:
* الانفصال بين العالم الاقتصادي والعالم الاجتماعي، خلق صعوبات بالنسبة لخرجي الجامعات فيما يخص توظيفهم، هذه الوضعية أعطت صورة سوداوية بالنسبة لطلاب الثانويات، مما يجعلهم يفكرون في ترك مقاعد الدراسة.
5. الاختبارات بالتصميمات التربوية:
* هناك نوعين من الاختبارات يعتمدها الأساتذة:
أ- تصميم تقليدي يعتمد على الحفظ: وهنا الأستاذ وكأنه يختبر في قدرة المنطقة المسؤولة على الحفظ في مخ التلميذ.
ب- تصميم يعتمد على التفكير: وهنا الأستاذ يختبر المنطقة المسؤولة على التحليل قي مخ التلميذ.
* هذه الاختبارات تترك النتائج متباينة وينتج عنها تباين في التحصيل الدراسي.
6. المعتقدات الدينية:
* يقول دوركايم: ( الظاهرة الاجتماعية ظاهرة قاهرة)، من هذا المنطلق نجد أن بعض العادات الاجتماعية تساهم في الرسوب المدرسي، فمثلا في منطقة بني مزاب، فرض المعتقد الديني على الفتاة عدم إكمال دراستها في الجامعة بسبب الاختلاط.
ü كل الأسباب السابقة الذكر في الرسوب المدرسي الذكر تؤدي إلى التسرب المدرسي يضاف إليها، سبب آخر وهو التخلف المدرسي أو الفشل الدراسي والذي من بين أسبابه:
1. أسباب وراثية خاصة عند ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن لبد أن نستثني بعض الحالات الخاصة التي تكون الإعاقة بالنسبة لها حافزا ومثال على ذلك: (طه حسين الذي لديه إعاقة بصرية ولكنه مبدع في عالم الأدب وكذلك العالم ستيفن هوكينج المعاق 100 %ولكنه أحد العباقرة في الفيزياء ).
2. سبب التخلف ذو أصل نفسي: وهذا يحدث داخل الأسرة من خلال التمييز بين الأبناء وبتالي ينتج تخلف نفسي وذلك عن طريق:
أ- المقارنة بين الأبناء.
ب- المدح.
ج- الحرمان العاطفي (تقصير الأولياء).
3. التخلف ذو أصل اجتماعي: ويقصد به التوجيه المدرسي والذي لا يتوافق أحيانا مع رغبات التلميذ.
4. الاندماج الاجتماعي في القسم: خاصة بالنسبة للعائلات التي تغير سكنها كثيرا.
5. الإحباطات داخل جو المدرسة: قام العالمين ( وايب و لي بيت) بتجربة، إذ قسما المجتمع المدرسي إلى ثلاث فئات:
أ- فئة ديكتاتورية.
ب- فئة فوضوية.
ج- فئة ديمقراطية.
وقد لحظا ظهور سلوك عدواني بين التلاميذ والأستاذ في الفئة الديكتاتورية بينما الفئة الفوضوية ظهر بها خمول وفتور، أما في الفئة الديمقراطية فقد كانت نتائجها جيدة.
ومنه نستنتج أن للمعلم دورا أساسيا في تهيأت الجو الدراسي للتلاميذ.
سوق العمل.
ü إن المهمة الأولى للجامعة ينبغي أن تكون دائماً هي التوصيل الخلاق للمعرفة الإنسانية في مجالاتها النظرية والتطبيقية وتهيئة الظروف الموضوعية لتنمية الخبرة الوطنية التي لا يمكن بدونها أن يحقق المجتمع أية تنمية حقيقية في الميادين الأخرى.
ü إن طريقة أداء المؤسسة الجامعية لوظيفة التنمية تتوقف على عدة عوامل يرجع بعضها إلى الهياكل والتنظيمات التي تسيرها ويتصل البعض الآخر بالمضمون التعليمي الذي تقدمه والمناخ الثقافي والاجتماعي الذي تعمل فيه.
ü المؤسسة التعليمية وتوظيف الطاقة البشرية.
• إن الثروة المادية للمجتمع لا يمكن أن تنمو وتستمر في نموها إلاَّ إذا صاحبتها زيادة في الرصيد الوطني من الثروة البشرية المزودة بالمهارات الفنية والوعي السياسي وبالطموح والجدية.
• إن عدم الانتباه لهذه المسلمة جعل الكثير من البلدان المستقلة حديثاً أسيرة هيمنة من نوع جديد تتمثل في حاجتها المستمرة إلى استيراد الخبرة وارتباط عدد كبير من مشاريعها الاقتصادية والثقافية بمنظرين ومنقذين لا صلة لهم بحقائق واقعها وخصائصه التاريخية والسياسية.
• والسبيل الوحيد لتخلص من تلك الهيمنة هو بناء خبرة محلية تحقق لها الاكتفاء الذاتي.
• لقد أكدت التجارب التي شهدها عالمنا المعاصر في النصف الأخير من هذا القرن تلك الصلة الوثيقة بين المنظومة التعليمية وبين النهضة الاقتصادية والثقافية التي عرفتها بلدان كانت في مؤخرة القافلة في ميدان العلوم والآداب والتقنيات، فأصبح لديها بعد بضع سنين فائض من الخبرة تستثمره خارج حدودها لأغراض كثيرة.
• لقد خرجت الجزر اليابانية على العالم في الثلاثينيات من القرن الماضي عملاقا ليغير خريطة الشرق إن المئات من اليابانيين كانوا يجبون أوربا وأمريكا للسياحة، كانوا يغادرون بلادهم وزادهم الوحيد كاميرا (آلة تصوير) وبعض العلب من الأرز المحفوظ ولا يعودون إلا وقد استخلصوا من الغرب علماً ومعرفة بأسرار الصناعة.
• إن ألمانيا احتفلت بدفن آخر أمي في عهد بسمارك، وهي أول دولة في العالم بنت الجامعة الحديثة ووضعت في مستهل القرن الماضي مشروع إصلاح التعليم العالي المعروف باسم مشروع هامب الذي جعل من الجامعة كما يقول هيشن ( الربان الذي يقود السفينة)، كما نجد الأحاديث التي وجهها الفيلسوف فيختا إلى الأمة الألمانية في شتاء 1808م أحد أسرار هذه الأمة التي لم تقهر فقد مثل فيختا على إقامة نظام جديد لتربية تعم كل الأمان دون استثناء وتزول فيها الفوارق بين الطبقات الاجتماعية.
• أما الاتحاد السفياتي فقد حقق طفرة جعلته في مقدمة البلاد التي تصنع الخبرة وتستثمر الطاقة البشرية بطريقة لم يسبق لها نظير فبعد أن كان عدد الباحثين والمدرسين في جامعاته سنة 1914م لا يتجاوز 10.000 أصبح في سنة 1956م 239 ألف باحث من بينهم أكثر من 25000 خبير بالمعرفة سجلوا أكثر من اختراع واكتشفوا عدداً من المناهج والتصورات العلمية التي أذهلت العالم، ولم يكن ذلك ممكناً لولا أن هذه الدولة بنت في خلال خمس سنوات ( 1932م – 1938م) أكثر من 20.000 مدرسة، وأسست حتى سنة 1959م 40 جامعة تحوي 60 مليون طالب جامعي، وقد وضع علمائها برنامجا للتحدي وتحقيق القفزة الكبرى التي سماها لينين نفسه طوق النجاة.
• أما بالنسبة للصين فإن سبب نهضتها يعود في الدرجة الأولى إلى التغيير الحادث في الإنسان الصيني بسبب القفزة النوعية في نظامها التعليمي حيث أصبح شعارها (المدرسة في كل مكان والكتاب في كل يد) كما صارت الكفاءة في العمل معيارا للترشيح إلى الجامعة، وهذا كله جعل منها شعباُ يتحرك وبسرعة على درب التقدم.
• أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان سر حضارتها وقوتها الاقتصادية قائم على العلم والمعرفة حيث خاطب وزير التربية الأمريكية خبراء التربية في خطاب سنة 2024 حيث قال: (إن هدفنا الأسمى في القرن القادم هو الهيمنة على المعرفة والاستثمار بعبقرية إنتاجها، وأن أخوف ما يخيفنا النهضة العلمية الحادثة في اليابان وكوريا والصين، إن هؤلاء يكادون يمحون بصمات عبقريتنا إننا في تحد مع هؤلاء، ومع الزمن وإننا لغالبون).
النظام التربوي في الجـــزائر.
ü إسقاطات النظام على النظريات.
• لقد ورثت الجزائر عن مرحلة الكولرنيالية مجتمعاً تغلب عليه الأمية الحرفية، والفكرية والمهنية في كل المجالات الحيوية.
• لا أحد ينكر أن البدايات الأولى لتأسيس القواعد المادية للمنظومة التربوية مثل المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات كانت مشجعة على الأقل من حيث الكم.
• كما أن التوجه السياسي لتعميم التعليم وجعله مجاناً، لعب دوراً مهماً في بعث الأمل لدى شرائح المجتمع وخاصة تلك التي عانت من الحرمان الثقافي والتعليمي.
• ولكن المشكلة التي برزت تمثلت في قلة الإطارات الوطنية المعدة إذ ذاك للقيام بالمهنة التربوية، بالإضافة إلى أن الإطارات المتوفرة آنذاك لم تتلقى تكوين على أسس بيداغوجيا وثقافية وفكرية ومهنية متقدمة ومتطورة. وهكذا تغلب مناخ الرداءة على المنظومة التربوية، حيث أثر سلبياً في المستوى والكيف.
• وفي أيامنا هذه لا يزال التعليم بكل مراحله يشكو من الضعف في التأطير الجيد وفي نوعية مضمون المواد الدراسية وفي مستوى الطلبة والأدهى والأمر أن الأوضاع المادية لإطارات التعليم متدهورة، الأمر الذي أجبر الكفاءات إلى مغادرة مسرح المنظومة التعليمية إلى مهن أخرى طلباً للدخل الذي يفي بتغطية حاجيتها وطموحاتها في التقدم الاجتماعي.
• وبالفعل قد أدى ذلك لإحداث فراغ هائل تم سده بإطارات لم يتوفر فيها المستوى الثقافي والاقتصادي والمهني.
• يضاف إلى كل ذلك تغلب سياسة الكم على الكيف التي أثرت سلبياً وبشكل دراماتيكي في انخفاض المستوى بكل أنماطه.
• وعلى صعيد التعليم المهني فإن الجزائر ليست لها سياسة متطورة في هذا الميدان، وهكذا فإن التكوين الذي استفاد منه الطلبة لا يحترم المقاييس المتعارف عليها في المنظومات في الدول المتقدمة والمنطقة العربية وآسيا ودول أمريكا اللاتينية.
• وعموماً يمكن أن نلاحظ على المنظومة التربوية الجزائرية أوجه القصور والضعف في إطار معالجة النقاط التالية:
1. تكافؤ الفرص في اكتساب المعارف والمهارات.
2. ضرورة الاستجابة لاحتياطات سوق العمل.
3. ضرورة لانفتاح على المحيط.
وبتالي فإن مستقبل التربية يتوقف على نوعية الحلول المقدمة لهذه الأولويات ومدى قدرة المنظومة على التكيف مع المتغيرات الجديدة.
ü مشكلة اللغة والتكوين في الجزائر.
• اللغة والمحتوى:
– البعد المعرفي: اللغة تشكل محتوى للعلم والمعرفة والمعلومات وأداة للتواصل وهي تصلنا بتراثنا.
– البعد الإيديولوجي: لقد مرت الجزائر بالاستعمار الفرنسي الذي حاول أن يغرس اللغة في مختلف الطبقات خاصة عند الطبقة المتوسطة. ولقد كان هناك صراع بين تيارين هما: تيار فرنكوفونوي يريد تمكين اللغة الفرنسية، وتيار عروبي يريد تمكين اللغة الانجليزية:
• الصراع بين التيارين: لقد جاء في المادة 24 من المرسوم المنشور في العدد 33 من الجريدة الرسمية بتاريخ 23 أفريل 1976 ما يلي: (دراسة اللغة العربية، وإتقان التعبير بها مشافهة وتحريراً، واعتبار مثل هذه الدراسة عاملاً أساسياً).
إلا أن هذا القرار المبدئي على رغم من نبل مقصده يطرح عدداً من القضايا في الميدان التطبيقي، فلو افترضنا أن مسألة اللغة الفرنسية قد حلت وانحصر استخدامها في مجالات محدودة تضبط وضعيتها الممتازة بحكم اعتبارات كثيرة، بالنسبة للغة الأولى (اللغة العربية) واللغات الحية الأخرى مثل الانجليزية إذا افترضنا أن مثال هذا التحديد قد تم فإن القضية التالية ستكون إصلاح شأن اللغة العربية المستخدمة في النظام التربوي والحياة العامة وبذلك تطوير قواعدها وتهذيب أساليبها.
إن ما تعانيه مكتبة الأطفال من فقر في شتى ميادين المعرفة إنما يعكس في الواقع أحد جوانب الضعف في المضمون التربوي وهو أيضاً ما يدفع قسماً كبيراً من التلاميذ الملمين باللغة الأجنبية إلى البحث عنها في مضامينها ومطالعتها أينما وجدت فلقد لوحظ أن كبر نسبة من المترددين على المكتبات الثقافية الأجنبية هم من طلاب التعليم الثانوي.
إن العلاقة بين اللغة والمحتوى التعليمي ليست مجرد تغزل بروتوكولي ينتهي بالفصل بين أداة التوصيل وما توصله من مادة تعليمية واعتبار اللغة مدخلاً للتبرك أشبه بالبسملة أثناء تناول الطعام فهناك وحدة لا تنفصم بين الأداة ومضمونها خاصة في المرحلة القاعدية من التعليم وهي مرحلة تستغرق فترة من العمر تبلغ فيها الشخصية درجة قصوى من المرونة والمطاوعة والقابلية الشديدة للشكل فإذا ما وزعنا المضمون التعليمي على أداتين أو أكثر من أدوات التوصيل اللغوي وجعلنا الفرد يعاني من ثنائيات ذهنية وسلوكية مثل تلك التي لاحظها أحد الأنثربولوجيين عندما شاهد أحد الموظفين يؤدي صلاته بالفصحى ويعمل في مكتبه باللغة الأجنبية ويقضي شؤونه اليومية باللغة العامية (فرانكو أراب) التي تمتزج فيها الألفاظ العربية بالفرنسية في صورة بسيطة.
العنـف المدرسـي.
ü الانحراف الاجتماعي (المظاهر والعوامل ووسائل العلاج).
• تحديد مفهوم العنف: هو انفعال تثيره مواقف عديدة، تؤدي بالفرد إلى ارتكاب أفعال مؤذية في حق ذاته أحيانا وفي حق الآخرين أحياناً أخرى. أما في معجم علم الاجتماع، فإن العنف يظهر عندما يكون ثمة فقدان للوعي لدى أفراد معينين أو في جماعات ناقصة المجتمعية، وبهذه الصفة يمكن وصفه بالسلوك اللاعقلاني، ويراه (بول فواكي) في قاموسه التربوي: (أن العنف هو اللجوء الغير مشروع إلى القوة سواء للدفاع عن حقوق الفرد أو عن حقوق الغير).
• العوامل المولدة للعنف المدرسي:
1. عوامل ذات صلة بالظروف الاجتماعية:
– الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة للأسرة.
– انتشار أمية الآباء والأمهات.
– القهر النفسي والإحباط.
كل هذه العوامل وغيرها تجعل هؤلاء التلاميذ عرضة لاضطرابات ذاتية وتجعلهم كذلك غير متوافقين شخصياً واجتماعياً ونفسياً مع محيطهم الخارجي، فتتعزز لديهم عوامل التوتر، كما تكثر في شخصيتهم ردود الفعل غير المعقلنة حيث تصبح عنيفة في حالة شعورهم بالإذلال أو المهانة من أي شخص كان.
هنا وجب التركيز على دور التنشئة الاجتماعية على تحويل الفرد ككائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي فإنها في الوقت نفسه تنقل ثقافة جيل إلى الجيل الذي يليه، وذلك عن طريق الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى التي لها دور في التنشئة الاجتماعية.
ورغم أهمية التنشئة الاجتماعية ودورها الفاعل في تفسير ميولات التلميذ الغير سوية، فإن التباين حول إمكانات التنشئة الاجتماعية وحدودها لا زال إشكالاً فلسفياً قائماً، تعبر عنه بوضوح جملة من الأسئلة الإشكالية العامة من قبيل:
هل بمقدور التنشئة الاجتماعية أن تحقق الهدف المطلوب بصورة كافية في أوساط أسرية مفككة، فقيرة ومقهورة؟
هل يمكن الحديث عن تنشئة في ظل غياب أولياء الأمور عن تتبع المسار الدراسي لأبنائهم؟
ü دراسة تطبيقية.
حذر مدير مركز أكاديمية العالمية لصناعة العبقرية فرع الجزائر، ورئيس مركز الإشراق للتنمية البشرية الدكتور فرفور أمين بشدة من انتشار ظاهرة تتمثل في سب وشتم التلاميذ الذين يخطئون في الإجابة أو الذين يشوشون على زملائهم في القسم ويبهدلونهم أمام الزملاء ويهينونهم فينعتونهم بالحمير والأغبياء والحيوانات والبهائم والحشرات … الخ، وهو سلوك يكرره العديد من الأساتذة يومياً ضد تلامذتهم مما يولد الكبت لدى التلاميذ بسبب عدم استطاعتهم الرد على الأساتذة وهو ما قد ينفجر في شكل سلوكات عدوانية عنيفة لتلاميذ من أساتذتهم وفي أحسن الأحوال يولد ردود أفعل سلبية لدى تلاميذ تتطور إلى أفعال عنف ضد الأساتذة، ولذلك قال مدير المركز في تصريح لجريدة الشروق اليومي أن المعلم أثناء التعليم يؤدي دوراً، والمعلم قد يكون أباً وأخاً أو رياضياً بالإضافة إلى دور المعلم.
والأستاذ إذا كان أدائه لدوره ضعيف فهو دلالة أن الوضعية النفسية للأستاذ ليست جيدة، وهمنا الأكبر أن نرفع من حالته النفسية حتى نرفع من أدائه، ولبد أن نضع نصب أعيننا أن الأستاذ بشر يصيب ويخطأ والكلام عن قضية شتم الأساتذة للتلاميذ … الخ، علينا أن نقول بأنهم يفعلون ذك بطريقة لا واعية وفي الكثير من الأحيان يندمون على ذلك.
وقال مدير مركز العالمية للصناعة العبقرية، أن التلميذ أو الطالب الذي يتلقى كماً كبيراً أو صغيراً من هذه الأوصاف والنعوت يتأثر ويفقد الثقة في نفسه وتهتز صورته الداخلية ويحتقر ذاته، وهذا ما يدفعه لأن يثأر لنفسه وهذا يكون إما بالانحرافات السلوكية كالتدخين … الخ، أو ممارسة العنف على الآخرين.
ومن هنا على الأساتذة أن يبذلوا الجهد حتى يتعاملوا مع المسألة بوعي وإدراك حتى يؤسس لجيل سليم بعيداً عن أي نوع من العنف.
هناك فرق بين الاشكالية والمشكلة
وأعتقد أن في الجزائر مشكلة المنظومة التربوية في مختلف الأطوار التعليمية
وليست اشكالية لأن لما نقول اشكالية فمعناها أنني أبحث (بحث اكاديمي ) وبحثي هذا يكون بمنهجية علمية ولاننسى المنهج التاريخي لأنه يساعدني في تقديم الحلول المناسبة
أما المشكلة فهي عائق لايمكن ايجاد حل لها لأنها مشكلة
السلام عليكم بارك الله فيك على موضوع المنظومة شكرا جزيلا
مشكلات وليست اشكالية التربية والتكوين في الجزائر