اتقدم اليكم بفائق الاحترام والتقدير طالبة المساعدة في تقييم هذه المقالـــــة ، واتوسل اليكم ان تردوا علي في اقرب وقت ممكن ، لاني في حاجة ماسة اليها فلا تبخلوا علي بالرد ، وجعلها الله في ميزان حسناتكم
ويرجى التقييم …اي كم تكون النقطة بالتقريب وبارك الله فيكم
اليكم المقالة
.
.
.
تعد الذاكرة قدرة نفسية تمكن الإنسان من استحضار الماضي وتذكر صوره الذهنية والحسية كما حدثت في زمنها ومكانها وإذا كان هذا التحديد لمفهوم الذاكرة موضع اتفاق بين الفلاسفة وعلماء النفس فان تفسير طبعتها كان محل نقاش وجدل حيث رأى البعض من أصحاب التفسير المادي أنها ظاهرة أو حادثة بيولوجية مرتبكة بالبدن في حين رأى البعض نقيض ذلك بجعلها ظاهرة نفسية خالصة لا علاقة لها بالجسد وأمام هذين الرأيين المتناقضين يطرح السؤال التالي :هل الذاكرة حادثة بيولوجية خالصة أم أنها بالعكس ظاهرة نفسية روحية؟
يرى أصحاب النظرية المادية أمثال ريبو وديكارت وتين أن الذاكرة عملية عضوية مادية مرتبطة بالوظائف الفزيولوجية التي يبديها الجهاز العصبي .
حيث يفسر هذا الطرح الذاكرة من منطلق أنها ظاهرة مادية يمكن تحديد آلياتها ومكان نشاطها فعملية تثبيت وحفظ الذكريات واسترجاعها مرتبط بأجهزة عضوية بيولوجية موجودة على مستوى الدماغ وهي المسئولة عن مختلف عمليات الذاكرة حيث يقول ريبو "إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة سيكولوجية بالعرض" وبما أن الماهية هي المعبر عن حقيقة الشيء فإن الذاكرة في حقيقتها بيولوجية بينما الطبيعة النفسية خاصية ثانوية عرضية فقط وهو ما يؤيده التفسير العلمي للتذكر الذي يرجعه أصحاب هذا الاتجاه إلى مجموعة الارتباطات الديناميكية بين الخلايا العصبية الدماغية حيث تقوم هذه الخلايا بتسجيل الانطباعات الحسية ثم تحتفظ بآثارها على شكل أثار رمادية تتركها الحوادث الخارجية على خلايا القشرة الدماغية ومن هنا فإن إدراك الحوادث يحدث في خلايا الدماغ أثار مادية يمكن إثارتها مرة أخرى عندما يحدث إدراك مماثل ويفسر تين هذه العملية حين يقول وهنا تبدو الذكريات كما لو كانت موضوعة في منطقة معينة من الدماغ حددها ابن سينا في التجويف الأخير حيث قال "الذاكرة قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ" فنجده يقسم تجاويف الدماغ إلى ثلاث مناطق مقدم وأوسط ومؤخر الأول مسئول عن حفظ صور الأشياء الحسية والأخير يحتفظ بمعاني تلك الصور أي بالذكريات وهذا ما يؤيده أيضا ديكارت الذي نجده يلخص حجج هذا الموقف حيث جعل من الذاكرة وظيفة مرتبطة بالدماغ والدماغ مرتبط بالجسد والجسد ذو طبيعة مادية ومنه تكون الذاكرة من حيث ارتباطها به هي الأخرى ذو طبيعة مادية بيولوجيو مشابهة لطبيعة الجسم والدليل القاطع على هذا الحكم يكمن في أن أي تلف يصيب خلايا الجهاز العصبي التي تحتفظ بالذكريات ينتج عنه ضرورة فقدان التذكر كما يتجلى في أمراض الذاكرة مثل الحبسة الحركية المصاحبة للإصابات التي تمس منطقة البروكا المسئولة على حظ الذكريات كما أن حدوث نزيف في الفص ألجداري الأيمن للدماغ يحدث فقدانا للمعرفة الحسية اللمسية في الجهة اليسرى فيصبح المصاب عاجز عن التعرف على الأشياء حتى ولو كان يحس بجميع جزئياتها وهو ما تثبته تجربة الطبيب دولي على بنت قي الثالثة والعشرين من عمرها أصابتها رصاصة في المنطقة الجدارية اليمنى فهي لا تستطيع التعرف إلى الأشياء التي توضع في يدها اليسرى بعد تعصيب عينها فعندما وضع لها دولي مشطا في يدها اليسرى وصفت جميع أجزائه وعجزت عن التعرف عليه وبمجرد أن وضعه في يدها اليمنى تعرفت عليه بسرعة مثل جميع الناس وهكذا يبدو ارتباط الذكريات بسلامة الجهاز العصبي وهو ما يجعل منها ظاهرة بيولوجية محضة حيث يقول ريبو "والخلاصة أن الذاكرة هي وظيفة عامة للجهاز العصبي " وبتالي ولما كان أي تلف في الجهاز العصبي يحدث عنه تلف لما يحتفظ به من ذكريات وكان الجهاز العصبي ذو طبيعة بيولوجية مادية لارتباطه بالجسد وجب أن تكون الذاكرة ذو طبيعة مادية بيولوجية موافقة لمصدرها.
لكن لو كانت الذاكرة مرتبطة فقط بسلامة الأجهزة الفيزيولوجية فكيف نفسر فقدان الكثير من الأفراد للذاكرة بالرغم من سلامة جهازهم العصبي وخلاياهم الدماغية كما يحدث في الاضطرابات والصدمات النفسية التي تؤدي إلى زوال الذاكرة وبتالي فلا يمكن ربط الذاكرة بالجوانب البيولوجية والمادية وحدها ولو سلمنا مع ريبو أن فقدان الذاكرة راجع إلى إصابة الدماغ فالمفروض أن الذكريات المفقودة لا تعود نهائيا لكن بعض الحالات تؤكد استرجاع بعض الأفراد للذاكرة بعدما فقدوها وهذا فيه إبطال لموقف ريبو
وبمقابل الطرح السالف ترى النظرية النفسية بزعامة برغسون أن الذاكرة ترجع إلى خصائص شعورية نفسية فهي عملية نفسية واعية قوامها الشعور وهو ما يجعلها جوهر روحي محض.
حيث يرى برغسون أن الاحتفاظ بالماضي يتم وفق صورتين مختلفتين جوهريا صورة آلية مخزونة في الجسم وقد يكون في صورة ذكريات نفسية مستقلة عن الدماغ ويسمى طريقة الاحتفاظ الأولى بذاكرة العادة وهي ذاكرة بيولوجية حركية تقوم على أساس البدن وتأخذ شكل عادات آلية وأما الصنف الثاني فيسميه برغسون بذاكرة الذاكرة أو الذاكرة النفسية الشعورية وهي ذاكرة نفسية ذات طبعة روحية مستقلة تماما عن الجسم ويحكم برغسون أن الذاكرة الحقيقية هي الذاكرة النفسية وليست ذاكرة العادة ومنه ولما كانت ذاكرة الذاكرة مرتبطة بالشعور والنفس فلابد أن تكون ذو طبيعة نفسية وروحية خالصة لا علاقة لها بالجسد المادي حيث يقول "إن الشعور إنما يعني أولا وبالذات الذاكرة"وهذا ما أغفل عنه أصحاب التفسير المادي للذاكرة لأنهم أخلطوا بين النوعين السابقين واكتفوا بالذاكرة الحركية مهملين الذاكرة النفسية الأهم منها ويثبت برغسون هذا التميز من خلال مقارنته بين خصائص كل نوع فالإصابات الدماغية في الجهاز العصبي لها تأثير على الآليات الدماغية التي تحفظ ذاكرة العادة بينما ليس لها أي أثر على الذكريات النفسية كما أن الاكتساب في النوع الأول يكون بالتدريج والتكرار أما الاكتساب في الثانية فيكون دفعة واحدة وبدون تكرار مثل إدراكنا لحادث مرور مروع ماضي فلا يستدعي تكراره كي يكتسب كذلك قدرة الاسترجاع ذاكرة العادة مرهونة بمدى تكرارها لهذا يعمد التلميذ أثناء تحضيره لشهادة الباكالوريا إلى تكرار المراجعة حتى يتمكن من استرجاعها يوم الامتحان بينما استرجاع الذكريات على مستوى الذاكرة النفسية مشروط بمدى تأثيرها على نفس الإنسان ودرجة الألم أو اللذة التي تخلفها الحادثة ومن هنا يبدو الفرق بين هذين النوعين واضحا وهو ما أغفله التفسير المادي الذي ينطبق على النوع الأول فقط بينما حقيقة الذاكرة وجوهرها هو النوع الثاني أي الذاكرة النفسية التي ترتبط بالنفس والشعور وهو ما جعل برغسون لا يميز بين الذاكرة والشعور حيث يقول "إن الشعور هو ذاكرة أعني أنه حفظ للماضي في الحاضر وتجمع للماضي في الحاضر"
إن برغسون ورغم أنه ساهم في توضيح موضوع الذاكرة ووظائفها المتعددة إلا أنه أخطأ عندما فصل بين ما نفسي وما هو عضوي وبالغ كثيرا في تفضيل الجانب النفسي وجعله المعبر الوحيد عن طبيعة الذاكرة فبما أنه أقر بوجود نوعين كان عليه الإقرار كذلك بوجود طبيعتين ولما أن الإنسان كل موحد فلابد أن يكون تكامل وظيفي بين جميع جوانبه ومنه فلا مبرر لجعل الذاكرة النفسية تعبير وحيد عن طبيعة الذاكرة وبتالي فلا مبرر للقول أن الذاكرة ذات طبيعة نفسية شعورية خالصة.
إن كلى الموقفين السالفين سواء أصحاب التفسير المادي أو النفسي قد اهتموا بجانب واحد من طبيعة الذاكرة مما يجعل موقفهما ذاتي وهو ما يدفعنا إلى التجاوز ونجد التفسير الاجتماعي يقدم طرح جديد تجاوزي حيث يرى هالفاكس أن الذكرى هي حادثة تتكون ثم تخزن وتستحضر في إطار الجماعة فقط فلولا المجتمع لما تم تشكل أي نوع من الكريات لأنها في النهاية ليست إلا حوادث اجتماعية وهو ما يجعل من الذاكرة ذات طبيعة اجتماعية سوسيولوجية حيث يقول هالفاكس" إن الجماعات التي أنا جزء منها تقدم لي في كل آن الوسائل الكفيلة بإعادة تركيب هذه الذكريات".
ومن كل ما سبق من تحليل نستنتج أن الذاكرة وظيفة نفسية إنسانية تجمع بين الطبيعة الروحية المرتبطة بالنفس والمادية المتعلقة بالجسد لكن وجود الذكريات كمخزون أساسي للذاكرة متوقف على وجود حياة اجتماعية لأن الإنسان يصنع ذكرياته في إطار جماعة من الأفراد وليس في إطار فردي خاص
السلام عليكم –
هذه المقالة من حيث الشكل مقبولة . لكن من حيث المضمون فهي بحاجة الى اثراء وتوسيع اكثر خاصة ما يلي :
تحليل المواقف بضبط الحجج والبرهنة والتمثيل للحجج بامثلة واقوال
توضيع نقد الحجة بصورة تتماشى والمواقف مع العلم ان النقد هو تمهيد للدخول في الموقف المخالف او المعارض
توضيح خطوة التركيب اكثر وتدعيمها بالدليل سواء جمع أو تجاوز…..
لا ننسى الرأي الشخصي وتبريره لانه مهم في المقال وعلامته 02/04
الخاتمة يجب ان تكون خلاصة واستنتاج لما تم تحليله في السابق مع تقديم حل للمشكلة المطروحة في المقدمة
وبناء على هذه الملاحظات فتقييم المقالة يكون : 11/20 وفقكم الله جميعا
testhake13men20