البترول يحتوي على عدة مركبات ومن بينها البنزين او مايدعى بالبنزول هو ﺳﺎﺋﻞ ﺳﻬﻞ اﻻﺷﺘﻌﺎل ﻻ ﻟﻮن ﻟﻪ وذو راﺋﺤﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ، ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﺨﺮ ﺳﺮﻳﻌ ﺎً ﻓﻲ
اﻟﻬﻮاء أو اﻟﺬوﺑﺎن ﻗ ﻠ ﻴ ﻼً ﻓﻲ اﻟﻤﺎء. ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ راﺋﺤﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻋﻨﺪ وﺟﻮدﻩ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 1.5 إﻟﻰ 4.7 ﺟﺰء ﻣﻦ
اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻟﻜﻞ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻬﻮاء أو ﻣﺎ ﻳُﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻮﺣﺪة «ﺑﻲ ﺑﻲ أم»، وﻓﻲ اﻟﻤﺎء ﻋﻨﺪ 2 «ﺑﻲ ﺑﻲ أم». وهﻮ ﻳُﻮﺟﺪ ﻓﻲ
اﻟﻬﻮاء واﻟﻤﺎء واﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ أو ﻣﺼﺎدر ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ.
اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻴﻮم ﻟﻠﺒﻨﺰﻳﻦ هﻮ اﻟﺒﺘﺮول، وﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ أول وأﻋﻠﻰ 20 ﻣﻨﺘﺠﺎً آﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎً ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻢ إﻧﺘﺎﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، آﻤﺎ
ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ واﻟﻨﺎﻳﻠﻮن واﻷﻟﻴﺎف اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻟﻤﻮاد اﻟﻤُﻠﻤﻌﺔ واﻷﺻﺒﺎغ واﻟﻤﺒﻴﺪات اﻟﺤﺸﺮﻳﺔ واﻟﻤﺬﻳﺒﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ
وﺣﺘﻰ اﻷدوﻳﺔ. وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أهﻢ ﻣﺼﺎدرﻩ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ هﻲ اﻟﻐﺎزات اﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪة ﻓﻲ أﺑﺨﺮة اﻟﺒﺮاآﻴﻦ وﻓﻲ ﺣﺮاﺋﻖ اﻟﻐﺎﺑﺎت. وهﻨﺎك
ﻣﺼﺎدر اﺳﺘﻬﻼآﻴﺔ آﺎﻟﻐﺎزات اﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﻋﻮادم اﻟﺴﻴﺎرات واﻷﺑﺨﺮة ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﻮﻗﻮد أو ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺮب ﻣﻦ ﺧﺰاﻧﺎت اﻟﻮﻗﻮد ﻓﻲ
اﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ إﻟﻰ أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻤﻴﺎﻩ أو اﻟﺘﺮﺑﺔ وآﺬﻟﻚ دﺧﺎن ﺳﺠﺎﺋﺮ اﻟﺘﺒﻎ. ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻣﺮآﺒﺎت آﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ أﺧﺮى ﻓﻴﻪ وﻳﺘﺤﻠﻞ ﺧﻼل أﻳﺎم، أو أﻧﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺴﺎﻗﻂ اﻷﻣﻄﺎر أو اﻟﺜﻠﻮج ﻳﺘﺮﺳﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ أو ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻴﺎﻩ
اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، وﺁﻧﺬاك ـ أي ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ أو اﻟﻤﻴﺎﻩ ـ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ و ﻗ ﺘ ﺎً ﻃ ﻮ ﻳ ﻼً آﻲ ﻳﺘﺤﻠﻞ.
آﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﻌﺮض ﻟﻜﻤﻴﺎت ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻳ ﻮ ﻣ ﻴ ﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺎدﻳﺔ، وﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﺳﺘﻨﺸﺎق اﻟﻬﻮاء اﻟﻤﻠﻮث. ﻟﻜﻦ وﺟﻮد
ﻣﺼﺎدر ﻟﻜﻤﻴﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻳُﻌﺮض أ ﻳ ﺎً ﻣﻨﺎ ﻟﻜﻤﻴﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ أﻳﻀﺎً ﻣﻨﻪ، آﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ داﺧﻞ اﻟﻤﻨﺎزل ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ أو اﺳﺘﺨﺪام
اﻟﺼﻤﻎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﺴﺠﺎد أو ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ اﻷﺛﺎث اﻟﻼﻣﻌﺔ أو ﻣﻦ اﻟﻤﺬﻳﺒﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، وﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎرات أو
اﻷﻣﺎآﻦ ذات اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ أﺑﺨﺮة ﻋﻮادم اﻟﺴﻴﺎرات أو اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ.
اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﺴﻢ إﻣﺎ ﻋﺒﺮ اﺳﺘﻨﺸﺎق اﻟﻬﻮاء اﻟﻤﻠﻮث وﻣﻦ ﺛﻢ إﻟﻰ اﻟﺮﺋﺔ، وإﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻤﻲ ﻋﺒﺮ ﺷﺮب اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻠﻮث،
وإﻣﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺠﻠﺪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻼﻣﺲ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ. ﻣﻦ آﻞ هﺬﻩ اﻟﺒﻮاﺑﺎت ﻳﺘﺴﺮب إﻟﻴﻨﺎ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ اﻟﺪم،
وﻣﻨﻪ ﻳﺴﺮي إﻟﻰ أﻧﺤﺎء اﻟﺠﺴﻢ ﻟﺘﺨﺘﺰن آﻤﻴﺎت ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﺨﺎع اﻟﻌﻈﻢ وﻓﻲ اﻷﻧﺴﺠﺔ اﻟﺸﺤﻤﻴﺔ. اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ آﻞ هﺬا ﻓﺤﺴﺐ
ﺑﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺤﻠﻞ ﻣﺮآﺒﺎت اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺪ وﻧﺨﺎع اﻟﻌﻈﻢ ﻟﺘﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻮاد ﺿﺎرة أﺧﺮى، ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﺪة ﻗﺼﻴﺮة أي
ﺣﻮاﻟﻲ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻟﻴﺘﻢ ﺑﻌﺪ هﺬا إﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻮل.
إن هﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﺤﺪد ﻣﺪى اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻌﺮض اﻟﻤﺮء ﻵﺛﺎر اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ دﺧﻮﻟﻪ اﻟﺠﺴﻢ، ﻟﻌﻞ أهﻤﻬﺎ هﻲ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎوﻟﺔ
وﻃﻮل ﻣﺪة اﻟﺘﻌﺮضﻟﻪ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪة اﻟﺘﻌﺮضﻇﻬﺮت اﻵﺛﺎر اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻀﺎرة وإن آﺎﻧﺖ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً، وآﻠﻤﺎ ارﺗﻔﻌﺖ
آﻤﻴﺔ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﻤﺴﺘﻨﺸﻖ ـ أي ﺣﻮاﻟﻲ 10,000 إﻟﻰ 20,000 ﺑﻲ ﺑﻲ أم، وﻟﻮ ﻟﻮﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺨﻤﺲ أو
اﻟﻌﺸﺮ دﻗﺎﺋﻖ ﻓﺈن اﻵﺛﺎر ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻮﻓﺎة. اﻟﺘﻌﺮضاﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﻜﻤﻴﺎت أﻗﻞ ـ أي ﺣﻮاﻟﻲ 700 إﻟﻰ 3,000 ﺑﻲ ﺑﻲ أم ﻗﺪ ﻳﺆدي
إﻟﻰ اﻟﺪوﺧﺔ وﺗﺴﺎرع ﻧﺒﻀﺎت اﻟﻘﻠﺐ واﻟﺘﺸﻮﻳﺶ اﻟﺬهﻨﻲ واﻟﻨﻌﺎس ورﺑﻤﺎ ﻓﻘﺪان اﻟﻮﻋﻲ. آﻤﺎ أن ﺗﻨﺎول ﻣﺄآﻮﻻت أو ﻣﺸﺮوﺑﺎت
ﻣﻠﻮﺛﺔ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﻗﻴﺌﺎً أو ﺣ ﺮ ﻗ ﺔً ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺪة إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻋﺮاضاﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻣﺎغ واﻟﻮﻋﻲ. آﻤﺎ أن وﻗﻮع اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﺪ
ﻳﺴﺒﺐ اﺣﻤﺮاراً وﺗﺴﻠﺨﺎ ﺟﻠﺪﻳﺎ، وأﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﺗ ﻠ ﻔ ﺎً ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧﻴﺔ وأﺟﺰاء اﻟﻌﻴﻦ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﺧﺮى.
وﺟﻮد اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﺨﺎع اﻟﻌﻈﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﺳ ﻠ ﺒ ﺎً ﻋﻠﻰ وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وهﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻓﻘﺮ اﻟﺪم واﺧﺘﻼل
ﺟﻬﺎز ﻣﻨﺎﻋﺔ اﻟﺠﺴﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺿﺪ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﻴﺔ واﻟﻤﻴﻜﺮوﺑﺎت اﻟﺸﺪﻳﺪة .واﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ هﺬا ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺗﻨﺸﺄ أﻧﻮاع
ﻣﻦ ﺳﺮﻃﺎن اﻷﻋﻀﺎء اﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺪم آﺎﻟﻠﻮآﻴﻤﻴﺎ أو ﻣﺎ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ «ﻣﺮض اﺑﻴﻀﺎض اﻟﺪم»
وﺧﺎﺻﺔ اﻷﻧﻮاع اﻟﺤﺎدة ﻣﻨﻬﺎ. ﺗﺄﺛﺮ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ وﻗﺪرات اﻹﺧﺼﺎب أ ﻳ ﻀ ﺎً أﺣﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﺒﻨﺰﻳﻦ، ﻓﺎﻟﻨﺴﺎء اﻟﻌﺎﻣﻼت
ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ واﻟﻤﺘﻌﺮﺿﺎت ﻟﻜﻤﻴﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ، ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻦ ﻣﻦ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺪورة اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ وﺿﻤﻮر
ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﻳﺾ
شكرا لك الاخت فرتالة