يقول بن حجر العسقلاني في فتح الباري "الْمَعْنَى لَا تَجِدُ فِي مِائَةِ إِبِلٍ رَاحِلَةً تَصْلُحُ لِلرُّكُوبِ ، لِأَنَّ الَّذِي يَصْلُحُ لِلرُّكُوبِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ وَطِيئًا سَهْلَ الِانْقِيَادِ ، وَكَذَا لَا تَجِدُ فِي مِائَةٍ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَصْلُح لِلصُّحْبَةِ بِأَنْ يُعَاوِنَ رَفِيقَهُ وَيُلِينُ جَانِبَهُ" ثم يقول عن الخطابي" وَأَمَّا أَهْلُ الْفَضْلِ فَعَدَدُهُمْ قَلِيلٌ جِدًّا ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الرَّاحِلَةِ فِي الْإِبِلِ الْحَمُولَةِ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }"
يقول بن بطال في شرح هذا الحديث "أن الناس كثير والمَرْضِّى منهم قليل، كما أن المائة من الإبل لا تكاد تصاب فيها الراحلة الواحدة وهذا الحديث إنما يراد به القرون المذمومة فى آخر الزمان، ولذلك ذكره البخارى فى رفع الأمانة، ولم يرد به – صلى الله عليه وسلم – زمن أصحابه وتابعيهم؛ لأنه قد شهد لهم بالفضل فقال: « خير القرون قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ بعدهم قوم يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون.. » الحديث، فهؤلاء أراد بقوله: « الناس كإبل مائة » والله الموفق."
أقول إن هذا الحديث ينطبق على حالنا اليوم و إنه من دلائل نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم فلو شاهدتم حالنا مع التوحيد الخالص لله جل و علا الخالي من الشرك و الرياء لوجدتم حالنا كالإبل المائة لا تكاد تجد فينا راحلة و لو شاهدتم حالنا في التأسي بالنبي صلى عليه وسلم و اتباع سنته و العض عليها بالنواجد و الابتعاد عن الابتداع و بغض المبتدعة لوجدتم حالنا كالإبل المائة لا تكاد تجد فينا راحلة و لو أخبركم عن حالنا مع الصلاة و كيف أصبحت تصلى في غير أوقاتها و تنقر نقر الديك و لو أحدثكم عن حال المساجد كيف هجرت من روادها خاصة صلاة الفجر لوجدتم حالنا كالإبل المائة لا تكاد تجد فينا راحلة و لو نظرنا في حالنا مع القرآن لصدق فينا قول ربنا جلا و علا "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا" والله لقد هجرناه قراءة و تدبرا و عملا و حكما، و لو نظرتم حالنا مع الصدقة و الإيثار و الجود بالمال لوجدتم حالنا أيضا كالإبل المائة لا تكاد تجد فينا راحلة ولو تأملنا حالنا مع أفات اللسان من غيبة و نميمة وقول الزور و الكذب و القول على الله بغير علم لوجدنا أنفسنا كالإبل المائة لا تكاد تجد فينا راحلة ولو ولو ولو قد يطول الحديث عن ما تعانيه أمتنا من البعد عن دين ربنا و ماذكرت كان على سبيل التمثيل لا الحصر رجاء الموعظة و التذكير لنفسي أولا ثم لكم و ها هو باب التوبة لا يزال مفتوح فلنغتنمه قبل فوات الأوان قبل أن تقول نفس يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله، فلنحرص أيها الفضلاء على الخير و نسمو بأنفسنا حتى نصيرها كالإبل الراحلة.
وبارك الله فيك
على الموضوع الرائع
شكرا لك اخي الكريم
وبارك الله فيك على الموضوع الرائع |
و فيك بارك الله
و الشكر موصول لك على مرورك العطر.
بارك الله فيك
موضوع يستحق التأمل بحق
و فيك بارك الله أخي الباديسي.
بتأمل بسيط لحال الناس مع الخلق الإسلامي الرفيع الذي أمرنا به ديننا وحثنا عليه تحت ضوء هذا الحديث سنجد الناس حقا كالإبل المائة لا نكاد نجد فيها راحلة فالصدق، والأمانة، والرحمة، والوفاء بالوعد، وحفظ العهد وغيرها من الأخلاق التي هي من صميم هذا الدين، نبحث عن هذه الصفات فيمن حولنا من الناس فنكاد لا نجد راحلة
إنما لا ننسى أنه على كل واحد منا أن يبحث أن يجعل من نفسه راحلة
وعزاءنا أن الخير باقٍ في هذه الأمة إلى يوم الدين
وإن عزت الرواحل حتما أنها ستتكاثر يوما ويعم الخير من جديد
بارك الله في جهدك وما تقدم أخينا عمر
ونسأله تعالى أن تكون من المأجورين
السلام عليكم
بتأمل بسيط لحال الناس مع الخلق الإسلامي الرفيع الذي أمرنا به ديننا وحثنا عليه تحت ضوء هذا الحديث سنجد الناس حقا كالإبل المائة لا نكاد نجد فيها راحلة فالصدق، والأمانة، والرحمة، والوفاء بالوعد، وحفظ العهد وغيرها من الأخلاق التي هي من صميم هذا الدين، نبحث عن هذه الصفات فيمن حولنا من الناس فنكاد لا نجد راحلة |
أمين
بارك الله فيك أختي مسملة على هته الاضافة القيمة، و جزاك الله خيرا.
بااارك الله فيك أخي
وصلنا لدرجة اننا لم نعد نثق بأقرب الناس إلينا
وهده من علا مات الساعة الصغرى
مشكووور
السلاام عليكم
بااارك الله فيك أخي وصلنا لدرجة اننا لم نعد نثق بأقرب الناس إلينا وهده من علا مات الساعة الصغرى مشكووور |
ليس هذا الغرض من الموضوع اختي، بل غرضه تذكير انفسنا بتجاوزاتنا حتى نعود لديننا أما الخير فهو باق إلى أن يرث الله الأرض و من عليها. بارك الله فيك.