تخطى إلى المحتوى

أيها التاجر الإكثار من ذكر الله أكبر أسباب الفلاح 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فهذه فائدة عظيمة من سورة الجمعة أنقلها لكم من تفسير العلامة السعدي رحمه الله لعل الله ينفع بها المسلمين خاصة التجار المشتغلين
بدنياهم عن دينهم المتعلقين بفكرة أن العمل عبادة ([1])
و أن الإنسان يجب عليه أن يعمل و غيرها من الأفكار
ونقول لهم :
نعم تعمل لا ننكر أن العمل ضروري في الحياة و لكن لا تؤثر عملك الدنيوي على دينك الذي هو رأس مالك فتهلك، لهذا انظر و تمعن في
هذه الفائدة حتى تعرف قيمة الذكر و الله وحده الموفق.


قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*
فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*)[الجمعة:09-10]

قال السعدي رحمه الله تعالى : ” يأمر تعالى عباده المؤمنين بالحضور لصلاة الجمعة والمبادرة إليها، من حين ينادى لها والسعي
إليها، والمراد بالسعي هنا: المبادرة إليها والاهتمام لها، وجعلها أهم الأشغال، لا العدو الذي قد نهي عنه عند المضي إلى الصلاة، وقوله
:
(وَذَرُوا الْبَيْعَ) أي: اتركوا البيع، إذا نودي للصلاة، وامضوا إليها.

فإن (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) من اشتغالكم بالبيع، وتفويتكم الصلاة الفريضة،
التي هي من آكد الفروض
.

(إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أن ما عند الله خير وأبقى، وأن من آثر الدنيا على الدين، فقد خسر الخسارة الحقيقية، من حيث ظن أنه يربح، وهذا
الأمر بترك البيع مؤقت مدة الصلاة”([2]).


الإكثار من ذكر الله تبارك و تعالى :

قوله تعالى : (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ) : أيها التاجر المشتغل بدنياه الناسي لآخرته لقد رخص لك الله تبارك و تعالى
بالسعي في الأرض بالطرق المشروعة لكن لا يصدك هذا عن ذكر الله ، قال السعدي رحمه الله تعالى : ” (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا
فِي الأرْضِ
) لطلب المكاسب و التجارات ولما كان الاشتغال في التجارة، مظنة الغفلة عن ذكر الله، أمر الله بالإكثار من ذكره، فقال
:
(وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا) أي في حال قيامكم وقعودكم وعلى جنوبكم، (َلعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فإن الإكثار من ذكر الله أكبر أسباب الفلاح” ([3])،
و وقال مجاهد: لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا، حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا ([4]).

فحتى لا تكونوا أيها التجار من الهالكين ذكركم عز وجل فقال لكم : (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا) ، فكن يا عبد الله من الذاكرين الله كثيرا و لا
تغفل أبدا لأن ذكر الله سبب الفلاح في الدنيا و الآخرة فالله أسأل أن يجعلنا من الذاكرين له كثيرا و أن يوفقنا لطاعته إنه وحده القادر على
ذلك و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و إخوانه إلى يوم الدين و سلم تسليما

[1]: و هذا الذي يظنه بعض الناس و الذي يتشدق به الأئمة فوق المنابر حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه و سلم ،

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "وأما العمل فإنه لا يصح أن نقول إن العمل عبادة إلا العمل الذي هو تعبد لله ، فهذا لا شك فيه ،
لكن العمل من أجل الدنيا : هذا ليس بعبادة إلا أن يؤدي إلى أمرٍ مطلوبٍ شرعاً ، مثل أن يعمل لكف نفسه وعائلته عن سؤال الناس
، والاستغناء بما أغناه الله عز وجل ، ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام : (الساعي على الأرملة والمسكين
كالمجاهد في سبيل الله -قال الراوي- أحسبه قال كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر) والعمل للدنيا على حسب نية العامل ، فإن أراد به
خيراً كان خيرا ، وإذا أراد به سوى ذلك كان على ما أراد ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ
ما نوى)” من فتاوى نور على الدرب.

[2]: تفسير السعدي (912)ط.الرسالة.
[3]: المصدر السابق.
[4]: انظر تفسير ابن كثير.

منقول للفائدة

ونعم بالله فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين

و فيك بارك الله و جزاك خيرا
وأحسن اليك

ألا بذكر الله تطمإن القلوب

جزاك الله خيرا وبارك فيك
وتقبل منك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.