السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كلمة نافعة في بيان أقسام العلماء ، قال رحمه الله :
" والمراد بالعلماء: العلماء الربانيون الذين هم العلماء حقيقة ؛ لأنك إذا تدبرت أحوال العلماء وجدت أنهم ثلاثة أقسام :
الأول: عالم ملة.
الثاني: عالم دولة.
الثالث: عالم أمة.
الأول: عالم ملة ، وهو الذي ينشر الملة ويبينها للناس ويعمل بها، ولا تأخذه في الله لومة لائم، هو يريد إقامة الملة لا غير، حتى إنه ليفتي أباه فيقول: يا أبت! هذا حرام، يا أبت! هذا واجب، ويفتي السلطان ويقول: هذا حرام وهذا حلال، لكن بالحكمة.
الثاني: عالم دولة ، ينظر ما تشتهيه الدولة فيحكم به ويفتي به حتى لو خالف نص الكتاب والسنة، وإذا خالف نص الكتاب والسنة شرع في تحريفه، وقال: المراد بكذا كذا وكذا، فحرف الكتاب والسنة لإرضاء الدولة.
الثالث: عالم أمة ، ينظر ماذا يريد الناس العامة فيفتيهم بما يستريحون إليه، حتى ولو كان على حساب نصوص الكتاب والسنة، ولذلك تجده يتتبع الرخص لإرضاء العامة، ويقول: هذه مسألة خلافية والأمر واسع. سبحان الله! الأمر واسع والله يقول عز وجل: ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء:59] كيف تقول: هذه فيها خلاف وأمرها واسع؟ ! والله إن الأمر ضيق، وإذا وجد الخلاف يجب أن يحقق الإنسان في المسألة أكثر وأكثر حتى يتبين له الصواب، أما كونه يسترخي ويقول: هذه مسألة خلافية، والأمر واسع، وباب الاجتهاد مفتوح، وما أشبه ذلك، فهذا خطأ، الواجب أن يتبع الإنسان ما دل عليه الكتاب والسنة سواءٌ أرضى الأمة أم أسخطها، والله عز وجل يقول: ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ) [القصص:65] ما قال: ماذا أجبتم العامة؟ ماذا أجبتم الدولة؟ مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ " انتهى من "اللقاء الشهري".
جزاك الله كل الخير
بارك الله فيك. و نسال الله ان يرزقنا باحسن العلماء
بآركــ الله فيكم
و جزاك خيرا