تخطى إلى المحتوى

أصول الحضارة الإسلامية 2024.

الحضارة في اللغة الإقامة في الحضر والحضر والحاضرة خلاف البادية وهي القرى والمدن ، سميت بذلك لأن أهلها حضروا الأمصار وأقاموا بها ثم أصبحت يراد بها ما تتطلبه هذه الإقامة من تبادل المعلومات والمعارف المختلفة وما يستتبع ذلك من تطور وتقدم في جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويعرف ابن خلدون الحضارة بأنها " أحوال عادية زائدة على الضروري من أحوال العمران زيادة تتفاوت بتفاوت الرقة وتفاوت الأمم في القلة والكثرة تفاوتا غير منحصر"
والحضارة الإسلامية بسماتها المتميزة قد استمدت كيانها من الأصول الآتية:

1 – القرآن الكريم والسنة النبوية:
فقد آمن المسلمون بكل ما جاء به القرآن والسنة إيمان المستنير المتيقن ففاضت نفوسهم بالعزة ولم يعرفوا الخضوع لغير الله وكان سر التبدل في حياة العرب الذين كانوا يتمردون من قبل على كل نظام هو كتاب الله وهدي رسولهالذي تناول أحوال المسلمين الدينية والاجتماعية والاقتصادية.
فقد تضمن الكتاب والسنة طائفة من العبادات تتضافر جميعها على تنقية الفرد من شوائب الأنانية ليسود التعاون بين أفراده من ذلك تشريع الصلاة ليشعر المسلم بضآلة نفسه أمام عظمة الخالق يستوي في ذلك الأمير والخادم والفقير والغني كما شرع الزكاة بفرضها على الأغنياء كحق للفقراء كما تعرض القرآن للناحية الاجتماعية الاقتصادية ونظم علاقة الفرد بالجماعة فحرم الخمر والميسر لغلق أبواب الشر وأوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما شرع آداب الاستئذان ونهى عن اللمز والتنابذ بالألقاب على سبيل السخرية والاستهزاء ومن الناحية الاقتصادية فقد حثت الشريعة على العمل فالمال ليس غاية في ذاته وإنما هو وسيلة لتبادل المنافع لذا وجب الحصول عليها بالعمل المشروع وذلك لتحقيق العزة للمؤمن كما قامت بتحريم الربا لأن الربا في أقل صوره ضررا إنما هو اشتراك من لا يعمل في أرباح من يعمل بحجة أنه هو الذي أعانه على تحقيق الأرباح.كما عنيت الشريعة بتنظيم المعاملات بين الناس كالوفاء بالعقود وتنظيم الدين وأحكام الشهادة على المعاملات المالية.
وكان من آثار تلك التشريعات :
– صحت عقيدة المسلمين فآمنوا بإله واحد.
– هذبت أخلاقهم ونمت روح المودة والألفة بينهم.
– سادت المساواة فيهم وحلت الوحدة الدينية محل العصبية القبلية.
2 – الحضارة العربية قبل الإسلام:
كما استمدت حضارة الإسلام من تعاليم الإسلام التي صاغت من المجتمع العربي القديم مجتمعا فاضلا يتميز بالصفات الحميدة فشعر العرب لأول مرة بالأمن والعزة في ظل حكومة واحدة لها دستورها الكامل فأصبحوا أمة رشيدة لها حضارتها المميزة التي مزجت بين الفضائل التي حافظ الإسلام عليها وبين الفضائل التي أتي بها.
3 – الحضارات القديمة:
في الوقت الذي ازدهرت فيه الحضارات القديمة في ودي النيل ودجلة والفرات كانت أوروبا غارقة في الظلام ولما دخل الفرس الإسلام أقبل المثقفون منهم على دراسة الإسلام ولغته ونقلوا إلى العربية الكثير من معارف الهنود والفرس مما ساهم في دفع عجلة الحضارة الإسلامية .

شكرا لك على هذا الموضوع القيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.