تخطى إلى المحتوى

روائع من القصص التربوية 2024.

  • بواسطة

يروى أن رجلاً سرق مالاً كثيراً ، وقُدُّم للحدٍّ فطلب أمّه ، فلما جاءت دعاها ليقبٍّلها ، ثم عضًّها عضًّة شديدة !!َ

فقيل له : ما حملك على ما صنعت ؟! قال : سرقت بيضةً وأنا صغير ، فشجّعتني وأقرّتني على الجريمة !! ولو أنها نهرتني وردعتني ؛ لما أفضت بي الحال إلى ما أنا عليه الآن !!

لو أردنا أن نصوّر لسان الحال والمقال لهذا السارق ؛ فلن نجد أفضل من هذا البيت الذي يقول فيه الشاعر : إهمال تربية البنين جريمة ***** عادت على الآباء بالنكبات

من هنا ــ أيها الإخوة ــ يمكن القول بأن للأسرة دوراً كبيراً في رعاية الأولاد ــ منذ ولادتهم ــ وكذلك في تشكيل أخلاقهم وسلوكهم ، ولله درُّ عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حينما قال : ( الصلاح من الله ، والأدب من الآباء ) !!

وصدق القائل :

وينشأ ناشئ الفتيان منّا ***** على ما كان عوده أبوه

فالطفل ــ كما يقولون ــ ابن بيئته حيث تتكون شخصيته من الرعاية التربوية ، فطرق التربية الحديثة السامية والراقية بحكمتها وخبراتها هي التي تقي الطفولة من الانحراف وترسخ التصرف السليم المبني على أسس أخلاقية ذات قيم إنسانية جديرة بالتعامل والتفاعل الصادق.

ولقد ذكر العلماء أنه ومن خلال الدراسات النفسية ، تبين أن 90% من شخصية الطفل تتشكل في السنوات الأربع الأولى ، حيث يتشكل لدى الطفل المفهوم الذاتي الذي يكون فيه التقبل والإدراك واكتساب القيم ..

إذاً فالتوجيه السلوكي وغرس القيم ينطلق من الأسرة أولاً ، ثم المسجد فالمدرسة فالمجتمع .

فالأسرة لها دور كبير في تحديد شخصية الطفل ولإبراز ملامح هويته ، والمسؤولية على الأبوين لا تقتصر على توفير المستلزمات اليومية من غذاء ودواء ولباس .. ؛ بل تمتد إلى البناء الروحي

يقول علماء النفس وأساتذته : ( أعطونا السنوات السبع الأولى للأبناء ؛ نعطيكم التشكيل الذي سيكون عليه الأبناء ) .

أما المرحلة العمرية من سن 7 إلى 18 سنة ففيها يتشكل 10% من شخصية الإنسان ، ولابد فيها من التركيز على الإقناع واللين والتفاهم ، ويمكن فيها كذلك تقويم شخصية الطفل بتعديل بعض الخصائص القابلة للتعديل ..

أما مرحلة اختيار ( الابن ) لتخصصه ومستقبله العلمي ؛ فتكون من خلال تنمية المهارات والهوايات ، وهذا يكون بعد سن 14 ـــ 15 سنة ، ولهذا نحن نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث 13 عاماً ــ في العهد المكي ــ وهويؤسس ويبني القيم والأخلاق والمعتقدات والمشاعر !!

وقصارى القول ؛ فإن الطفل لا يولد مجرماً أو منحرفاً ، وإنما جرى هناك ثمة خلل تربوي أودى به إلى تلك المزالق التي لم يكن ــ في الأصل ــ سبباً في حدوثها ــ هذا ما جناه عليّ أبي ، ولم أجن على أحد ــ وصدق نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم إذ يقول : ( كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ولم يقل أو يسلمانه !! لأنه مولود على الفطرة وهي الإسلام ..وفي الحديث القدسي : ( خلقت عبادي حنفاء فاجتاتهم الشياطين ) !!

في أيها المربون من الآباء والأمهات والخطباء والدعاة والمعلمين أولوا التربية جل اهتماماتكم ، فجيل اليوم أحوج ما يكونوا إلى التربية والتعليم والوعظ والإرشاد والدعوة بالتي هي أحسن

وسبحان من لو شاء لهدى الناس جميعاً وصلى الله على نبينا محمد ،،،

( سلسة (مقالات هادفة) للدكتور / عبدالمحسن بن عبدالكريم البكر )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.