هل يجوز حلق العارضين؟ وما حكم قص اللحية؟ وهل حكم قصها كحكم حلقها؟[1]
اللحية كرامة من الله للرجل، وجعلها الله ميزة له عن النساء، وجعلها ميزة له عن الكفرة والعصاة الذين يحلقون لحاهم، فهي زينة للرجال، وهي نور في الوجه وهي ميزة له عن النساء، فلا يجوز له أن يتعرضها بحلق ولا قص فلا يحلقها ولا يقصها ولا يحلق العارضين مع الخدين؛ لأن اللحية تشمل الشعر الذي ينبت على اللحيين والذقن، فما نبت على الخدين والذقن فهو اللحية، وهكذا الذي تحت الشفة السلفى داخل في اللحية فلا يجوز له قصها ولا حلقها، بل يجب إكرامها وإعفاؤها وتوفيرها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفاء اللحى وقص الشوارب وقال: ((خالفوا المشركين قصوا الشوارب وأعفوا اللحى))[2]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس))[3] وفي لفظ: ((وفروا اللحى))[4] و ((أوفوا اللحى))، فعلى المسلم أن يوفرها ويعفيها، ويحرم عليه قصها أو حلقها، هذا هو الواجب على المسلم، فلا ينبغي أن يرضى بأن يشابه أخته، وبنته، وعمته وأمه، أو الكفرة أو العصاة؛ بل ينبغي له أن يخدمها ويوفرها حتى يبقى على سمة الرجال ووجوه الرجال، وحتى يتباعد عن مشابهة المجوس والمشركين الذين يحلقونها ويطيلون السبالات وهي الشوارب، فالشارب يقص ويحفى، واللحية تعفى وترخى، هذا هو المشروع، وهذا هو الواجب والله المستعان.
[1] من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته بعد المحاضرة التي ألقاها في الجامع الكبير بالرياض بعنوان (الزكاة ومكانتها في الإسلام).
[2] أخرجه البخاري في كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار برقم 5892 ومسلم في كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة برقم 259.
[3] أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة برقم 260.
[4] أخرجه البخاري في كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار برقم 5892 ومسلم في كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة برقم 259.
إعفاء اللحية وإحفاء الشارب
وحد اعفاء اللحية وكذا احفاء الشارب كلام
لكن في ديننا هكذا
السؤال:
هذا السؤال عبر الشبكة؛ يقول: أحسن الله إليكم؛ ما حكم حلق الذقن – يعني اللِّحية – أو تقصيره، أو تحديده؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
حلق اللِّحية لا يجوز، حلقُها حرام، النبي – صلَّى الله عليهِ وسلَّم – يقول: ((جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَاعْفُوا اللِّحَى))، ((أَرْخُوا اللِّحَى))، ((وَفِّرُوا اللِّحَى))، ((خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ)), فحلق اللِّحية؛ هذا فيه تشبُّه بالمشركين, والمشركون هنا هم أهل الكتاب اليهود والنصارى، وليس يعني هذا أنه إذا وُجد الآن آحاد منهم وفَّروا لِحَاهم؛ أنَّا نسوِّي مخالفة لهم فنحلق لِحَانا؛ لا، قد بيَّن النبي – صلَّى الله عليهِ وسلَّم – الأصل الذي جاء فيه سبب هذا الحديث؛ وهو أنَّ هؤلاء يحلقون لِحَاهم، وكذلك فارس كانوا يحلقون لحاهم – الفُرس – ويُرخون شواربهم؛ يطيلونها، فالنبي – صلَّى الله عليهِ وسلَّم – أمرنا بذلك، فإذا وفَّروا فقد عادوا إلى الفطرة، وعادوا إلى طريقتنا نحن؛ التي هي الفطرة.
فالشاهد؛ لا يجوز حلق اللِّحية، المُسمَّى بحلق الذَّقن، وأمَّا تقصيرها فكذلك لا يجوز، وهو أخف من إزالتها بالكلية، لأن الإزالة بالكلية فهو تشبُّه بهؤلاء، وهو تشبُّه أيضًا بالنِّساء، لأن الله – جلَّ وعلا – كرَّم الرجال بهذه الخصلة فيهم، أَلَا وهي اللِّحية، وهي دالَّة على الفحولة وعلى الذكورة، فالذي يزيلها قد تشبَّه بالنِّساء، نسال الله العافية والسَّلامة.
فإزالتها خطرهُ عظيم، ومنكرٌ عظيم، والأخذ منها محرَّمٌ، لكن لا شك أنَّه أخف من الأول، إذ الأول لم يبقِ للرجولة علامةً في وجهه.
وزاد على ذلك اليوم؛ أنهم يحلقون شواربهم ولحاهم، نسأل الله العافية والسلامة، وهذا تشبه بالكفار، الغرب, الغرب هؤلاء عُرِفَ فيهم، وأول ما عُرِفْ كما يقال في الفرنسيين، ثم بعد ذلك دخل إلى بلاد المسلمين من بلاد المغرب، ثم جاء أيضًا من بلاد العجم، فدخل من جهة بلاد الروم على بعض البلدان العربية، فجاء إلى بلاد الشام، وحصل هذا الذي حصل في هذا العصر الحديث، نسأل الله العافية والسَّلامة.
فإزالة الشارب بالكلية مع اللِّحية أعظم وأعظم جُرمًا، لأنَّ النبي – صلَّى الله عليهِ وسلَّم – قال:((جُزُّوا الشَّوَارِبَ)) ما قال احلقوا، وعند الإمام مالك إزالة الشارب مُثْلة؛ تمثيل، الإنسان يمثِّل بخلق الله، عنده فيه تعزير، فكيف به الآن وقد أصبح كثيرٌ من الناس يملط شاربه ولحيته، يصبح أحلس أملس، ما ترى فيه من آثار الرجولة شيئًا.
وإذا رأى صاحب اللِّحية الذي هو على السُّنة والفطرة التي كان عليها من كان من العرب على حالهم في الجاهلية، شفت إذا رآك قال: يا ذقن، يهزأ بك؛ يعني كأنه هو الذي على الجادة! فانعكست القضية، فهؤلاء نسأل الله العافية والسَّلامة، فلا يجوز للمسلم أن يفعل هذا أيُّها الأخ السائل.
وما حكم ازالة اللحية والشوارب معا
وما حكم من يقلمون اللحية ولا يتركون منها الا القليل
ذكر غير واحد من أهل العلم الاجماع على وجوب اعفاء اللحية … كابن حزم و ابن تيمية و غيرهما … و لا ننظر الى تساهل المسلمين في هذا الأمر … نسأل الله أن يوفقنا لما يحب و يرضى ..
ظريف وخفيف
شكرا جزيلا وبارك الله فيك