شهدت أمس، بعض المؤسسات التربوية في اليوم الثالث من انطلاق اختبارات الفصل الثاني، "تمرد" التلاميذ الذين قاطعوا الاختبارات، احتجاجا على أسئلة ليست لأساتذتهم، استعين بها من مؤسسات غير مضربة. بالمقابل، كشفت مصادر أن عدد الساعات الضائعة منذ 16 فيفري الماضي وإلى غاية الفاتح مارس الجاري، بلغت 70 ساعة في كافة الشعب.
علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن بعض الثانويات شهدت "تمرد" التلاميذ الذين رفضوا اجتياز الاختبارات في اليوم الثالث من انطلاقها، بحيث احتجوا على "الأسئلة" وقاموا بتمزيقها بحجة أنه لم يتم صياغتها من طرف أساتذتهم الذين هم في إضراب مفتوح استجابة لنداء نقابة "الكناباست"، على اعتبار أن تلك المواضيع قد تم جلبها من مؤسسات تربوية أخرى غير مضربة، قصد ضمان سير الاختبارات من دون تأجيلها، خاصة في الوقت الذي أعطت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط لدى عقدها لاجتماع "مرئي"مع مديري التربية للولايات في 26 فيفري الماضي، تعليمات صارمة تحثهم على ضرورة برمجة الاختبارات في آوانها مهما كلفهم الأمر ولو بجلب أسئلة من مؤسسات تعليمية غير مضربة.
وأضافت المصادر نفسها، أن عديد الأقسام عبر مختلف ولايات الوطن، قد شهدت فوضى عارمة، بحيث وجد مديرو المؤسسات التربوية أنفسهم في "مأزق"، أين أقدم التلاميذ على ممارسة الغش، غير مكترثين بحراسهم، نظرا لأن أساتذتهم في إضراب، ما أدى بالمديرين إلى الاستعانة بالأساتذة المستخلفين والمتعاقدين وتكليفهم بالحراسة مكان المضربين. فيما أكدت مصادرنا بأن هؤلاء التلاميذ قد تمادوا في تصرفاتهم، إلى درجة أنهم قاموا بإطلاق اسم "امتحان خاوة خاوة" على اختبارات الفصل الثاني.
وبخصوص الساعات الضائعة بسبب الإضراب، أوضح التقرير الذي تحصلت "الشروق" على نسخة منه، أن أقصاها بلغت 70 ساعة وأدناها 10 ساعات في الفترة الممتدة من 16 فيفري الماضي وهو تاريخ انطلاق الإضراب وإلى غاية الفاتح مارس الجاري.
وسجلت مديريات التربية، حسب نفس التقرير، بأن عدد الساعات الضائعة من المقرر السنوي لمادة الرياضيات قد بلغ 56 ساعة لمختلف الشعب، فيما قدرت الساعات الضائعة من المقرر لمادة الفيزياء بـ34 ساعة، مقابل تسجيل 64 ساعة ضائعة في مادة الإنجليزية و52 ساعة ضائعة في مادة الفرنسية، فيما قدرت الساعات الضائعة في مادة العلوم الطبيعية 40 ساعة و30 ساعة في مادة اللغة العربية، مقابل تسجيل 28 ساعة ضائعة في مادة الفلسفة، 18 ساعة في مادة الاجتماعيات، و20 ساعة في مادة العلوم الإسلامية.