السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – –
"إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْه ِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ :
" إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ".
أخرجه أحمد 2/484(7814) و"مسلم" 8/11 و"ابن ماجة" 4143.
وعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ :
"يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ".
أخرجه ابن ماجة (4230) .
روى الترمذي رحمه الله تعالى عن شُفَيٍّ الأَصْبَحِيّ
أنه دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ مَنْ هَذَا
فَقَالُوا أَبُو هُرَيْرَةَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ فَلَمَّا سَكَتَ وَخَلا قُلْتُ لَهُ
أَنْشُدُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتَهُ وَعَلِمْتَهُ
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَفْعَلُ لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتُهُ وَعَلِمْتُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً (أي شهق حتى كاد أن يغمى عليه) فَمَكَثَ قَلِيلا ثُمَّ أَفَاقَ
فَقَالَ لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى ثُمَّ أَفَاقَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ
لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ
أَفْعَلُ لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً شَدِيدَةً ثُمَّ مَالَ خَارًّا عَلَى وَجْهِهِ
فَأَسْنَدْتُهُ عَلَيَّ طَوِيلا ثُمَّ أَفَاقَ
فَقَالَ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ
فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ .. وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .. وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ
فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي
قَالَ بَلَى يَا رَبِّ
قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ
قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ
وَيَقُولُ اللَّهُ
بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
– وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ
أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ
قَالَ بَلَى يَا رَبِّ
قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ
قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ
وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى
بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
– وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ
فِي مَاذَا قُتِلْتَ
فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ
فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ
وَيَقُولُ اللَّهُ
بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ
"يَا أَبَا هُرَ يْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
سنن الترمذي رقم 2382 ط. شاكر وقَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
*** جلس إبراهيم الخواص مع أصحابه في المسجد
إذ بهم يسمعون موسيقا,,صادرة من بيت قرب المسجد,,فأثرت هذه الأصوات على الصفاء النفسي,,والطمأنينة الإيمانية,,
فاستنكر أهل المسجد تلك الأصوات,,وأرادوا أن تتوقف هذه الأصوات,,حتى يعودوا مرة ثانية للجو الإيماني,,
فانطلق بعضهم إلى الشيخ [ إبراهيم الخواص ],,
وهو الشيخ المسموع الكلمة لتقواه وورعه,,
فقالوا له:يا أبا إسحاق ماذا ترى ؟!
فاستجاب [ إبراهيم الخواص ] لهذه المهمة,,وخرج من المسجد متجهاً للبيت الذي به المعازف,,
وقبل وصول [ إبراهيم ] إلى البيت
,,وإذا بكلب رابض بالطريق,,ولكن [ إبراهيم ] واصل المسير,,فلما اقترب [ إبراهيم ] من الكلب,,نبح عليه وهب في وجهه,
,فرجع [ إبراهيم ] إلى المسجد,,مبتعداً عن أذى الكلب,,وجلس في المسجد يفكر,,
وبعد فترة خرج مرة ثانية من المسجد,,متجهاً إلى البيت الذي تنطلق من أصوات المعازف,,
فاقترب من الكلب,,والكلب لا يزال رابضاً,,واقترب [ إبراهيم ],,
فماذا فعل الكلب في هذه المرة ؟!
هل اندفع إليه وهشه ؟!هل نبح عليه كالمرة السابقة ؟!
لا,,لقد كان الكلب ساكناً,,ولم يترك مكانه,,وكأن الطير قد حط على رأسه,,
فواصل [ إبراهيم ] السير,,
وطرق الباب,,فخرج إليه شاب حسن الوجه,,
وقال:أيها الشيخ لو كنت وجهت بعض من عندك ليبلغ ما تريد,,
أي أن الشاب أراد من الشيخ [ إبراهيم ],,أن يبعث إليه واحداً ممن كانوا في المسجد,,بدلاً منه,,
وواصل الشاب قائلاً:
وعلي عهد الله وميثاقه,,لا شربت أبداً,,وحطم كل ما عنده من المعازف وأواني الشرب.
*** وخرجت جماعة من اللصوص ذات ليلة تقطع الطريق على قافلة أتاهم خبرها ،
فلما جدوا في السعي للقائها ، وتوغل الليل ولم يعد لهم من جهد أو وسيلة لتبينها ،
فهي لا شك قد حطت رحالها حتى الصباح ، حيث لم يستطع اللصوص تبين مكانها ،ووجدوا عن بعد منزلاً مهدما به أثره من نار ، فذهبوا إليه وطرقوا الباب ،وقالوا :
نحن جماعة من الغزاة المجاهدين في سبيل الله ،أظلم علينا الليل ، ونريد أن نبيت في ضيافتكم
وأحسن الرجل استقبالهم ،وأفرد لهم غرفته ، وقام على خدمتهم ، وقدم لهم أكل أهل بيته ،
وكان للرجل ولد مقعد قد شله المرض عن الحركة .
وفى الصباح خرج اللصوص ، وقام الرجل وأخذ الوعاء الذي كان فيه فضل مياههم وباقي اغتسالهم ،
وقال لزوجته :
امسحي لولدنا بهذا الماء أعضاءه ،فلعله يشفى ببركة هؤلاء الغزاة المجاهدين في سبيل الله ،فهذا الماء باقي وضوئهم واغتسالهم .
وفعلت الأم ذلك .
وفى المساء رجع اللصوص إلى دار الرجل وقد غنموا وسرقوا وانتبهوا ليقضوا ليلتهم في خفية عن أعين قد تكون تترصدهم ،
ووجدوا الولد المقعد يمشى سوياً !
،فقالوا لصاحب الدار وقد تعجبوا واندهشوا :
أهذا الولد الذي رأيناه بالأمس وفى الصباح مقعداً ؟ ! .
قال الرجل : نعم ،
فلقد أخذت فضل مائكم وبقية وضوئكم ، ومسحته به ،فشفاه الله ببركتكم . . ، ألستم غزاة مجاهدين من أهل الله ؟ ! ! .
فأخذوا في البكاء والنشيج وقالوا له :
أيها الرجل اعلم أننا لسنا غزاة ،وإنما نحن لصوص قطاع طريق
غير أن الله قد عافى ولدك بحسن نيتك ،
ولقد تبنا إلى توبة نصوحاً
وخرجوا يوزعون المال على الفقراء والمحتاجين ، وتحللوا من الذنب ، وتحرروا من الكذب ،
وتقدموا إلى جيش المسلمين يلتحقون به ، ليكونوا فعلاً
ـ كما كذبوا أولاً ـ
غزاة مجاهدين في سبيل الله .
*** وهاهو أبن الجوزي عليه رحمة الله
الذي لطالما جاهد نيته،
تحل به سكرات الموت فيشتد بكائه ونحيبه،
فيقول جلاسه:
يا إمام أحسن الظن بالله، ألست من فعلت ومن فعلت.
قال والله ما أخشى إلا قول الله:
" وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يحتسبون وبدا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" .
أخشى أن أكون فرطت وخلطت ونافقت فيبدو لي الآن ما لم أكن أحتسب، وتبدو لي سيئات ما كسبت.
وهو الذي يقول عن نفسه كما في صيد الخاطر:
قد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مائتي ألف،
وأسلم على يدي أكثر من مائتي نفس،
وكم سالت عيني متجبر بوعظي لم تكن تسيل،
ويحق لمن تلمح هذا الإنعام أن يرجو التمام،
ولكم اشتد خوفي إلى تقصيري وزللي،
لقد جلست يوما واعظا فنظرت حوالي أكثر من عشرة آلاف ما منهم من أحد إلا رق قلبه أو دمعت عينه.
*** ويحكى أن أحد الأمراء للبرية كي يصطاد ,
فأدركه العطش , فتلفت حوله و هو على فرسه يبحث عن مكان أو إنسان يستسقيه فوجدا بستانا من بعيد ,
و لما اقترب منه وجد عنده غلاما يحرسه , فطلب الأمير من الغلام ماءا ليشرب ,
فقال الغلام : – ليس عندنا ماء فالبستان يسقى بماء السماء ..
و كان البستان مليئا بأنواع الأشجار , و كان الوقت أوان ظهور ثمار الرمان ,
فقال الأمير للغلام :- ادفع لي رمانة أبل بها عطشى !فدفع الغلام له برمانة , ما لبث أن أكلها مستحسنا طعنها , واجدا حلاوة الطعم و حلاوة الري في فمه ,
فنوى أخذ البستان من صاحبه رضي أم أبى !!!
و قال للغلام :- ادفع لي أخرى .
فدفع له الغلام رمانة من نفس الشجرة و قد وجد أنها أعجبته ,
لكن الأمير لم يستسغ طعم الرمانة الثانية فلفظها و قال للغلام :- أما هي من الشجرة الأولى ؟
قال الغلام مؤكدا :- بلى ..
قال الأمير متعجبا :- كيف تغير طعمها ؟!
قال الغلام سارحا ببصره :- لعل نية الأمير تغيرت ..
فتفكر الأمير في كلام الغلام فرجع عن نية غصب البستان ,
و قال للغلام :- ادفع لي رمانة أخرى .
فدفع الغلام للأمير رمانة من نفس الشجرة فوجدها أحسن من الأولى ,
فقال للغلام متعجبا :- كيف صلحت ؟!
قال الغلام و قد علت وجهه ابتسامة عريضة :-
بصلاح نية الأمير .
الصفوري : نزهة المجالس ومنتخب النفائس 7.
*** روى صاحب طبقات الحنابلة:
أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير, كان مسجوناً في بيت المقدس في فلسطين,
فقام من الليل صادقاً مع الله مخلصاً,
فأخذ يصلي, ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى,
فأخذ يبكي حتى الصباح,
فلما أصبح الصباح ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص,
ذهبوا إلى السجان
وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا, ودخلنا في دين هذا الرجل,
قال: ولِمَ؟ أدعاكم للإسلام؟
قالوا: ما دعانا للإسلام,
ولكن بتنا معه في ليلة ذكرنا بيوم القيامة..
فانظر – رعاك الله – إلى النية الصادقة الخالصة كيف تفعل بصاحبها , وكيف تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
مقتطفات من أحاديث وفائد
صيد الفوائد
د. بدر عبد الحميد هميسه
*****
اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه، ثم عدت فيه. وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي، ثم لم أف لك به.
وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك، فخالط قلبي منه ما قد علمت!.
اللهم اجعل عملنا كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا.
منقول
هذا غريب 8 مشاهدات و لا رد
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا
نسأل الاخلاص
بارك الله فيك اختي
بارك الله فيكم
وفيــــــــــــــــــــــــــــك بركة
شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا