هذا المجال التربوي يزداد تدهورا منذ أسندت أموره إلى غير أهله، فكونت لنا أجيالا من المدمنين على العنف، وعلى كل الآفات الاجتماعية، فاصطدم بهم في المؤسسات التربوية نفسها، وفي محطات النقل العام، وفي الملاعب وفي الأسواق، حتى أصبح الراكب من تلمسان إلى تمنراست لا يخشى الخنزير والذئب المتكاثرين على دابته، ولكنه يخشى المراهقين من خريجي مؤسسات التربية، وإعادة التربية.
وتعالوا بنا، إلى الصحة البدنية والصحة العقلية، إلى المستشفيات، والحياة الثقافية، فإنك ستصدم بهزال البدن المنبوذ في المستشفيات، وبفساد العقل في الجامعات.
ماذا بقي للجزائري –إذن- من مجال يمكنه فيه، أن يعالج حيرته، وأن يجد فيه المسكن لتساؤلاته وحسرته؟
إن الوقت جد عصيب، وإن الأمر الجزائري لحقا مريب، والأنكى من كل هذا هو أن الأفق مسدود، والأمل محدود، وكل تساؤل-بشأنه- مرفوض ومردود.
اللهم اهد أمتنا الى ما فيه الخير