ررررررروعة مقالة في الشعور واللاشعور 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواني أقدم لكم مقالة في الشعور واللاشعور مقالة جميلة

تحميل من هنا

اريد مقالة جدلية حول هل فرصية اللاشعور فرضية قائمة بداتها !

اريد مقالة جدلية حول هل فرصية اللاشعور فرضية قائمة بداتها !

مقالة إستقصائية بالوضع حول اللاشعور من إعداد الأستاذ عمرون والتلميذ مقراني خليل 2024.

——————————————————————————–

مقالة استقصائية بالوضع حول اللاشعور

المقدمة
تصدر عن الإنسان سلوكات مختلفة لها ظاهر يراه أكثر الناس وباطن يشكل الحياة النفسية والتي يعتبر اللاشعور أحد أجزائها فإذا كان من الشائع إرجاع الحياة النفسية إلي الشعور فإن بعض الأخر يربطها باللاشعور
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نبرهن على أن اللاشعور حقيقة علمية ؟

التحليل :

عرض منطق الأطروحة
إن الأطروحة القائلة "اللاشعور حقيقة علمية أطروحة فلسفية وعلمية في آن واحد حيث أثار بعض الفلاسفة العصر الحديث إلى وجود حياة نفسية لاشعورية ومنهم شوزنهاور كما ارتبطت هذه الأطروحة بمدرسة التحليل النفسي والتي أسسها فرويد واللاشعور قيم خفية وعميقة وباطني من الحياة النفسية يشتمل العقد والمكبوتات التي تشكله بفعل الصراع بين مطالب الهو وأوامر ونواهي الأنا الأعلى وبفعل اشتداد الصراع يلجأ الإنسان إلى الكبت ويسجن رغباته في اللاشعور

الدفاع عن منطق الأطروحة
إن هذه الأطروحة تتأسس على أدلة وحجج قوية تثبت وجودها وصحتها ومن أهم هذه الأدلة التجارب العيادية التي قام بها علماء الأعصاب من أمثال شاركو الذين كانوا بصدد معالجة مرض الهستيريا وبواسطة التنويم المغناطيسي ثم الكشف عن جوانب اللاشعورية تقف وراء هذا المرض ومن الأدلة والحجج التي تثبت اللاشعور الأدلة التي قدمها فرويد والمتمثلة في الأحلام وفلتات اللسان وزلات القلم والنسيان وحجته أنه لكل ظاهرة سبب بينما هذه الظواهر لانعرف أسبابها ولا نعيها فهي من طبيعة لاشعورية وهي تفريغ وتعبير عن العقد والمكبوتات ومن الأمثلة التوضيحية افتتاح المجلس النيابي الجلسة بقوله << أيها السادة أتشرف بأن أعلن رفع الجلسة >>

نقد منطق الخصوم
إن أطروحة اللاشعور تظهر في مقابلها أطروحة عكسية <<أنصار الشعور >> ومن أبرز دعاة هذه الأطروحة ديكارت الذي قال <<أنا أفكر أنا موجود>> والإنسان في نظره يعرف بواسطة الوعي عالمه الخارجي وعالمه الداخلي <<الحياة النفسية >> ونجد أيضا سارتر الذي قال << السلوك في مجري الشعور >>ولكن هذه الأطروحة مرفوضة لأن علم النفس أثبت أن أكثر الأمراض النفسية كالخوف مثلا ينتج دوافع لاشعورية ومن الناحية الواقية هناك ظواهر لانشعر بها ولا يفسرها الوعي ومن أهمها الأحلام.

الخاتمة حل الإشكالية
ومجمل القول أن الحياة النفسية تشمل المشاعر و الانفعالات والقدرات العقلية وقد تبين لنا أن الحياة النفسية أساسها اللاشعور وقد أثبتنا ذلك أما الذين ربطوا الحياة النفسية بالشعور فقد تمكنا الرد عليهم ونقد موقفهم ومنه نستنتج الأطروحة القائلة اللاشعور أساس الحياة النفسية أطروحة صحيحة ويمكن الدفاع عنها

thank you
.

الجيريامشككككككككككككككور ونطمع في المزيد الجيريا

الجيريا شكرا جزيل الشكر الجيريا

بارك الله فيك و جزاك خيرا

للاسف منقول :s

الشعور واللاشعور 2024.

هـــل يـعــي الإنـســان دومــا أسـبــاب سـلــوكـــه؟

طــرح الـمـشـــكــلـــــة:
تؤلف الذات الإنسانية من حيث هي مركب متفاعل مع مجموعة من الجوانب العضوية والنفسية والاجتماعية ، والواقع أن هذه النفس وبما تحتويه من أفعال وأحوال شغلت ولازالت تشغل حيزا كبيرا من التفكير الفلسفي وعلم النفس . وفي محاولة لتحديد ماهيتها وكذا الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذه الأفعال والأحوال. فإذا كانت التجربة اليومية تؤكد أننا على علم بجانب كبير من سلوكنا فالمشكلة المطروحة :هل يمكن اعتبار الأحوال النفسية أحوالا لاشعورية فحسب؟ هل كل ما هو نفسي شعوري ؟
مـحــاولــة حــل الـمـشــكــلــة:
الـمــــوقــف الأول(الأطـروحـة):الحياة النفسية شعورية يرى أنصار هذه النظرية الكلاسيكية وعلى رأسهم ديـكــارت أن الحياة النفسية شعورية خالصة ولا وجود لحياة أخرى وأن كل ما هو نفسي مساوي لما هو شعوري وأن علم نفس هو علم شعور الذي يجب اعتماده كأساس لدراسة أي حالـة نفسية.
البـــرهــنـــة:الإنسان يعرف كل ما يجري في حياة النفسية ويعرف دواعي سلوكه وأسبابها يقول ديكارت:"تستطيع الروح تأمل أشياء خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية"وانطلاقا من هذا الطرح فإن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية فنحن ندرك بهذا المعني كل دواعي سلوكنا. فأنصار هذه النظرية يذهبون إلى حد إنكار وجود حالات غير شعورية لتؤكد على فكرة أن الشعور أساس لأحوال النفسية وحجتهم في ذلك أن القول بوجود حالات غير شعورية قول يتناقض مع وجود النفس أو العقل القائم على إدراكه لذاته ، ويرى برغسون:"أن الشعور يتسع بأتساع الحياة النفسية" وذهب زعيم المدرسة الوجودية سـارتــر إلا أن "الوجود أسبق من الماهية" لأن الإنسان عبارة عن مشروع وهو يملك كامل الحرية في تجسيده ومن ثمة فالشعور بما يريده وهذا ما تجسده مقولته:"إن السلوك يجري دائما في مجرى شعوري" ومن الذي رفضوا وجود واللاشعورية ودافعو عن فكرة الشعور بقوة الطبيب النمساوي سـتيكال:"لا أومن بلاشعور،لقد أمنت به في مرحلتي الأولى لكني بعد تجربتي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي تحت الشعور، وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة ".
إذن الشعور هو المبدأ الوحيد للحياة النفسية.
الـنــقــــد: لا يمكن إن ننكر أو نقلل من دور الشعور في عملية فهم ما يجري في الحياة النفسية على أساس الإنسان كائن وعي بالدرجة الأولى ، لكن خطأ النظرية الكلاسيكية يكمن من جهة في عدم التميز ما بين الشعور الذي هو وظيفة النفس والذي وظيفته العقل ومن جهة أخرى لا يمكن القول بأن النفس تعي جميع أفعالها وأحوالها الباطنية لأن التجربة النفسية تكشف أننا نعيش الكثير من الحالات دون أن نعرف لها سببا كأحلام وفلتات اللسان.
الــمـــوقـف الـثـانـي(نـقـيـض الأطـروحـة):إن الحياة النفسية لاشعورية،يرى أنصار النظرية اللاشعورية الحديثة وعلى رأسهم فرويد و بروير وشاركو و برنهايم إلا وجود حياة نفسية لاشعورية .
الـبــرهــنـة:إن الفضل في البرهنة تجربتنا في تبيان وجود حياة نفسية لاشعورية إلا علماء الأعصاب الذين كانوا بصدد معالجة مرض الهستريا من أمثال (بروير و شاركو)ففريق رأى بأن هذه الأعراض نفسية تعود إلى خلل في المخ وفريق أخرى رأى أن هذه الأعراض نفسية فلابد إذا أن يكون سببها نفسي وهذا ما أشار إليه برنهايم وكانت طريقة العلاج المتبعة في إعطاء المريض أدوية وتنويمه مغناطيسيا ومع ذلك كانت هذه الطريقة محدودة النتائج ، إلا أن ظهر فرويد الذي ارتبط اسمه بفكرة اللاشعور والتحليل النفسي ،رأى أن أحلام وزلات اللسان وهذه الأفكار التي لا تعرف في بعض الأحيان لا تتمتع بشهادة اللاشعور فلابد من ربطها باللاشعور ،وفي اعتقاد فرض اللاشعور في إدراك معنى فلتات اللسان وزلات القلم ونسيان المؤقت لأسماء بعض الأشخاص والمواعد قال فرويد:"إن تجربتنا اليومية الشخصية تواجهنا بأفكار تأتينا دون أن نعي مصدرها ونتائج فكرية لا نعرف كيف تم إعدادها"فالدوافع اللاشعورية المكبوتة والتي تعود إلى ماضي شخص هي سبب هذه الهفوات ومن أمثلة ما رواه فرويد عن فلتات اللسان "عند افتتاح رئيس مجلس نيابي جلسة بقوله أيها السادة أتشرف عن رفع الجلسة ". كما تبين له أعراض كالهستيريا والخوف تعود إلى رغبات مكبوتة في اللاشعور ومن الذين دافعو عن وجود حياة نفسية لاشعورية عالم النفس آدلــر صاحب فكرة "الشعور بالنقص "، رأى يـونـغ أن محتوى الشعور يمثل الجانب الجنسي أو الأزمات التي يعيشها الفرد أثناء الطفولة بل تمتد إلى جميع الأزمـات التي تعيشها البشرية جمعاء .
الـنـــقــد:على الرغم من أن فكرة اللاشعور ساهمت في فهم وتفسير السلوك البشري ورغم تمكن تحليل النفسي من تفسير الكثير من التصرفات الإنسان الغامضة فهذا لا يدل على سيطرة الحياة اللاشعورية على الحياة الإنسان ،ومعني هذا أن الأشياء المكبوتة ليست في الواقع غامض لدى المريض إطلاقا .إنه يشعر بها ولكنه إلى تجاهلها خشية تطلعه على الحقيقة.
الـتــركـيــب: أمام هذا التناقض القائم بين النظرية الكلاسيكية ومدرسة التحليل النفسي يمكن القول أن اكتشاف اللاشعور سلط الضوء على حالات نفسية كثيرة لم تكن مفهوم ومهما يكن فإن الحياة النفسية للإنسان تعترف بوجود اللاشعور لأن الحياة النفسية مركبة من الشعور واللاشعور. فهمناك حالات نفسية نفهمها بالشعور كما أن هناك حالات نفسية مردها إلى اللاشعور. ومن هذا المنطلق لا يمكن إهمال دور الشعور ولا يمكن التنكر للاشعور لأنه حقيقة علمية وواقعية دون المبالغة في تحديد دوره فالسلوك الإنساني منحصرة لعوامل شعورية ولاشعورية .
حــل الـمـشـكـــلــة: وهكذا يتضح، أن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين: جانب شعوري يمكننا إداركه والاطلاع عليه من خلال الشعور، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .

درس شعور واللاشعور 2024.

الإشكالية: في إدراك العالم الخارجي
المشكلة: في الشعور و اللاشعــور

مقدمة:
إذا كان من المؤكد إن الإنسان ككائن حي يشترك مع غيره من الكائنات الحية في مجمل الوظائف الحيوية، فإنه يبدو أن الإنسان يزيد عن غيره من هذه الكائنات بالوعي فينطبع سلوكه بطابع من المعقولية و الذي يصطلح على تسميته عادة بالشعور و الذي يمكننا من فهم ذواتنا و فهم ما يحيط بنا و تكفي المقارنة بين نائم و يقظ لنكتشف الفرق بينهما فاليقظ يعرف حالته النفسية بل و يستطيع صفها بينما يلاحظ العجز عند النائم كما يستطيع اليقظ أن يضبط أفعاله و يعطيها طابعا إراديا عكس النائم الذي يفتقد القدرة على ذلك، إن الفرق بين الاثنين كامن في الشعور و هذا يعني أنه يكتسب أهمية بالغة في حياتنا إذ يشكل الأساس لكل معرفة و من ثمة لا نستغرب كيف أن جميع الفلاسفة ينطلقون من مسلمة أن الإنسان كائن عاقل واع و بناء على …. تقدم نطرح الأسئلة التالية: ماذا يراد بالشعور؟ بماذا يتميز؟ هل يتصف دوما بالوضوح و القصدية أم يمكن أن يكون باهتا مختلطا؟ و الأهم هل الشعور و الوعي يطبع كل سلوكياتنا ليكون هو المقوم الوحيد لحياتنا النفسية أم أن الشعور لا يشمل كل الحياة النفسية بل بعضها مما يفتح المجال لفاعلية أخرى تؤثر في السلوك هي فاعلية اللاشعور؟

مفهوم الشعور:
أ- المفهوم العامي: كثيرا نا تستعمل كلمة الشعور مرادفة للإحساس كأن يقال شعرت بالجوع أو أحسست بالجوع، كما تستعمل للتعبير عن الحالات النفسية الباطنية كالشعور بالفرح.
نقد: يعترض علماء النفس على المساواة بين الشعور و الإحساس ذلك أن الإحساس عملية بيولوجية يشتر فيه الإنسان و الحيوان بينما الشعور عملية نفسية قوامها الوعي و الإدراك و المعرفة و من ثمة فهو خاص بالإنسان وحده.
ب- المفهوم الاصطلاحي: تشير موسوعة لالاند الفلسفية أن الشعور يطلق على مجموعتين من العمليات، "الأولى الأكثر تداولا تكون الفكرة الرئيسية هي فكرة حالة عاطفية و في الثانية تكون فكرة المعرفة، لاسيما المعرفة المباشرة". و هذا يعني أن الشعور هو إدراك المرء لذاته، أفعاله و انفعالاته إدراكا مباشرا أو هو الاطلاع على ما يجري في النفس، أو هو الاطلاع المباشر على ما يجول في داخلنا من حالات شعورية.

الشعور: خصائص من المفاهيم السابقة نكتشف أن الشعور يتصف بالخصائص التالية:
1/ الشعور إنساني: أي أن الشعور ظاهرة إنسانية بل هو الذي يعطي للإنسان إنسانيته فالحيوان قد يحس بالألم و لكنه لا يشعر بالألم ولا يعيه.
2/ الشعور ذاتي: كل خبرة شعورية تعبير عن حالة الفرد ذاته إذ لكل فرد منا إدراكاته و انفعالاته و عواطفه.
3/ الشعور حدس: أي أنه معرفة مباشرة، دون اللجوء إلى وسائط فالفرح لا يحتاج إلى شهادة من أحد تثبت فرحه.
4/ الشعور تيار مستمر ومتصل و دائم و متغير: و هذا يعني أن الشعور النفسي تيار لا ينقطع لقد أشار برغسون إلى هذه الخاصية و وصف الشعور بأنه ديمومة متجددة كما يتصف بالتغير من حيث الموضوع أو من حيث الشدة.
5/ الشعور انتقاء و اصطفاء: إذا كانت ساحة الشعور ضيقة لا تستوعب كل الأحوال الشعورية دفعة واحدة فهذا يعني أن الإنسان ينتقي منها ما يهمه في الحياة اليومية.
6/ الشعور كل متشابك: و هذا معناه أن الحالة النفسية ظاهرة معقدة ترتبط بجملة من الشروط النفسية و العضوية و الاجتماعية.

الشعور و الحياة النفسية:
أ- النظرية التقليدية: اعتقد الكثير من الفلاسفة و من بعدهم علماء النفس أن الشعور قوام الحياة الإنسانية و لعل أوضح اتجاه فلسفي أكد هذه الحقيقة و بشكل قطعي هو الاتجاه العقلاني الذي أرسى دعائمه ديكارت من خلال الكوجيتو "أنا أفكر إذن أنا موجود" غير أن الفكرة أخذت عمقها مع علم النفس التقليدي و ننتقي للتعبير عنه برغسون مؤسس علم النفس الاستبطاني و معه وليام جيمس في بداية حياته هذا الأخير الذي كتب يقول "إن علم النفس هو وصف وتفسير للأحوال الشعورية من حيث هي كذلك" لقد ناضل علماء النفس التقليديون في البدء ضد النزعة المادية السلوكية التي أنكرت وجود النفس و رأت في الظواهر النفسية و الأحوال الشعورية مجرد صدى للنشاط الجسمي، غير أن فكرة الشعور كأساس للحوادث النفسية تعزز مع الظواهرية، إذا أعطى إدموند هوسرل بعدا جديدا للمبدأ الديكارتي "أنا أفكر إذن أنا موجود" و حوله إلى مبدأ جديد سماه الكوجيتاتوم و نصه "أنا أفكر في شيء ما، فذاتي المفكرة إذن موجودة". و معناه أن الشعور لا يقوم بذاته و إنما يتجه بطبعه نحو موضوعاته.
يلزم عن موقف كهذا أن ل حياة نفسية إلا ما قام على الشعور أي لا وجود لفاعلية أخرى تحكم السلوك سوى فاعلية الوعي و الشعور و من ثمة فعلم النفس التقليدي على حد تعبير هنري آي في كتابه الوعي "و قد قام علم النفس التقليدي على المعقولية التامة هذه و على التطابق المطلق بين الموضوع و العلم به و تضع دعواه الأساسية أن الشعور و الحياة النفسية مترادفان".
إذا أردنا أن نقرأ الحجة التي يركن إليها هؤلاء وجدناها منطقية في طابعها فإذا كان ما هو شعوري نفسي فما هو نفسي شعوري أيضا و ما هو خارج الشعور لا يمكنه إلا أن يكف عن الوجود إذ كيف السبيل إلى إثبات ما لا يقبل الشعور و يلزم عن ذلك أن الحياة الشعورية مساوية تماما للحياة النفسية و اعكس صحيح.
زيادة على حجة نفسية إذ الدليل على الطابع الواعي للسلوك هو شهادة الشعور ذاته كملاحظة داخلية.
النقد: إذا كان الاعتقاد بأن ما هو شعوري نفسي صحيحا من الناحية المنطقية و الواقعية نسبيا. فإن عكس القضية القائل كل ما هو نفسي شعوري غير صحيح من الناحية المنطقية إذ الأصح أن يقال بعض ما هو نفسي شعوري أما من الناحية الواقعية فالسؤال الذي يطرح هو كيف نفسر بعض السلوكات التي نؤتيها و لا ندري لها سببا.
ب- النظرية اللاشعورية: قبل الحديث عن النظرية اللاشعورية ينبغي أن نفرق بين المعنى العام للاشعور و بين المعنى الخاص أي بالمعنى السيكولوجي، فالأول يعني كل ما لا يخضع للوعي و للإحساس كالدورة الدموية، أما المعنى الثاني فيقصد به مجموع الأحوال النفسية الباطنية التي تؤثر في السلوك دون وعي منا. غير أن الفكرة تتضح مع فرويد باعتباره رائدا للتحليل النفسي القائم على فكرة اللاشعور، إذ اللاشعور لديه هو ذلك الجانب الخفي من الميول و الرغبات التي تؤثر في السلوك بطريقة غير مباشرة و دون وعي.
فكرة اللاشعور من الطرح الفلسفي إلى الطرح العلمي: ظل الاعتقاد سائدا لمدة طويلة أن الحياة النفسية قائمة أساسا على الشعور و الوعي و لا مجال للحديث عن اللاشعور، غير أن ذلك لا يعني أن الفلسفة لم تطرح فكرة اللاشعور بل يلاحظ أن ليبنتز في اعتراضه على الفكرة الديكارتية القائلة أن النفس قادرة على تأمل كل أحوالها و من ثمة الشعور بها و يلخص هذه المعارضة في ثلاث نقاط هي:
1/ الإدراكات الصغيرة: هنالك إدراكات متناهية في الصغر لا حصر لها في النفس، تعجز النفس عن تأملها مثلها في ذلك مثل الموجة التي تحدث هديرا نسمعه و لكن لا نستطيع سماع صوت ذرات من ماء هذه الموجة رغم أنها مؤلفة لذلك الهدير.
2/ مبدأ التتابع: لا يوافق ليبنتز على أن النفس قادرة على تأمل كل أفكارها تبعا لمبدأ التتابع فالحاضر مثقل بالماضي و مشحون بالمستقبل و ليس بالإمكان أن نتأمل و بوضوح كل أفكارنا و إلا فالتفكير يأخذ في تأمل كل تأمل إلى ما لا نهاية دون الانتقال إلى فكرة جديدة.
3/ الأفعال الآلية: و هذه ينعدم فيها الشعور، إن تأثير العادة في السلوك يجعلنا لا نشعر به أو يجعله لا شعوريا، يقول ليبنتز: "إن العادة هي التي لا تجعلنا نأبه لجعجعة المطحنة أو لضجة الشلال".
النقد: إن محاولة ليبنتز الفلسفية لتأكيد إمكانية وجود اللاشعور لها بعض المقاربات و المبررات العقلية لكنها لاقت معارضة شديدة لأن السؤال المطروح هو كيف يمكن أن نثبت بالوعي و الشعور ما لا يقبل الوعي أو الشعور.
وضعية علم النفس قبيل التحليل النفسي: إن تقدم علم النفس و الاهتمام بالمرضى النفسيين أدى إلى نتائج هامة في علم النفس و منها المدرستين الشهيرتين في علم النفس.
1/ المدرسة العضوية: كان تفكير الأطباء في هذه المدرسة يتجه إلى اعتبار الاضطرابات النفسية و العقلية ناشئة عن اضطرابات تصيب المخ، و يمثل هذا الرأي الطبيب الألماني وليم جريسنجر (1818-1868م) لتنتشر بعد ذلك آراء جريسنجر و كانت تعالج الاضطرابات النفسية بالعقاقير و الأدوية و الراحة و الحمامات و التسلية…
2/ المدرسة النفسية: في مقابل المدرسة السابقة اعتقد بعض الأطباء ذوي النزعة النفسية أن الاضطرابات النفسية تعود إلى علل نفسية و من المؤسسين الأوائل لهذه المدرسة مسمر (1784-1815م) الذي اعتقد بوجود قوة مغناطيسية تحكم النفس و أن امرض ناتج عن اختلال في هذه القوة و من ثمة كان جهد الطبيب ينصب على إعادة التوازن لهذه القوة.
و من أشهر الأطباء الذي استخدموا التنويم في علاج الأمراض برنهايم (1837-1919م) و لقيت هذه النظرية رواجا و خاصة بعد انضمام شاركو إليها بعد ما رفضها مدة طويلة في هذه الأثناء كان فرويد يولي اهتماما إلى كيفية علاج الأمراض النفسية فسافر إلى فرنسا أين اشتغل بالتنويم ثم عدل عنه بعد حين.
اللاشعور مع فرويد: ما كان لفرويد أن يبدع النظرية اللاشعورية لو لا شعوره بعجز التفسير العضوي للاضطرابات النفسية وكذا عجز النظرية الروحية و يمكن تبين وجهة النظر اللاشعورية من خلال إجابتها على الأسئلة التالية:
إذا كان هنالك لا شعور ما الدليل على وجوده؟
كيف يمكن أن يتكون و يشتغل؟ و كيف يمكن النفاذ إليه؟
مظاهر اللاشعور: حرص فرويد على بيان المظاهر المختلفة التي يبدو و من خلالها البعد اللاشعوري للسلوك و التي تعطي المشروعية التامة لفرضية اللاشعور إذ يقول فرويد "إن فرضية اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة و أن لنا أدلة كثيرة على وجود اللاشعور".
ومنها:
* الأفعال المغلوطة: التي نسميها عادة فلتات لسان و زلات قلم و التي تدل على أنها تترجم رغبات دفينة، لأن السؤال الذي يطرحه فرويد هو لماذا تظهر تلك الأفعال مع أن السياق لا يقتضيها، و لماذا تظهر تلك الأخطاء بالذات لا شك أن الأمر يتعلق بوجه آخر للحياة النفسية، لأن الوعي لا ينظر إليها إلا باعتبارها أخطاء، مع أن فهمها الحقيقي لا يكون إلا في مستوى لا شعوري "فأنت ترى الإنسان السليم، كالمريض على السواء يبدي من الأفعال النفسية ما ل يمكن تفسيره إلا بافتراض أفعال أخرى يضيق عنه الشعور".

* الاضطرابات النفسية أو العقد النفسية: مظهر آخر يدل على أن الحياة النفسية حياة لا شعورية فهي من وجهة نظر فرويد تعبير مرضي تسلكه الرغبة المكبوتة فيظهر أعراضا قسرية تظهر الاختلال الواضح في السلوك.
* أحلام النوم: اكتسب الحلم معنى جديدا عند فرويد، إذ أوحت له تجاربه أن الرغبة المكبوتة تتحين الفرص ااتعبير عن نفسها و أثناء النوم حينما تكون سلطة الرقيب ضعيفة تلبس الرغبة المكبوتة ثوبا جديدا وتطفو على السطح في شكل رموز على الحيل اللاشعورية كالإسقاط و التبرير…إلخ.
و حاصل التحليل أن فرويد يصل نتيجة حاسمة أن المظاهر السابقة تعبر عن ثغرات الوعي و هي تؤكد على وجود حياة نفسية ل شعورية.
و بتعبير فرويد تكون هذه المظاهر "حجة لا ترد" على وجود اللاشعور.
الجهاز النفسي: لكي نفهم آلية اشتغال اللاشعور و طريقة تكونه يضع فرويد أمامنا تصورا للحياة النفسية، إذ يفترض أن النفس مشدودة بثلاث قوى:
الهوى: الذي يمثل أقدم قسم من أقسام الجهاز النفسي و يحتوي على كل موروث طبيعي أي ما هو موجود بحكم الولادة، بمعنى أن الهوى يمثل حضور الطبيعة فينا بكل بدائيتها و حيوانتها الممثلة رأسا في الغرائز و أقوامها الجنسية و هذه محكومة بمبدأ اللذة و بالتالي فهي تسعى التي التحقق، إنها في حالة حركة و تأثير دائم.
الأنا: ونعني بها الذات الواعية و التي نشأت ونبتت في الأصل من الهوى و بفعل التنشئة امتلكت سلطة الإشراف على الحركة و السلوك و الفعل الإرادي و مهمتها حفظ الذات من خلال تخزينها للخبرات المتعلقة بها في الذاكرة و حفظ الذات يقتضي التكيف سواء بالهروب مما يضر بحفظ الذات أو بالنشاط بما يحقق نفس الغاية، و هي بهذا تصدر أحكاما فيما يتعلق بإشباع الحاجات كالتأجيل أو القمع.
الأنا الأعلى: و هي قوة في النفس تمثل حضور المجتمع بأوامره و نواهيه أو بلغة أخرى حضور الثقافة، فقد لاحظ فرويد أن مدة الطفولة الطويلة تجعل الطفل يعتمد على والديه الذين يزرعان فيه قيم المجتمع ونظامه الثقافي لأن هذا ما يقتضيه الواقع، فيمارس الأنا الأعلى ضغطا على الأنا. التي تكون مطالبة في الأخير بالسعي إلى تحقيق قدر من التوفيق بين مطالب الهوى و أوامر و نواهي المجتمع فيلزم على ذلك صد الرغبات و ينتج عن هذا الصد ما يسمى بالكبت، الذي يختلف عن الكبح في كون الأول لا شعوري و الثاني شعوري و كبت الرغبة لا يعني موتها بل عودتها إلى الظهور في شكل جديد تمثله المظاهر السابقة.
التحليل النفسي: لم تتوقف جهود فرويد على القول بحياة نفسية لا شعورية بل اجتهد في ابتكار طريقة تساعد على النفاذ إلى المحتوى اللاشعوري لمعرفته من جهة و لتحقيق التطهير النفسي من جهة أخرى و يقوم التحليل النفسي على مبدأ التداعي الحر للذكريات و القصد منه مساعدة المريض على العودة بذاكرته إلى مراحل الطفولة الأولى و الشكل المرضي و الشاذ و المنحرف للرغبة و استعان فرويد في وقت لاحق بتحليل رموز الأحلام وكان ذلك في الأصل بطلب من إحدى مريضاته زيادة إلى البحث في النسيان شأن أستاذ الأدب الجامعية التي كانت تنسى باستمرار اسم أديب مشهور فكان أن اكتشف فرويد أن اسم الأديب هو نفس الاسم
لشخص كانت له معها تجربة مؤلمة.
و باختصار يمكن تلخيص مراحل العلاج في: أولا اكتشاف المضمون اللاشعوري للمريض ثانيا حمله على تذكر الأسباب و التغلب على العوائق التي تمنع خروج الذكريات من اللاشعور إلى الشعور.
لكن ينبغي أن نفهم أن فرويد لم يجعل من التحليل النفسي مجرد طريقة للعلاج بل أصبح منهجا لمعرفة و فهم السلوك ثم أصبح منهجا تعدى حدود علم النفس إلى الفلسفة.
قيمة النظرية اللاشعورية:
حققت النظرية اللاشعورية نجاحات مهمة و عدت فتحا جديدا في ميدان العلوم الإنسانية، فمن الناحية العرفية أعطت النظرية فهما جديدا للسلوك يتم بالعمق إذ لم تعد أسباب الظواهر هي ما يبدو بل أصبحت أسبابها هي ما يختفي و هذا ما أوحى للبنيوية لا حقا لتعطي ميزة للبنية من أنها لا شعورية متخفية ينبغي كشفها. أما من الناحية العملية فالنظرية اللاشعورية انتهت إلى منهج ساهم في علاج الاضطرابات النفسية. و مع ذلك كانت للمبالغة في القول باللاشعور انتقادات لاذعة يمكن إجمالها في اثنين: أولا: معرفيا ترتب على اللجوء البسيط إلى اللاشعور نقل ثقل الحياة النفسية من مجال واع إلى مجال مبهم غامض و هذه ملاحظة المحلل النفساني جوزاف نتان، كما ترتب على ذلك التقليل من شأن الشعور أو الوعي و هي خاصية إنسانية و هو ما ترفضه الوجودية و الظواهرية معا فكارل ياسبرس يرفض أن يكون اللاشعور أساس الوجود لأنه ببساطة وجد لدراسة السلوك الشاذ أو المرضي و لا مبرر لتعميمه، فالوجود أوسع من أن يستوعبه اللاشعور و هو نفس الرفض الذي نجده عند سارتر الذي لا يراه سوى خداعا و تضليلا إذ يتعارض مع الحرية، إن ربط اللاشعور بدوافع غريزية (الغريزة الجنسية) آثار حفيظة الأخلاقيين و الإنسانيين إذ كيف تفسر مظاهر الإبداع و الثقافة الإنسانية بردها إلى ما دونها و هي الغريزة الجنسية.
ثانيا: عمليا و تطبيقيالم يحقق التحليل النفسي ما كان مرجوا منه إذ يعترف فرويد بصعوبة إثارة الذكريات الكامنة و هو ما دفع بعض امحللين إلى توسيع دائرة التحليل باعتماد طريق جديد مثل إكمال الصورة المنقوصة أو إكمال حوار أو قصة ناقصة. أو التعليق على بقعة الحبر…إلخ.
خاتمة:
مهما تكن الانتقادات الموجهة إلى التحليل النفسي فإن علم النفس اليوم يسلم بأن حياتنا النفسية يتقاسمها تفسيرات كثيرة منها النفسية شعورية و لا شعورية و منها العضوية السلوكية و منها الاجتماعية الثقافية.

هذه هدية لكم و لا تنسونا بالدعاء

كل ما يتعلق بدرس الشعور واللاشعور . 2024.

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

اضغط هنا لتحميل الدرس مباشرة

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

Conscience et inconscient ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﻭﺍﻟﻼﺸﻌﻭﺭ

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

الجيريا


الشعور واللاشعور

الجيريا

كما جاء في الموسوعة العربية :: ENCYCLOPEDIA

الشعور

هو ذلك الجزء من العمليات العقلية التي ندركها، ونعيها، وعادة ترتبط بحالة وجدانية انفعالية. وهي حاله وقتية، ترتبط مباشرة بالحاضر، ويمكن أن تظهر مرة ثانية في الشعور إذا توافرت لها شروط معينة. وفي اللغة يعني الشعور الوعي، وتستخدم مصطلحات الشعور والشعوري مرادفات.

يرى علماء النفس أن الشعور متعدد الأبعاد، وقد قسمه أرنست هلجارد Ernest Hilgard إلى قسمين: أحدهما جوانب فعالة active، وأخرى مستقبلة receptive. فعمليات التخطيط والتدريب والتعليم وممارسة نوع من الرقابة على السلوك تدخل في قسم الوظائف النشطة أو الفعالة، أما عمليات الاستقبال فتشمل التنبيه الخارجي من خلال الحواس، والداخلي من خلال الأفكار والأحاسيس الحشوية وعمليات الإدراك الأخرى.

ويرجع الفضل لعالم النفس الألماني فلهلم فونت W.Wundt في تأسيس أول مخبر لعلم النفس لدراسة العمليات الأولية للشعور. كما اهتم وليم جيمس W.James اهتماماً شديداً بعمليات العقل البشري.

ومع ظهور المدرسة السلوكية أهملت دراسة الشعور بحجة أنه لا يمكن قياسه ودراسته بطريقة موضوعية، إلاّ أن هذه النظرة قد تبدلت منذ عام 1950، وبدأ العلماء بدراسة أنشطة الشعور كالذاكرة والتفكير واللغة والأنشطة الإدراكية الأخرى.

وفي بعض الكتابات العربية يستخدم مصطلح الوعي في المعنى الوصفي بينما يستخدم مصطلح شعور أو شعوري للمعنى النسقي.

علاقة الشعور بالإدراك:

حتى تتبين العلاقة بين الشعور والإدراك لابد من تعريف الإدراك، فالإدراك: (عملية تأويل الإحساسات تأويلاً يزودنا بمعلومات عن عالمنا الخارجي من أشياء بالإضافة للإحساسات الحشوية التي تأتينا من أعضاء الجسم الداخلية والخارجية. كما تشمل العلامات، والعلاقات، والرموز).

وبالعودة إلى تعريف الشعور، يتضح أن الإدراك جزء من الشعور، وعلاقة الإدراك بالشعور هي علاقة الجزء بالكل. والإدراك يرتبط أكثر بالعمليات الحسية، أما الشعور فيرتبط إضافة إلى العمليات الحسية بالانفعالات الوجدانية.

وهناك اتجاهات تحاول أن تواكب ما بين ما هو نفسي وما هو شعوري، إلاّ أن الفجوات الموجودة في الشعور والتي تستعصي على الفهم أسهمت في توسيع مفهوم الحياة النفسية إلى أبعد ما هو شعوري، إلى اللاشعور.

اللاشعور inconscient

يؤكد فرويد Freud بعض العمليات العقلية التي تستطيع أن تُحدث في العقل جميع الآثار التي تُحدثها الأفكار العادية دون أن تكون هي نفسها شعورية. وهذه العمليات العقلية التي لا يمكن أن تصبح شعورية، تسمى اللاشعور.

ووفقاً لنظرية فرويد في التحليل النفسي يوجد نوعان من اللاشعور، اللاشعور الكامن قبل الشعور، والذي يستطيع أن يظهر بسهولة في الشعور إذا توافرت شروط معينة. واللاشعور المكبوت الذي يجد مقاومة تمنعه من الظهور في الشعور.

وبحسب فرويد فإن «الشعور» و«ما قبل الشعور» و«اللاشعور» ثلاثة أنظمة تشمل جميع جوانب حياة الإنسان النفسية. ويؤكد فرويد على أهمية اللاشعور للإنسان إذ يعدّه الأساس في الحياة النفسية، ويمكن الاستدلال على اللاشعور من زلات اللسان والقلم، ورموز الأحلام والمقاومة في أثناء التحليل وغير ذلك.

إذن: اللاشعور هو فرضية ضرورية ومشروعة لفهم الحياة النفسية، ذلك لأن معطيات الشعور ناقصة إلى أبعد حد. فغالباً ما تلاحظ كثير من الأفعال النفسية لدى الإنسان السليم والمريض على حد سواء، لا سبيل إلى تفسيرها إلا بافتراض اللاشعور.

ولتأكيد فرضية اللاشعور يؤكد «فرويد» أن الشعور لا يحتوي في كل لحظة إلاّ على محتوى طفيف للغاية. بحيث أنه لو نُحيّ هذا المحتوى جانباً لوجد الجزء الأكبر مما يُسمى بالمعرفة الشعورية غارقاً بالضرورة، ولحقب مديدة من الزمن، في حال كمون، أي في حالة لا شعور.

ويفرق يونج Jung بين نوعين من اللاشعور للشخصية، فهناك اللاشعور الفردي أو الشخصي L’inconscient Personnel واللاشعور الجمعي L’incons-cient-collectif.

اللاشعور الفردي:

يتكون اللاشعور الفردي من الخبرات التي يكتسبها الفرد في حياته، وهذه الخبرات كانت في البداية شعورية إلاّ أنها فقدت طابعها الشعوري بسبب عوامل النسيان والكبت وأضحت لا شعورية. ويتألف اللاشعور الفردي من العقد والتي هي تراكمات لأفكار ومشاعر وذكريات ومواقف مكبوتة في أعماق لا شعور الفرد. وهذه العقد تؤثر دوماً في توجيه السلوك الإنساني إذ إنها تمثل عاملاً هاماً في تنظيم الشخصية أو تصدعها.

اللاشعور الجمعي:

يعد مفهوم اللاشعور الجمعي من المفهومات الجديدة التي أضافها يونج إلى نظرية التحليل النفسي، فهو من الإضافات المميزة لنظرية يونج.

إذن: اللاشعور الجمعي هو أحد الجوانب الأكثر كموناً وعمقاً في الشخصية، ويتكون اللاشعور الجمعي بحسب يونج من ذكريات كامنة موروثة عن الماضي الإنساني والذي يتضمن التاريخ السلالي للنوع الإنساني، وكذلك الوجود الحيواني للنشوء النوعي. كما يعده يونج الأساس التاريخي للنفس الإنسانية، لأنه يحتوي على جميع الآثار المتعاقبة لخبرات الإنسان منذ عصور ماقبل التركيب النفسي كما هو قائم الآن بطريقة مكثفة لهذه الخبرات.

إن اللاشعور الجمعي عند يونج يتكون من تركيبات تعرف باسم «النماذج الأولية» archétypes. وهذه النماذج هي أفكار عامة تحتوي على خبرات الإنسان البدائية والصور الأولية، والتي أتت من احتكاك الفرد مع الوسط الذي يعيش فيه ومن ثمّ فإن هذه الخبرات لها صفة الشمولية والفطرية لدى الجنس البشري كله.

وتظهر هذه النماذج الأولية في اللاشعور من بعض الأنشطة النفسية مثل، الرموز symboles في الأحلام أو في الطقوس rites أو الأساطير mythes.

وبما أن آثار العهود القديمة هي نتاج وراثي للنفس البشرية ونواة وراثية للاشعور الجمعي، فإن الأشكال والأفكار هي التي تتخذ صورة الرموز، ويمكن إدراك المعنى الرمزي لها بتحديد الهدف الذي تتجه إليه الذات الإنسانية، لهذا اهتم يونج بدراسة الرموز والأحلام والأساطير لأنها تساعد على فهم اللاشعور الجمعي.

ومن ضمن «النماذج الأولية» التي كان لها تأثير كبير في نظرية يونج «الأنيما» anima و«الأنيموس» animus، وهما مفهومان يشيران إلى الذكورة والأنوثة؛ فجانب الذكورة في الأنثى يطلق عليه مصطلح الأنيموس، والجانب الأنثوي في الذكر يطلق عليه مصطلح الأنيما. ولهذه النماذج الأولية عند يونج تأثير كبير في الحياة النفسية للفرد.

العلاقة الديناميكية والوظيفية بين الشعور واللاشعور La relation dynamique et fonctionnelle entre le conscient et L’ inconscient.

إن العلاقة بين الشعور واللاشعور تكون دائماً في حالة ديناميكية متغيرة؛ فما هو شعوري يمكن أن يكبت في اللاشعور وما هو لاشعوري يمكن أن ينتقل إلى الشعور، فخبرات الطفولة و التي كانت في حينها شعورية ينالها النسيان والكبت فتغدو لاشعورية، وعلى العكس يمكن لخبرات قريبة لا شعورية أن تغدو شعورية إذا توافرت لها شروط معينة، وكذلك يمكن عن طريق التحليل النفسي نقل كثير من الأفكار أو الوجدانات أو المواقف المكبوتة في اللاشعور إلى حيز الشعور. إذن: فالعلاقة بين الشعور واللاشعور هي دائمة التغير لتعطي في النهاية الحياة النفسية.

وإضافة إلى كونها ديناميكية فهي أيضاً وظيفية تؤدي غرضاً، وتسعى إلى تحقيق غاية عبر سيرورة نفسية، وهي في أبسط صورها تؤدي إلى إشباع رغبة. وعند الرجوع إلى طبيعة الرغبة البشرية وُجِد أنها تقوم أساساً على إشباع حاجات فيزيولوجية من جوع وعطش وتنفس وغيرها، وإشباع حاجات نفسية من أمن وحب وتقدير وتحقيق الذات.

وفي سبيل تحقيق هذه الرغبة يحتاج الكائن إلى الآخر، وإذا كان وجود الآخر إلى جانب ذلك الكائن وجوداً مؤقتاً متأرجحاً بين الحضور والغياب، وجب على هذا الكائن أن يستخدم استعداداته النفسية في تحقيق وجود مستقل يستخدمه في غياب الآخر القادر، والذي يمثل موضوع إشباعات الحاجات الفيسيولوجية والنفسية.

الجيريا

مراجع للاستزادة:
ـ ليبين فاليري، مذهب التحليل النفسي وفلسفة الفرويدية الجديدة ـ (دار الفارابي 1981).
ـ فينخيل (أوتو)، نظرية التحليل النفسي في العصاب، ترجمة صلاح مخيمر وعبده رزق (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1969).


فرويد و الجهاز النفسي خلاصة للاطلاع


أن مدرسة التحليل النفسي بزعامة فرويد ترى أن الجهاز النفسي لشخصية الفرد يتكون من ثلاث مكونات افتراضية هي :


1ـ ألهو أو الهي

وهو أقدم قسم من أقسام الجهاز عند فرويد,وهو منبع الطاقة الحيوية والنفسية التي يولد الفرد مزودا بها,وهو يحتوي على ماهو ثابت في تركيب الجسم,فهو يضم الغرائز والدوافع الفطرية:الجنسية والعدوانية,وهو الصورة البدائية للشخصية قبل أن يتناولها المجتمع بالتهذيب والتحوير,ومستودع القوى والطاقات الغريزية,وهو جانب لا شعوري عميق,ليس بينه وبين العالم الواقعي صلة مباشرة,كما انه لا شخصي ولا إرادي,لذلك فهو بعيد عن المعايير والقيم الاجتماعية,لا يعرف شيئا عن المنطق,ويسيطر على نشاطه مبدأ" اللذة"و "الألم",ويندفع إلى إشباع دوافعه اندفاعا عاجلا في صورة وبأي ثمن.

2ـ الأنا

وهو مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي,والإدراك الحسي الداخلي,والعمليات العقلية,وهو المشرف على جهازنا الحركي الإرادي,ويتكفل الأنا بالدفاع عن الشخصية,ويعمل على توافقها مع البيئة,وإحداث التكامل,وحل الصراع بين مطالب (ألهو),وبين مطالب "الأنا الأعلى",وبين الواقع ,والأنا له جانبان:شعوري ولا شعوري,وله وجهان:وجه يطل على الدوافع الفطرية والغريزية في ألهو,وآخر يطل على العالم الخارجي عن طريق الحواس,ووظيفة (الأنا) هي التوفيق بين مطالب (ألهو) والظروف الخارجية,وينظر إليه فرويد كمحرك منفذ للشخصية,ويعمل(الأنا) في ضوء مبدأ الواقع,ويقوم من اجل حفظ وتحقيق قيمة الذات والتوافق الاجتماعي,وينمو الأنا عن طريق الخبرات التربوية التي يتعرض لها الفرد من الطفولة إلى الرشد.

3ـ الأنا الأعلى

وهو مستودع المثاليات والأخلاقيات, والضمير, والمعايير الاجتماعية, والتقاليد, والقيم, والصواب, والخير, والحق, والعدل, والحلال, فهو بمثابة سلطة داخلية, أو "رقيب نفسي", وهو لاشعوري إلى حد كبير, وينمو مع نمو الفرد, ويتأثر الأنا الأعلى في نموه بالوالدين, ومن يحل محلهم, مثل المربين والشخصيات المحبوبة في الحياة العامة, والمثل الاجتماعية العليا, كما انه يتعدل ويتهذب بازدياد ثقافة الفرد وخبراته في المجتمع, ويعمل الأنا الأعلى على ضبط (ألهو), وكفه عن إشباع كل ما يراه المجتمع خطأ أو محرما من الدوافع, وذلك من خلال (الأنا).

ويؤكد فرويد أن الجهاز النفسي للشخصية لا بد أن يكون متوازنا حتى يكفل للفرد طريقة سليمة للتعبير عن الطاقة اللبيدية"الحيوية الجنسية" وحتى تسير الحياة سيرا سويا.ويحاول" الأنا " حل الصراع بين " ألهو " و " الأنا الأعلى " فيلجأ إلى عملية تسوية ترضي ـ ولو جزئيا ـ كلا من الطرفين,وإذا اخفق ظهرت أعراض العصاب.وقد يحدث الصراع بين "الأنا"و"ألهو" حيث تسعى مكونات ألهو الغريزية للتعبير عن نفسها في الوقت الذي يقف فيه الأنا بالمرصاد دفاعا عن الشخصية وحرصا على توافقها.وقد يحدث الصراع بين الأنا والأنا الأعلى حيث يصدر الأنا الأعلى أوامر مستديمة إلى الأنا مما قد يرهقه ويأخذ صورة مرضية يعبر عنها بقلق الضمير.

مفهوم فرويد المتعلق بالشعور,واللاشعور,وما قبل الشعور, يمكن إيجازه بالشكل الأتي:

1ـ الشعور

وكما حدده فرويد فهو منطقة الوعي الكامل والاتصال بالعالم الخارجي,وهو الجزء السطحي فقط من الجهاز النفسي, وهو الوسيلة المباشرة لإطلاع الإنسان على ما يمر به من الحالات النفسية أي الاطلاع على وجود اللذة والتعب, وعلى سير المحاكمات العقلية, أي انه وسيلة الذات في الاطلاع على ما تنطوي عليه في حاضرها ساعة اليقظة.

2ـ اللاشعور

وحسب فرويد فهو يكون معظم الجهاز النفسي.وهو يحوي ما هو كامن ولكنه ليس متاحا ومن الصعب استدعاؤه لأن قوى الكبت تعارض ذلك.وحدد فرويد الرغبات المكبوتة التي يحتويها اللاشعور بأنها ذات طابع جنسي.ويقول إن المكبوتات تسعى إلى شق طريقها من اللاشعور في الأحلام وفي شكل أعراض لمختلف الاضطرابات العصابية.

3ـ ما قبل الشعور:

ويحتوي العناصر غير الموجودة في نطاق الوعي إلا انه من الممكن استدعاؤها إلى الوعي بسهولة حيث يقع ما ندركه في لحظة معينة في نطاق الوعي لفترة ثم نصرف انتباهنا عنه, فينتقل إلى ما قبل اللاشعور ونستطيع نقل الأفكار من منطقة ما قبل الشعور إلى الشعور من خلال تركيز الانتباه, والأفكار الكامنة في منطقة ما قبل الشعور لا تمت إلى مستوى الشعور المباشر لأنها ليست فيه, وهي لا ترجع إلى اللاشعور لأنها تختلف عن حالته من حيث سهولة جعلها شعورية, ومن حيث قدرة الشعور على استدعائها والتصرف بها, ومن حيث ما فيها من فعالية, لذلك تكون بين الشعور واللاشعور.

ويرى فرويد حسب نظريته الثانية عن القلق سنة 1923 أن القلق ما هو إلا إشارة,الهدف منها تمكين الفرد من تجنب حالة من الخطر,ويقول في ذلك"أن جميع الإعراض النفسية تأتي لغرض واحد فقط وهو تجنب حالة القلق,وأن هذه الأعراض المرضية " تربط " الطاقة النفسية, ولولا هذا الربط لأصبحت الطاقة النفسية حرة في الانطلاق على شكل قلق…" ويقول في ذلك "…أن الأعراض المرضية تخلق لكي يتمكن أل " أنا " من الابتعاد أو النجاة من موقف خطر,وإذا ما منعت هذه الإعراض المرضية من الظهور فان الخطر سيبرز لا محال…".

وقد اعتمد فرويد في تفسير السلوك والإمراض النفسية على عملية الكبت وأفترض نوعين من الكبت,أولهما يتألف من مشاعر غريزية ودوافع تبدأ في وقت مبكر من حياة الفرد ولكنها لم تدخل أبدا في حيز الوعي,والنوع الثاني من الكبت يتألف من أنواع الشعور والتجارب والدوافع والرغبات التي وجدت في وقت ما في الوعي ثم أجبرت على أن تكبت في اللاوعي,وهذا النوع الأخير من الكبت هو النوع الأكثر أهمية بالنسبة لفرويد, وهو يمثل الصراع بين الرغبة وبين الموانع لتحقيقها من قبل "الأنا الأعلى ",وقد بين فرويد الحقائق الآتية عن عملية الكبت:1ـ أنها عملية عامة توجد عند جميع الناس, 2ـ أن المادة المكبوتة مؤلمة دائما أو محرجة أو مكروهة من قبل صاحبها, و3ـ أن عملية الكبت عملية تلقائية تتم كليا خارج نطاق الوعي,ونظرية فرويد في "ديناميكية" الأمراض النفسية تتلخص فيما يلي:1ـ قيام صراع عاطفي بين حاجتين أو رغبتين متضاربتين, 2ـ كبت هذا الصراع إلى " اللاوعي ", 3ـ يظل الصراع المكبوت في اللاوعي ذا قدرة على التعبير عن وجوده بشكل من الأشكال بما في ذلك اتخاذ صفة الأعراض النفسية.

وهكذا فأن فرويد يعتقد بأن عملية الكبت هي عملية " إنكار " ينكر فيها أل " أنا " وجود دوافع داخلية,أو حوادث خارجية, والتي يؤدي الاعتراف بوجودها إلى نتائج مؤلمة. ولما كان من المتعذر الإبقاء على هذه الدوافع كجزء متوازن من وعينا النفسي, فلابد من كبتها حال قيامها محافظة على هذا التوازن من خطر الاضطراب, والصراع المكبوت بهذا الشكل لا ينتهي وجوده بمجرد كبته إلى اللاوعي, إذ يظل هناك مهددا لصاحبه بالظهور, وقد يظهر ذلك بشكل مستتر كما هو الحال ومظاهر السلوك المختلفة, وقد يظهر بصفة أعراض مرضية نفسية والتي تعتبر وسيلة دفاعية نفسية يشغل فيها المريض عن أدراك الصراع الداخلي, وبهذا تساعد في إبقاء هذا الصراع مكبوتا, كما أن في هذه الأعراض المرضية فائدة الإرضاء النفسي للمريض إلى حد ما, لأنها تمثل حلا وسطا بين ما يرغب فيه الفرد وبين ما ينكره.أن هذا الصراع,وهو أساس الإمراض النفسية, يوجد في العقل ولكنه غير معروف لصاحبه. وهكذا فان جميع الأعراض المرضية حسب النظرية الفرويدية ما هي إلا نتيجة هذا الصراع بين القوى المكبوتة والقوى الكابتة لها.

الجيريا

مقولات خاصة بدرس الشعور و اللاشعور

الجيريا
رونيه ديكارت

من اللفظ اليوناني Conscientia، يعني الوعي من حيث الأصل امتلاك وعي بشيء ما. أما بالنسبة للفظة الفرنسية ” Conscience ” فقد استعملت على الخصوص في سياق أخلاقي حتى القرن 17 ، وقد كانت تعني العودة التأملية من طرف الذات للتفكير في أفعالها بغية تقييمها ومحاكمتها، وبعبارة أخرى فإن ” Conscience ” كانت تعني تقريبا معنى أخلاقيا كما هو الحال في الصياغة المشهورة لدى رابلي : ” ليس العلم بدون وعي إلا خرابا للروح “.
مع ديكارت 1596 ـ 1650 بالذات أصبح للفظ Conscience معنى جديدا ؛ حيث أصبحت تعني منذ ذلك الحين الفهم المباشر من طرف الفكر لذاته ؛ فعندما أفكر فأنا أعرف بالضرورة أنني أفكر أيضا. كتب ديكارت : ” من خلال اسم الفكرنعرف كل ما يدور بدواخلنا بالصورة التي تجعلنا واعين بذلك ، كلما كان لنا وعي به ” (مبادئ الفلسفة ، I ، 9 ، 1645).

  • ديكارت : ” أنا أفكر ، إذن أنا موجود “.

من الذي يعرف ما إذا كانت حواسي تخدعني في كل مناسبة ؟.. كيف أضمن أنني لا أحلم في الوقت ذاته الذي أكون فيه مستيقظا؟ .. ولماذا لا يخدعني الله عندما أرى بوضوح أن 2 و 3 يساويان 5؟..وقد أضاف ديكارت لمبررات الشك الثلاثة هاته عدة منهجية سماها ” الشيطان الماكر ” وهو يفترض أنه مخدوع بشكل دائم من طرف هذا الشيطان الإبستمولوجي ” فليخدعني كيفما شاء ، كتب ديكارت ، فلن يستطيع أبدا أن يجعلني لاشيء، ما دمت أعتقد أنني شيء ما ” (تأملات ميتافيزيقية ، 1641)، إن الوعي بالوجود ، اليقين بأنني موجود على الأقل كوعي ، هو الحقيقة الأولى في الفلسفة الكارتيزيانية.

  • ديكارت : الجوهر المفكر والجوهر الممتد

ذلك لأن ديكارت يتصور الروح والجسد كما لو كانا جوهرين متمايزين (مبادئ الفلسفة ص 53 ، 1644)، بيد أن السمة المركزية للروح ، تلك التي بدونها لا نستطيع تصور روح أو عقل هي التفكير. إن الروح تفكر دائما ، حتى الجنين ذاته في بطن أمه يفكر ، ويستشعر وعيا بذاته ولو بشكل مبهم ، فحيث توجد الروح ، يوجد بالضرورة تفكير ووعي بالذات.

  • ديكارت : الشعور شفاف بالنسبة لذاته
  • استحالة وجود رغبة لاشعورية

” ليس هناك، كما يقول ديكارت ، شيء يمكنه أن يكون في متناولنا غير أفكارنا” (رسالة إلى رينيري من أجل بولو ،أبريل أو ماي 1638)، وبعبارة أخرى فإن التفكير هو مجال يكون فيه الأنا سيدا في عقر داره.
يستحيل إذن ، تبعا لذلك ، أن نستطيع الإحساس برغبة ما بشكل لاشعوري ” وذلك لأنه من المؤكد أننا لا نستطيع أن نريدأي شيء لا ندركه بنفس الوسيلة التي نريده بها” (ديكارت ، موسوعة الأهواء، النص 19 ـ 1649).

الجيريا
الجيريا
رائد التحليل النفسي

” إن تقسيم الحياة النفسية إلى حياة نفسية واعية وحياة نفسية لاواعية ، كتب فرويد (1856 ـ 1939)، يشكل المقدمة الكبرى والأساسية في التحليل النفسي ” (محاولات في التحليل النفسي،1927) ، وهنا يقيم النفيض الأساسي للتقليد الديكارتي . لقد دافع ديكارت بالفعل ، وعلى النقيض من ذلك ، عن الفكرة القائلة : “إنه لا يمكن أن توجد أية فكرة لا يمكنناانطلاقا منها ، وفي اللحظة التي تكون فيها بدواخلنا ، أن لا نمتلك معرفة حاضرة عنها” (ردود على الاعتراضات الرابعة ، 1641).

  • فرويد : يجب أن نرى في اللاشعور عمق الحياة النفسية كلها.
  • الشعور ـ اللاشعور ـ الكبث.

” إننا نشبه نسق اللاشعور ، كتب فرويد ، بغرفة انتظار كبيرة تتسارع بداخلها النزوعات النفسية كالكائنات الحية ، وترتبط بغرفة الانتظار هذه غرفة أخرى أضيق منها ، شبيهة بالصالون ، بداخلها يقيم الوعي ( الشعور ) ، لكن عند مدخل غرفة الانتظار ، أي بالصالون ، يجثم حارس يفحص كل نزوع نفسي ويفرض عليه الحظر ويمنعه من دخول الصالون إذا لم يرقه (. . .) وعندما يتم طرد بعض هذه النزوعات من طرف الحارس ، بعد أن تكون هذه قد وصلت حدود إلى الصالون، فذلك لأنها غير قادرة على أن تصبح نزوعات موعى بها : نقول عنها إذ ذاك إنها نزوعات مكبوثة” (مدخل للتحليل النفسي، 1916).

  • مهمة التحليل النفسي
  • استعادة الرغبات اللاشعورية لمنطقة الوعي.

ما الذي يريده المحلل النفسي؟.. يتساءل فرويد ، ثم يبادر إلى الجواب قائلا : ” استعادة كل ما تم كبثه إلى سطح الوعي” (خمس دروس في التحليل النفسي، 1910)، وهكذا ، فإن ” تأويل الأحلام ، عندما لا يصير مؤلما بفعل أشكال مقاومةالمريض ، يؤدي إلى اكتشاف الرغبات المستثرة والمكبوثة، وكذا العقد النفسية الناجمة عنها” (نفس المرجع).

———————–
المقولات نقلتها من موقع..اكاديمية maarouf66.wordpress

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا


يتبع…/…



وهذه نصوص لسيغموند فرويد للاطلاع


الوعي و اللاوعي

ها إن الناس جميعا أو يكادون، يتفقون على إكساب كل ما هو نفسي سمة عامة تعبر عن جوهره ذاته، وهذا أمر غريب. هذه السمة الفريدة، التي يتعذر وصفها، بل هي لا تحتاج إلى وصف، هي الوعي. فكل ما هو واع نفسي، وعلى عكس ذلك فكل ما هو نفسي واع. وهل ينكر أمر على هذا القدر من البداهة ؟ ومع ذلك فلنقر بأن هذا الأسلوب في النظر قلما وصّح لنا ماهية الحياة النفسية إذ أن التقصي العلمي يقف ههنا حسيرا، ولا يجد للخروج من هذا المأزق سبيلا. (…) فكيف ننكر أن الظواهر النفسية خاضعة خضوعا كبيرا للظواهر الجسديُة، وأنها على عكس ذلك تؤثر فيها تأثيرا قويا ؟ إن أرتج الأمر على الفكر البشري، فقد أرتج عليه يقينا في هذه المسألة، وقد وجد الفلاسفة أنفسهم مضطرين لإيجاد مخرج، إلى الإقرار على الأقل بوجود مسارات عضوية موازية للمسارات النفسيّة ومرتبطة بها ارتباطا يعسر تفسيره (…) وقد وجد التحليل النفسي مخرجا من هذه المصاعب إذ رفض رفضا قاطعا إن يدمج النفسي في الواعي . كلا، فليس الوعي ماهية الحياة النفسية، وإنما هو صفة من صفاتها، وهي صفة غير ثابتة، غيابُها أكثر بكثير من حضورها.

(…) ولكن يقي علينا أيضا أن ندحض اعتراضا. فرغم ما ذكرناه من أمور يزعم فريق من الناس أنه لا بجدر بنا أن نعدل عن الرأي القائل بالتماهي بين النفسي والواعي، إذ أن المسارات النفسيّة الني تسمى لا واعية قد لا تكون سوى مسارات عضوية موازية للمسارات النفسية. ومن ثمّ فكأنّ القضية التي نروم حلها لم تعد إلا مسألة تعريف لا طائل تحتها (…) فهل من باب الصدفة المحض أننا لم نصل إلى إعطاء الحياة النفسية نظرية جامعة متماسكة إلا بعد أن غيّرنا تعريفها ؟

وفوق هذا علينا أن نتجنّب الاعتقاد بأن التحليل النفسي هو الذي جدد نظرية الحياة النفسية هذه .(…) فقد كان مفهوم اللاشعور يطرق منذ أمد طويل باب علم النفس، وكانت الفلسفة كما كان الأدب يغازلانه، ولكن العلم لم يكن يعرف كيف يستخدمه. لقد تبنى التحليل النفسي هذه الفكرة، وأولاها كل عنايته وأفعمها بمضمون جديد. ولقد عثرت البحوث التحليليّة النفسيّة على خصائص للحياة النفسيّة اللاواعية لم تكن قبل ذلك متوقعة، وكشفت بعض القوانين التي تتحكم فيها. ولسنا نقصد من ذلك أن سمة الوعي قد فقدت من قيمتها في نظرنا. فما زال الوعي النور الوحيد الذي يسطع لنا ويهدينا في ظلمات الحياة النفسية. ولما كانت معرفتنا ذات طبيعة مخصوصة، فان مهمتنا العلمية في مجال علم النفس ستتمثل في ترجمة المسارات اللاواعية إلى مسارات واعية حتى نسد بذلك ثغرات إدراكنا الواعي.

فرويد
" مختصر في التحليل النفسي "

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

مهمة الأنا

ثمة قول مأثور ينصح الإنسان بألاّ يخدم سيدين في آن واحد. و الأمر أدهى وأسوأ بكثير بالنسبة إلى الأنا المسكين إذ عليه أن يخدم ثلاثة أسياد قساة، وهو يجهد نفسه للتوفيق بين مطالبهم . وهذه المطالب متناقضة دوما، وكثيرا ما يبدو التوفيق بينها مستحيلا، فلا غرابة إذن أن يخفق الأنا غالبا في مهمته . وهؤلاء المستبدون الثلاثة هم العالم الخارجي والأنا الأعلى و الهو، وحين نعاين ما يبذله الأنا من جهود ليعدل بين الثلاثة معا، أو بالأحرى ليطيعهم جميعا، لا نندم على أننا جسمنا الأنا وأقررنا له بوجود مستقل بذاته ، إنه يشعر بأنه واقع تحت الضغط من نواح ثلاث، وأنه عرضة لثلاثة أخطار متباينة يرد عليها، في حال تضايقه ، بتوليد الحصر. وبما أنه ينشأ أصلا عن تجارب الإدراك ، فهو مدعوّ إلى تمثيل مطالب العالم الخارجي ، غير أنه يحرص مع ذلك على أن يبقى خادما وفيّا للهو، وأن يقيم وإياه على تفاهم ووفاق ، وأن ينزل في نظره منزلة الموضوع ، وأن يجتذب إليه طاقته الليبيدية. وكثيرا ما يرى نفسه مضطرا ، وهو الذي يتولى تأمين الاتصال بين الهو و الواقع ، إلى التستر على الأوامر اللاّشعورية الصادرة عن الهو بتبريرات قبل شعورية وإلى التخفيف من حدة المجابهة بين الهو والواقع ، وإلى سلوك طريق الرّيــّاء

الدبلوماسي و التظاهر باعتبار الواقع ، حتى وإن أبدى الهو تعنتا وجموحا. ومن جهة أخرى، فان الأنا الأعلى القاسي ما يفتأ يراقبه ويرصد حركاته، ويفرض عليه قواعد معينة لسلوكه غير مكترث بالصعاب التي يقيمها في وجهه الهو والعالم الخارجي . وإن اتفق أن عصى الأنا أوامر الأنا الأعلى عاقبه هذا الأخير بما يفرضه عليه من مشاعر أليمة بالدونية والذنب . على هذا النحو يكافح الأنا، الواقع تحت ضغط الهو و الرازح تحت نير اضطهاد الأنا الأعلى والمصدود من قبل الواقع ، يكافح الإنجاز مهمته الاقتصادية و لإعادة الانسجام بين مختلف القوى الفاعلة فيه والمؤثرات الواقعة عليه . ومن هنا نفهم لماذا يجد الواحد منا نفسه مكرها في كثير من الأحيان على أن يهتف بينه وبين نفسه:" آه، ليست الحياة بسهلة".

فرويد
" محاضرات جديدة في التحليل النفسي "

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

منهج التحليل النفسي

بدل الإلحاح على المريض بأن يذكر شيئا عن موضوع بعينه ، أصبحت أحثه على الاستسلام ل" تداعياته الحرة "، أي ذكر كل ما يخطر بذهنه حين يمتنع عن متابعة أي تمثل واع وكان لا بد مع ذلك أن يلتزم المريض بذكر كل ما كان يمده به إدراكه الباطني ، وبعدم الانسياق وراء الاعتراضات النقدية التي تريده على استبعاد بعض الخواطر بحجة أنها ليست هامة بالقدر الكافي أو أنه لا حاجة إلى مثولها أو كذلك بحجة أنه لا معنى لها إطلاقا، ولا حاجة إلى الإلحاح في التذكير صراحة بمطلب الصدق ، إذ هو شرط العلاج التحليلي .

قد يبدو عجيبا أن تكون طريقة التداعي الحر هذه ، المقترنة بتطبيق القاعدة الأساسية في التحليل النفسي ، قادرة على أن تحقق ما ينّتظر منها، أي على أن ترجع إلى الوعي القوى المكبوتة والباقية في حالة الكبت بفعل المقاومات . ومع ذلك ، لا بد من اعتبار أن التداعي الحر ليس في حقيقة الأمر حرا، فالمريض يبقى تحت تأثير الوضع التحليلي ، حتى عندما لا يوجه نشاطه الذهني نحو موضوع معيّن . ويحق لنا أن نفترض أنه ما من شيء يعرض للمريض إلا وله صلة بهذا الوضع ، وتظهر مقاومته ضد عودة المكبوت على نحوين . تظهر أولا في تلك الاعتراضات النقدية التي تتصدى لها القاعدة الأساسية في التحليل النفسي ، ولا يتغلب على هذه العوائق بفضل مراعاة هذه القاعدة إلا وتجد المقاومة عندئذ تعبيرة أخرى، فتمنع المكبوت من أن يخطر أبدا ببال المحلل ، ولكن يحل مكانه ، على سبيل التلميح ، شيء له صلة بالمكبوت ، وكلما عظمت المقاومة، بعدت الشقة بين الفكرة البديلة القابلة للتبليغ و بين ما نبحث عنه بالذات. فالمحلل النفسي الذي يصغي في هدوء و تأمل ، دون إجهاد، والذي له من الخبرة ما يعده للآتي ، يستطيع أن يستخدم المعطيات التي كشف عنها المريض، وذلك في إحدى وجهتين ممكنتين : فإما أن يستدل من التلميحات على المكبوت إن كانت المقاومة ضعيفة؛ أما إن كانت المقاومة اشد: فإنه يقدر على تبيّن نوعها عبر التداعيات التي تبدو متباعدة عن الموضوع ، وإذ ذاك يفسر تلك المقاومة للمريض. إلا أن الكشف عن المقاومة هو الخطوة الأولى في سبيل التغلب عليها، وهكذا، وفي إطار العمل التحليلي ، هنالك تقنية في التأويل لا بد للنجاح في استخدامها من فطنة ومران ، ومع ذلك ليس من العسير اكتساب هذه التقنية، إن طريقة التداعي الحر لها من المزايا الهامة ما تفضل به على الطريقة التي سبقتها، ولا تقتصر على مزية الاقتصاد في الجهد، فهي تتجنب كل ضغط على المريض ، بأكثر قدر ممكن ، ولا تفقد أبدا الصلة بالواقع الحاضر، وتوفر إذن أكبر الضمانات لكي لا يفلت أي عامل يدخل في بنية العصاب ولا يقحم فيها ( المحلل ) أي شيء من انتظاراته الخاصة. وباستخدام هذه الطريقة، نرجع بالأساس إلى المريض لتحديد سير التحليل وتنظيم المعطيات ، الأمر الذي يجعل من المستحيل في التحليل الاهتمام بشكل منظم ومطرد بكل واحد من الأعراض والعقد المعزولة. وعلى العكس تماما مما يجري قي الطرق التنويمية و" التحضيضية "، فإننا نكتشف مختلف القطع المكوّنة للمجموعات في أوقات وأمكنة مختلفة أثناء العلاج .

فرويد

" حياتي و التحليل النفسي "

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

المحتوى الظّاهر للحلم ومحتواه الكامن

إن الأحلام كلها غير غريبة عن الحالم ، ولا هي مفهومة لديه ولا واضحة. فلو انكببتم على النظر في أحلام الأطفال الصغار – منذ أن يبلغوا من العمر عاما ونصف العام – لوجدتموها بسيطة جدا، سهلة التفسير، فالطفل الصغير يحلم دائما بتحقيق رغبات أنشأها في نفسه اليوم السابق دون إشباعها. ولا نحتاج إلى كبير تخمين لنتوصل إلى هذا الحلّ البسيط ، بل يكفي أن نعلم ما مر بالطفل في اليوم السابق .

[ وقد يعترض بعضهم فيقول :] إن أحلام الكهول لا تفهم في الغالب ولا تشبه إلا قليلا تحقيق الرغبة. فنجيب : ذلك أنها تغيرت ملامحها وتنكرت . والفرق في أن منشأها النفسي مختلف شديد الاختلاف عن الصورة التي تبدو عليها. ولهذا وجب أن نميز بين أمرين : الحلم كما يبدو لنا وكما نستحضره في الصباح غامضا إلى حد أننا نجد غالبا بعض العناء في روايته وترجمته إلى كلمات . وهذا ما سنسميه المحتوى الظاهر للحلم ، هذا من جهة، ثم إن لنا مجموعة التصورات الكامنة للحلم ، التي نفترض أنها تتحكم في الحلم في قرار اللاشعور نفسه ، من جهة أخرى. وعملية التشويه هذه هي نفسها التي تتحكم في نشأة الأعراض الهستيريّة. فتكون الأحلام ينتج إذن عن نفس التقابل الذي بقع بين القوى النفسية عند تكون الأعراض .

" المحتوى الظاهر " للحلم هو بديل محرّف من التصوّرات الكامنة للحلم ، وهذا التحريف هو من عمل " الأنا " المدافع عن نفسه . ويتولد التحريف عن عمليات مقاومة تحبر على الرغبات اللاّشعورية تحجيرا مطلقا الدخول إلى حيّز الشعور في حالة اليقظة. لكن هذه القوى – رغم أن النوم يضعفها – ما يزال لها من القدرة ما يجعلها تفرض ، على الأقل على الرغبات ، قناعا يخفيها. وليس الحالم أقدر على فك معنى أحلامه من الهستيري على التعمّق في دلالة أعراضه .

فرويد

"خمسة دروس في التحليل النفسي "

الجيريا

الجيريا

دعواتكم…..دائما ارجوها…

نشكرك على اجتهادك ، دائما موضوعاتك متميزة ، بارك الله فيكم و أعانكــــم ، وجزاكم كل خير

مشكورررررررررر

تم تعديل الصفحة..باضافة

مقولات خاصة بدرس الشعور و اللاشعور

جزاك الله خيرا

اجمل تحية ازفها اليك وشكرا …………….

الجيريا

الجيريا

السلام عليك
مشكور أخي بارك الله فيك

بارك الله فيكم و وفقكم لما يرضى لكم

الجيريا

مقدمة:
إذا كان الإنسان ذلك الكائن الحر المسؤول القادر على التحكم في سلوكه، العارف لشخصيته، وهويّته، فإنه لا تنسب إليه هذه الصفات إلاّ إذا كان يشعر بذاته الباطنية وما يحيط به. فالشعور هو تيّار متدفق لا يعرف السكون ، وإن تعدّدت درجاته في الحياة النفسية. فالإنسان يعيش في وسط طبيعي، وحياته ليست ممكنة لو كان غير قادر على التكيّف مع بيئته، وهو أمر غير ممكن في غياب الانفعالات.
فقد اختلف علماء النفس في وصفهم وتفسيرهم لهذه الظاهرة، لكنهم يتفقون جميعاً على اعتبارها حالة معقّدة تنطوي على تغيرات جسدية ذات طابع واسع النِّطاق في النفس، والنَّبض وإفراز الغدد، ومن الجانب العقلي فالانفعال هو حالة من حالات التهيُّج، أو الاضطراب، تتميّز بشعور قوي، وتؤلِّف في العادة دافعاً نحو شكل محدّد من أشكال السلوك وأنماطــــه. وهذا ما حاولنا الوقوف عنده والخوض في أغواره، والكشف عن خباياه. وفي كل هذا الذي كان نقوله كان سؤال يختمر ويلحُّ على الصدور ألا وهو: ما هو الشعـــــــور وما خصائـــصه ؟ وما درجاته؟ وهذه الإشكالية دفعتنا إلى تقسيم بحثنا إلى:
مقدمة: كانت عبارة عن لمحة عن الموضوع.
ثم قسمنا البحث إلى فصلين، الفصل الأول: عنوناه:
"الشعور مصطلحاً وماهية " ،تناولنا فيه:
المبحث الأول: تعريف الشعـــــــــــــــور.
المبحث الثاني:صور الشعور
المبحث الثالث: أنواع الشعـــــــــــــــــور.
المبحث الرابع: رؤية علماء النفس للشعور
ثم الفصل الأول تناولنا فيه:
المبحث الأول: علاقة الشعور بالإدراك
المبحث الثاني: أنواع الشعور
المبحث الثالث: صفات الشعــــــــــور
المبحث الرابع: خصائص الشعــــــــــــور.
المبحث الخامس: درجات الشعـــــــــــــــور.
ثم ختمنا بحثنا هذا بخاتمة تضمنت جملة من النّتائــــــــــــــج.

تعريـف الشعــــور:
المفهوم العامي: كثيرا ما نستعمل كلمة الشعور مرادفة للإحساس، كأن يُقال شعرت بالجوع أو أحسست بالجوع، كما تستعمل للتعبير عن الحالات النفسية الباطنية كالشعور بالفرح.
اصطلاحا: فالشعور هو الوعي أي الحدس أو الاطلاع المباشر دون وسائط على الحياة النفسية الباطنية، غذن فهو معرفة الذات لذاتها ولأحوالها النفسية المتغيرة، حيث لالاند " الشعور بمثابة الحدس أو الاطلاع المباشر دون وسائط على الحياة النفسية الباطنية"
صور الشعور:
و يعرف علماء النفس الشعور على أنه الحدس النفسي الذي نطلع به على حالاتنا الداخلية، وأشار هاملتون إلى أن الشعور هو معرفة النفس بأفعالها وانفعالاتها.
فالشعور إذن معرفة مباشرة أو حدس نفسي يكشف به الإنسان بطريقة مباشرة لما يجري في نفسه من عمليات عقلية كالأفكار والذكريات والعواطف ويدرك عن إثره ألوانا وأشكالا وموجودات والذكريات الخارجية، وللشعور عدة صور نذكر منها ما يلي:
الصورة التلقائية: من المعلوم فإن الحالات النفسية تظهر في الشعور التلقائي بشكلها الطبيعي المجرد من الفعل التأملي فالخوف والغضب والإطلاعات الناشئة مباشرة عن الحواس، والانفعالات الخالية من التفكير والتأمل هي من مظاهر الشعور التلقائي، وهي ظواهر متصلة خالية من الوضوح يشترك فيها الحيوان والطفل والراشد.
الصورة التأملية: في هذا الصدد نقول إن الإنسان إذا راجع نفسه وتأمل ما تنطوي عليه من مشاعر مبهمة ورغبات غامضة، وإذا أمعن النظر فيها حتى تصبح صورها بينة وحقائقها واضحة شبيهة بصور العالم الخارجي كان شعوره هذا شعورا تأمليا، وبهذا المعنى يكون الاستدلال والتفكير وسائر الأحوال الداخلية التي يصاحبها انتباه إرادي هي من حالات الشعور التأملي.
وما نستطيع قوله في هذا الصدد هو أنه يمكن لحالات الشعور التلقائي أن تكون انفعالية أو عقلية أو فاعلة، أما حالات الشعور التأملي فلا تكون إلا عقلية، وتولد الحالات الشعورية بصفة عامة في الفرد إدراكا لذاته، فإذا أحس مثلا بألم استطاع أن يفكر فيه، لكن الفكرة في حد ذاتها ليست ألما إنما هي حالة عقلية، لذلك يكون الشعور التلقائي بسيطا والتأملي مركبا لأنه رجوع إرادي إلى العقل، بل هو شعور الإنسان بنفسه الشاعرة، وهو مبني على الشعور التلقائي حيث أن نسبة الشعور التلقائي إلى التأمل كنسبة الإحساس إلى الإدراك ووظيفته في إدراك الحياة الداخلية كوظيفة الإحساس إلى إدراك العالم الخارجي والغريب أن شدة الأحوال النفسية هي معاكسة لوضوح الشعور التأملي بحيث كلما كان الألم أخف كلما كان تأمله أوضح، وكلما كان أشد وأقوى كلما كان إدراكه أظلم والسبب في ذلك هو شدة الانفعال تشوش النفس وتعكر صفو التفكير.
ولذلك كان الشعور التلقائي أكثر نموا من الشعور التأملي لدى الأطفال لأن حياتهم قد تكون عرضة للاضطرابات الشديدة وللانفعالات المفاجئة، وهم لا يستطيعون التروي في أحكامهم ولا التبصر في أعمالهم، وكلما ارتقى الفرد إلى درجة أعلى كلما كان أكثر شدة في التحكم على تهيجاته، فيسيطر على شهواته ويهذب ذوقه وتستقيم أفكاره ومشاعره.
رؤية علماء النفس للشعور
يرى علماء النفس أن الشعور متعدد الأبعاد، وقد قسمه أرنست هلجارد Ernest Hilgard إلى قسمين: أحدهما جوانب فعالة active، وأخرى مستقبلة receptive. فعمليات التخطيط والتدريب والتعليم وممارسة نوع من الرقابة على السلوك تدخل في قسم الوظائف النشطة أو الفعالة، أما عمليات الاستقبال فتشمل التنبيه الخارجي من خلال الحواس، والداخلي من خلال الأفكار والأحاسيس الحشوية وعمليات الإدراك الأخرى.
ويرجع الفضل لعالم النفس الألماني فلهلم فونت W.Wundt في تأسيس أول مخبر لعلم النفس لدراسة العمليات الأولية للشعور.
كما اهتم وليم جيمس W.James اهتماماً شديداً بعمليات العقل البشري.
ومع ظهور المدرسة السلوكية أهملت دراسة الشعور بحجة أنه لا يمكن قياسه ودراسته بطريقة موضوعية، إلاّ أن هذه النظرة قد تبدلت منذ عام 1950، وبدأ العلماء بدراسة أنشطة الشعور كالذاكرة والتفكير واللغة والأنشطة الإدراكية الأخرى.
وكما حدده فرويد فهو منطقة الوعي الكامل والاتصال بالعالم الخارجي,وهو الجزء السطحي فقط من الجهاز النفسي, وهو الوسيلة المباشرة لإطلاع الإنسان على ما يمر به من الحالات النفسية أي الاطلاع على وجود اللذة والتعب, وعلى سير المحاكمات العقلية, أي انه وسيلة الذات في الاطلاع على ما تنطوي عليه في حاضرها ساعة اليقظة.
مع ديكارت 1596 ـ 1650 بالذات أصبح للفظ Conscience معنى جديدا ؛ حيث أصبحت تعني منذ ذلك الحين الفهم المباشر من طرف الفكر لذاته ؛ فعندما أفكر فأنا أعرف بالضرورة أنني أفكر أيضا. كتب ديكارت : ” من خلال اسم الفكرنعرف كل ما يدور بدواخلنا بالصورة التي تجعلنا واعين بذلك ، كلما كان لنا وعي به ” (مبادئ الفلسفة ، I ، 9 ، 1645).
علاقة الشعور بالإدراك:
حتى تتبين العلاقة بين الشعور والإدراك لابد من تعريف الإدراك، فالإدراك: (عملية تأويل الإحساسات تأويلاً يزودنا بمعلومات عن عالمنا الخارجي من أشياء بالإضافة للإحساسات الحشوية التي تأتينا من أعضاء الجسم الداخلية والخارجية. كما تشمل العلامات، والعلاقات، والرموز(
وبالعودة إلى تعريف الشعور، يتضح أن الإدراك جزء من الشعور، وعلاقة الإدراك بالشعور هي علاقة الجزء بالكل. والإدراك يرتبط أكثر بالعمليات الحسية، أما الشعور فيرتبط إضافة إلى العمليات الحسية بالانفعالات الوجدانية.
وهناك اتجاهات تحاول أن تواكب ما بين ما هو نفسي وما هو شعوري، إلاّ أن الفجوات الموجودة في الشعور والتي تستعصي على الفهم أسهمت في توسيع مفهوم الحياة النفسية إلى أبعد ما هو شعوري، إلى اللاشعور.

أنواع الشعور:
1- الشعور العفوي: هو الشعور الطبيعي مجرد من كل تأمل مثل الفرح والحزن، وهي حالات نعيشها متصلة يشترك فيها الطفل والراشد، الإنسان البدائي والمتحضّر، يسيرها غالباً قانون التداعي الحر.
2- الشعور الإرادي: يحدث عندما نعود إلى أنفسنا ونتأمل بشكل قصدي إرادي فتكون الموضوعات التي نفكر فيها شبيهة بموضوعات العالم الخارجي.
3- الفرق بينهما: الشعور العفوي هو حالات انفعالية أما الإرادي فهو حالات عقلية تأملية والعلاقة بينهما كعلاقة الإحساس بالإدراك ، فالشعور القصدي يقوم على الشعور العفوي لا يمكن الفصل بينهما .
صفات الشعور:
وصف وليام جيمس وهنري برغسون الشعور بأنه أشبه شيء بسيال دائم الحركة مثل الشعور الذي تنطوي عليه النفس كالغيوم الدائمة الحركة، والإنسان إن حاول أن يحافظ على السكون والثبات فإن نفسه لا تثبت على حال واحدة بل تتغير على الدوام لأن بقاء الفكر على حال واحدة هو بطلان الفكر، ووقوف النفس عن التغير هو فقدان النفس، فكيف يستطيع أن يبقى على حال واحدة وهو في كل لحظة يتغير وينتقل من شيء إلى أخر، من حالة إلى أخرى من الظلمة إلى النور، ومن النوم إلى اليقظة، ومن الحزن إلى الفرح وهنا يقول وليام جيمس: كثيرا ما ننتقل من إحساس سمعي، ومن حكم إلى عزم، ومن ذكرى إلى أمل، ومن حب إلى بغض … ويختلف إدراكنا للأشياء بحسب ما نكون أيقاظا أو نعاسا جياعا أو شبعا، في الراحة أو في التعب فيتبدل شعورنا بالأشياء بين عشية وضحاها، أو بين الصيف والشتاء أو بين الطفولة والشباب …
ليست الحياة النفسية مركبة من أجزاء متجزئة، ولا هي سلسلة منظمة من حالات جزئية ملتصقة بعضها ببعض، وإنما هي كتلة روحانية لا نستطيع أن نتبين أطرافها ولا نطلع على أجزائها بوضوح تام، وقد تزداد هذه الحياة وضوحا أين يكتشف فيها الباحث عددا لا متناهيا من الأشكال، غير أنها تكون مشتبكة ويتقدم فيها الحسي المركب على البسيط المجرد، وهذا يدعو إلى تغيير الحياة النفسية من حال إلى حال ولولا تغيرها واختلافها لكانت حياتنا ومشاعرنا مبهمة غامضة، فنحن لا ندرك قيمة الصحة، بل لا نشعر بها إلا عند أو بعد المرض، ولا نعرف طعم اللذة إلا بعد الألم … فجميع مشاعرنا خاضعة لقانون النسبية، ولو بقيت الإحساسات على نمط واحد لضعف الشعور بها لأن الحركة شرط من شروط الحياة، فبقاء الإحساس على حال واحدة داع إلى الركود وانقلابه إلى عادة والعادة تخفف من الشعور …
طبيعة الشعور: تساءل الكثير من الفلاسفة والباحثين عن حقيقة الشعور، وكانت أسئلتهم المطروحة، هل الشعور قوة مفارقة للظواهر النفسية أم هو صورة ملازمة لها؟ وهل الشعور مستقل عن الظواهر النفسية؟
وما نستطيع قوله في هذا الصدد هو ليس بجديد، ذلك لأن الشعور لا يكون قوة مستقلة عن الظواهر النفسية، وإنما هو الذي يعبر عنها على الدوام، فنحن نتكلم ونفكر ونرغب ونريد ونشعر في الوقت ذاته بهذا التفكير وبتلك الرغبة والإرادة، وقد قال ستيوارت ميل: ليس الشعور والإحساس شيئين مختلفين وإنما هما اسمان لشيء واحد فإذا استخدمنا كلمة شعور بدلا من كلمة إحساس فلن نزيد على كلمة إحساس أي شيء آخر، وكذلك إذا فكرنا أو شعرنا بأننا نفكر فإن الأمرين شيء واحد.
وذهب القول ببعض الباحثين إلى أن الشعور ليس قوة مفارقة للظواهر النفسية حيث قال أحدهم: إن ألامنا ومخاوفنا وكل إحساساتنا وانفعالاتنا وأفكارنا تجري أمام الشعور كما تجري مياه النهر أمام عيني المشاهد الواقف على شاطئ، لكن كيف يختلف الرائي عن المرئي، فيقول: إنهما إذا اختلفا في إدراك العالم الخارجي، فإنهما لا يختلفان في إدراك الشعور لأنه لا فرق بين حدوث الرغبة والشعور بها ولو كان الأمر عكس ذلك، أي لو كان الشعور مفارقا للظواهر النفسية لما اتصلا أبدا ولكانت العين التي ترى مختلفة عن الشيء المرئي، وقال أرسطو منذ القدم: إذا سلمنا بوجود حاسة ثانية تحس بها الأولى لزم عن ذلك الذهاب إلى اللانهائية أو الوصول إلى حاسة تدرك نفسها بنفسها، فلماذا لا نسلم إذن بوجود هذه الخاصة للحاسة الأولى.
ويتضح من ذلك أن الشعور ملابس للظواهر النفسية، وهي صورة من صورها وصفة من صفاتها ولولاه لما أمكن الإطلاع على ما تنوي عليه النفس، وفي هذا الصدد قال دافيد هيوم: أما أنا فإني كلما دخلت إلى أعماق نفسي كاشفة عن إدراك جزئي واحد أو عن غيره من الإدراكات كإدراك الحرارة والبرودة والنور والظلمة والحب والبغضاء والألم واللذة، فلا أستطيع أن أكشف عما في نفسي إلا بالإدراك ولا أستطيع أن أشاهد شيئا فيها غير الإدراك.
وعليه نقول إن عدم إدراك الشيء لا يدل على فقدانه، فهل يمكن تشبيه الحدسيات النفسية بالحدسيات الحسية الخارجية؟ وكيف يمكن أن يستمر بقاء الظواهر النفسية إذا زال الشعور بها؟ وهذا ما سوف نتناوله في نظرية اللاشعور.
خصائص الشعور:
من المفاهيم السابقة نكتشف أن الشعور يتصف بالخصائص التالية .
1- الشعور الإنساني: أي أن الشعور ظاهرة إنسانية يعطي للإنسان إنسانيته ، فالحيوان يحس بالألم لكنه لا يشعر بالألم.
2- التغيُّر: ديناميكية وعدم ثباته، الانتقال من الشعور بالارتياح إلى لاشعور بعدم الارتياح والفرح والحزن.
3- الشعور ذاتي: كل خبرة شعورية تعبِّر عن حالة الفرد ذاته إذ لكل فرد إدراكاته وانفعالاته وعواطفه.
4- الشعور حدسي: أي أنه معرفة مباشرة دون اللجوء إلى وسائط فالفرح لا يحتاج إلى شهادة من احد تثبت فرحه.
5- الشعور تيار مستمر: ومتصل ودائم ومتغير: وهذا يعني أن الشعور النفسي تيار لا ينقطع .لقد أشار برغسون إلى هذه الخاصية ووصف الشعور بأنه ديمومة متجدّدة ، كما يتصف بالتغيّر من حيث الموضوع أو من حيث الشدة.
6- الشعور انتقاء واصطفاء: إذا كانت ساحة الشعور ضيقة لا تستوعب كل الأحوال الشعورية دفعة واحدة فهذا يعني أن الإنسان ينتقي منها ما يهمه في الحياة اليومية.
درجات الشعور:
يذهب بنا الحديث في أوله إلى أن المشاعر تستيقظ في الانتباه الشديد، وتخبو في حالة الذهول كأن الانتباه نور والذهول ظلام، فالنور المنبثق من الشعور يختلف باختلاف اللحظات، فتارة يكون واضحا وتارة أخرى يكون مظلما، والإنسان لا ينتقل من حالة إلى أخرى إلا إذا مر بجميع الأحوال، وقد سمى ليبنتز هذا القانون بقانون الاتصال الطبيعي، والانتقال الفجائي من ضد إلى آخر مخالف للعقل، فكما أنه ليس بإمكان درجة الحرارة أن تهبط من 100 إلى 50% إلا إذا مرت بجميع درجات المتوسطة، كذلك ليس بإمكان النفس أن تنتقل من إدراك ضعيف إلى إدراك شديد إلا بالتدرج، لأن كل إدراك هو مجموعة إدراكات جزئية، ومن العواطف ما هو شديد، ومنها ما هو ضعيف، ومن الأفكار ما هو واضح، ومنها ما هو غامض، وعليه شبه بعض العلماء الشعور بأشعة النور المنعكسة على سطح مظلم بحيث يكون هناك مركز واضح وأطراف غامضة، وهناك ظل وشبه ظل ونور وكلما قرب الشيء من مركز الشعور المنير ازداد وضوحه وكلما ابتعد عنه خف نورة حتى إذا انتقل إلى الظل صار ظلاما قاتما.
لذلك قال أحد علماء النفس: إن للشعور طبقات مختلفة، فبينما أنا أفكر في حل مسألة أجد نفسي أسمع دقات الساعة، وأرى حولي كثير من الأشياء المألوفة، كمنضدتي وأدواتي، فأكاد لا أشعر بها، كأنما أنا في حلم … إن هذه الأشياء المألوفة لا توجد إلا في الطبقة الثانية من الشعور، كأنما هي في ظل عليها إلا الحاد الذهن والمرهف الإحساس …الخ.
– الشعور التأملي وهو التركيز العميق نحو الموضوع
– الشعور الهامشمي : يكون جزئياً.
– ما تحت الشعور: أقل من هامش الشعور وقريب من اللاشعور
– الشعور الإرادي ( القصدي) ويتصف بالتركيبة ،ويقوم على التأمل العميق .

خاتمة:
– ﻟﻠﺸﻌﻭﺭ ﻋﺩﺓ ﻤﻅﺎﻫﺭ ، ﺃﻫﻤﻬﺎ:
– ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ – ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﺴﻲ – ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ – ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﻙ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ، ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻴﻪ .
– ﻨﻼﺤﻅ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﻟﻠﺸﻌﻭﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ، ﻭﻜل ﻤﺎ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﻫﻭ ﻋﺩﺓ
ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺘﻘﺭﻴﺒﻴﺔ، ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ، ﻭﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل، ﻓﺈﻥ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ، ﻭﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻭﺤﺩ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻲ، ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻱ ﻴﺼﺒﺢ ﻋﻠﻤﻴﺎ، ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺘﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ، – ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻤﻨﻪ، ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺼﻔﻪ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﺒل ﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ، ﻻ ﻴﺯﺍل ﻤﺤﺎﻓﻅﺎ – ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ- ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻌﻠﻡ، ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺘﺤﺴﻡ ﻜل ﺸﻲﺀ، ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ، ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺭﺓ، ﺇﻥ ﻫﻭ ﻟﻡ ﻴﻘﺘﻨﻊ. ﺇﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻤﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ، ﻟﺘﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ، ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ، ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ، ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻅﻭﺍﻫﺭﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺍﻫﺘﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ، ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ، ﻓﻴﺯﻭل ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻭﺘﻨﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ، ﻭﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﻁﻔﺭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ، ﻷﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺨﻀﺎﻉ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻪ ﺃﺜﺒﺕ ﻋﺩﻡ ﺠﺩﻭﺍﻩ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻭﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺩﻴل، ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩ.

قائمة المصادر والمراجـع:
– مرزوق أسعد: موسوعة علم النفس، المؤسسة العربية .
– حسين فايد: دراسات في الصحة النفسية، الاسكندرية، مركز الكتاب الجامعي.
– حلمي المليجي:علم النفس المعاصر، الاسكندرية، دار المعرفة الجامعية.
– محمد بنب يونس، مبادئ علم النفس
– علم النفس التربوي https://educpsycho.blogspot.com/ ، مدونة تهتم بعلم النفس والتربية التعاريف والنظريات
– موقع الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد onefd
– ليبين فاليري، مذهب التحليل النفسي وفلسفة الفرويدية الجديدة ـ (دار الفارابي 1981)
ـ فينخيل (أوتو)، نظرية التحليل النفسي في العصاب، ترجمة صلاح مخيمر وعبده رزق (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1969)

ما شاء الله بوركت الجهود

شكرا على هذه المعلومات القيمة

طلب مقاله فلسفيه عن اللاشعور عند ((). 2024.

السلام عليكم أخواني الكرام

أنا أريد مقاله فلسفية عن اللاشعور عند((فرويد)) ….وهذه المقالة ليست جداليه أو استقصاء بالوضع هي عباره عن —مقدمه –عرض– خاتمه–

أرجوا ان تلبوا طلبي هذا لإن سوف نعطيها الى الاستاذ لإن سوفتكون هي الفرص الاخير …..وشكراااا

مقالة في الشعور واللاشعور 2024.

السلام عليكم ورحمة الله
أخواني الطلبة أقدم لكم مقالة فلسفية في الشعور واللاشعور لشعبة آداب وفلسفة مقالة جاهزة

ارجو منكم الدعاء لوالدي

المقالة من هنا

شكراااااااااااااااااااااااااااااا

مقالة موسعة جدا حول الشعور و اللاشعور 2024.

ااااااااااااااااااااااااااااااا

ببببببببببببببببببب

اااااااااااااااااااااااااااا

تتتتتتتتتت

شكراااااااااااااااااااااااا لك استاد بارك الله فيك

[b]شكرا لك يااستاذنا العزيز على هذه المقالة القيمة اريد مقالة موسعة حول معايير الحقيقة من فضلك[/b

المقالة موضوعة على دفعات لان تدفق الانترنات بطيئ جدا لدي

شكرا أستاذ و بارك الله فيك مقالة قيمة جدا, إذا أمكن مقالة موسعة عن معايير الحقيقة أستاذ.

شكرا استاذنا على المقالة..
بصح طويلة بزاف
.نقدر ننقص منها وفي نفس الوقت نضمن نقطة مليحة

شكرا أستاذ و بارك الله فيك مقالة قيمة جدا, إذا أمكن مقالة موسعة عن النسيان

شكرا استاذنا على المقالة

استاد شكرا على الجهود بصح طويلةة ومقدرتلهاش

بارك الله فيك استاذ راح نسقسيك
اذا جاء السؤال كالتالي هل أساس الحياة النفسية هو الشعور او هل الشعور كافي لمعرفة حياتنا النفسية المقدمة كيفاش تكون نهدروا غير على الشعور ولا ندخلو اللاشعور
وأريد مقدمةحول ان فرضية اللاشعور كافية لحياتنا النفسية أرجوك أستاذ جاوبني بسرعة انا حائرة

مشكووووووووووووووووووووور الاخ
كم نقطتهاا ؟
وهل هي كاملة بكل اسئلة درس الشعور والاشعوور ؟

مقالة النسيان
مقالة فلسفية حول النسيان
مقدمة:إذا كانت الذاكرة من حيث وظيفتها تعمل على حفظ الماضي واسترجاعه عند الحاجة فإنها لا تقوى في بعض الحالات على استدعاء جزء من هذا الماضي بالرغم من الجهد المبذول لاستحضاره وهذا يعني أن الذاكرة مرتبطة بالنسيان الذي يعرف بأنه الفقدان المؤقت أو الكلي أو الدائم للذكريات ومن هذه المقدمة نتساءل كيف يمكن التوفيق بين وظيفتين متناقضتين إحداهما تبني وتفيد والأخرى تدمر ؟ أو بعبارة أخرىمتي يكون النسيان حقا مناقضا للذاكرة ومتى يكون شرطا لها ؟.
الموقف 1/إن النسيان ظاهرة سلبية تعيق وظيفة التذكر فهو يحدث بسبب التلاشي الذي يصيب بعض ذكرياتنا التي تصبح مفككة فننسى بعض أقسامها وقد تتلاشي ذكرياتنا ويصيبهاالنسيان بسبب الزمن،فالنسيان حسب قانون بيبرون يتناسب طردا مع لوغاريتم الزمن أي أن الذكريات كلماتقادمت في الماضي كلما كان ذلك أدعى إلىالنسيان لذلك قيل أنالذكريات شبيهة بالطلاء على الجدران فيكون براقا في أول الأمر لكنه مع الزمن يصيرحائلا ويترتب على ذلك أن النسيان يحول دونالتلاؤم مع المواقف الراهنة وأبرز ما تتجلى فيه الوظيفة السلبية مظاهر الفشل والإخفاق في الامتحانات كعجز التلميذ عن الإجابة أثناء الامتحان بالرغم من جهده لتذكرالمعلومات، كما أن النسيان يبدو فيمجال اكتساب المعرفة والتحصيل العلمي عائقا خطيرا و ما يبرر هذه الخطورة رأي بعض علماء التربية القائلين بأننا ننسى أكثر مما نتعلم لذلك كانت الذاكرة القوية نعمة لصاحبها { آفة العلم النسيان} ويقول أفلاطون Platon كذلك: ( المعرفة تذكر و الجهل نسيان )، هذا ويبدوالنسيان مناقض اللذاكرة إذا نحن نظرنا إليه كظاهرة مرضية ومن هذه الأمراض نذكر فقدان الذاكرة ويعني اضمحلال الذكريات التي قد تكون جزئيا أو مؤقتا أو كليا أو دائما وأيضا انحراف الذاكرة وهو مرض الذاكرة الكاذبة هو فساد العرفان أي الخبرات المشوهة فلاا يعلم صاحبها أنها كذلك وأيضا فرط الذاكرة وهي قوة استدعاء الذكريات بتفاصيلها ويعرف أيضا بعرض تضخم الذاكرة والنسيان المرضي يصيب الذاكرة ويقضى على حياتنا السوية فهو يلحق بالشخص أضرارا خطيرة تمس شعوره وشخصيته ويعرض طبيب الأعصاب الفرنسي جون دولاي Jean Delay 1987-1907 حالة شخص عمره 59 سنة مصاب بداء الكحول يملك ذكريات دقيقة عن ماضيه البعيد فيتحدث عن عمله في الجيش أثناءالحرب العالمية الأولى ويصف جميع الحوادث دون تحريف يذكر غير أنه منذ سنة تقريبا لايستطيع الاحتفاظ بذكريات الحوادث التي يمر بها فلا يتعرف في المستشفى الذي يوجد فيه و لاعلى غرفته ولا حتى على سريره وحتى طريقه الذي يمر فيه ينساه ويبدو وكأن وظيفة التذكر قد توقفت عن نشاطها ابتداء من فترة معينة كما يقدم لنا عالم النفس الفرنسي بيار جاني Pierre Janet 1947-1859 مثالا عن فقدان القدرة على استحضار الذكريات وهو نوع من أمراض الأمينيزيا في قصة فتاة كانت تعالج أمها المريضة غير أن والدتها ماتت وهي تعالج فأصيبت الفتاة بصدمة نتج عنها إضطربات مختلفة كفقدان القدرة على تذكر الحادث بحيث انشطرت حالتها النفسية إلى قسمين تارة تنسي كل ما يتعلق بوالدتها وتارة أخرى تتذكر كل شيء .
نقد1/لكن لما ينظر إلى النسيان على أنه وظيفة سلبية ؟ وعلى أنه عجز وفشل ؟ في حين أنه ليس مناقضا من الناحية النفسية للذاكرة وليس أيضا ظاهرة سلبية إن فقدان الآثار والأشياء الماضية بصورة تدريجية ظاهرة طبيعية ثم إننا من الناحية العلمية والنفسية نتذكر ما يفيدنا وينفعنا وماله قيمة بالنسبة لنا لأن التذكر معناه القيام بعملية اختيار حسب اهتماماتنا ومقتضياتنا فلو كانت الذاكرة قوة مطلقة و متماسكة تماما لتعذر عليها التفكير و لتعبت الخلايا العصبية و لأصبحت غير قادرة على تخزين المعلومات الجديدة .
الموقف 2/يرى فرويد Freud 1939-1856 بهذا الصدد أننا ننسي بعض الحالات الماضية قصدا وهذه الحالات التي ننساها إراديا إنما هي الأحداث المؤلمة في ساحة الشعور فنطردها إلىاللاشعور؛ فالنسيان هو النفور من تذكر بعض الأشياء التي تثير في نفوسنا انفعالا مؤلما؛ إننا ننسى اسم الشخص الذي لا نحبه و ننسى مكان الشيء الذي نريد أن نضيعه، وإذا نحن نظرنا إلى ما يؤديه النسيان من خدمات للذاكرة والإنسان بصفة عامة وجدناها كثيرة فلولاالنسيان لما تقدمنافي تحصيل المعرفة خطوة واحدة فهو يسمح لنا باكتساب خبرات جديدة إذ يساعد الفرد على إبعاد بعض المعلومات التي ليس لها أي معنى والاهتمام بالمعلومات المفيدة التي نحتاجها في الوقت المناسب فلو كانت الذاكرة تملأ نفسها بكل شيء بحيث لا تغيب عنها دقائق الأشياء الماضية لأفتقد الفكر مرونته و لاستحال أن يستقيم ويسير على مجراه الطبيعي فمن شروط العقل السليم الإعراض مؤقتا عن التفاصيل الثانوية ووقوفه على الأهم لأن التفكير يوجب الاختصار و الاقتصار على الأهم و البسيط فيجب أن يزول عن الذهن شيء و يبقى فيه شيء،ويترتب على هذا أن النسيان هو الوسيلةالنفسية التي يستخدمها الشخص للتوافق مع الشروط الراهنة التي تمس علاقته بالغير وحتى مع ذاته فإذا بقي الإنسان مثلا يتذكر دوما موت قريب له فحتما لن يعيش في توافق معذاته ومع المجتمع فالنسيان رحمة بين الأفراد وكذلك بين الأمم إذ يمحى أثار الحقدومواطن الآلام بين الحكام والملوك وفي هذا المعنى يصرح ريبو Ribot فيقول {النسيان ليس مرضا من أمراض الذاكرة وإنما هو شرط من شروط سلامتها وبقائها} ويقول الكاتب وعالم الأحياء الفرنسي جون روستان Jean Rostand1977-1894: ( اليوم السعيد هو اليوم الذي يبقى فيه الماضي ساكنا ) وهنا يتبين أن الذاكرة لا تستطيع القيام بوظيفتها بعيدا عن النسيان لأن الذاكرةالسليمة ليست الذاكرة المشبعة بالذكريات الكثيرة دون انتقاء أو نسيان جزء منها وإنما {خير للذاكرة أن تكون ملكة نساءة}إننا لا نفرح إلا بفضل نسيان الأمور السلبية وتذكر الأمورالإيجابية، وقد أكدت الدراسات أن النسيان يفتح المجال للانتباه والاهتمام اللذان لولاهما لما قطعنا خطوة واحدة إلى الاهتمام بحياتناالعلمية والعملية .
نقد2/ رغم ذلك فإن النسيان لا يجوز بوجه أو بآخر اعتباره وظيفة إيجابية دائمة إذ يعاني الكثير من النسيان خاصة حين نكون بحاجة ماسة إلى بعض الخبرات فتخوننا الذاكرة ويكون النسيان عدوا لصاحبه، فالناس يصفون ذاكرتهم بالخيانة عندما لا تسعفهم في الوقت المناسب بما يريدون تذكره مثال ذلك مرض الزهايمر Alzheimer’s و أهم أعراضه فقدان الذاكرة، مثل صعوبة التذكر وعدم القدرة على اكتساب معلومات جديدة.
التركيب: إن النسيان ليس حالة إيجابية دائما للتكيف مع العالم الخارجي وتجاوز الأمور الثانوية الغير مهمة؛ بل قد يكون سلبيا ومعيقا لصاحبه متى كان مرضيا.
الموقف الشخصي: لكنني أرى أن النسيان حالة عادية وليس مرضا وما يبرر ذلك موقف عالم النفس الفرنسي "هنري برغسونHenri Bergson 1941-1859 " الذي اعتبر النسيان حالة طبيعية يعيشها الفرد إذ لا يتذكر من الماضي إلا ما كانت له علاقة بالواقع الذي يعيش فيه , فالإنسان لا يلتفت إلى الماضي إلا لحاجته للتكيف , إذ حاول برغسون إثبات أن الحوادث السابقة لا تمحى , وأن الذكريات المنسية لا تتلف أبدا إضافة الى أن للنسيان فائدة كبيرة في تجاوز الذكريات الحزينة ولهذا يقول الكاتب الفرنسي شامفور :Chamfort 1740-1794( يجب أن نعيش حياتنا يوما بيوم و ننسى كثيرا ).
الخاتمة:وفي الأخير نقول أن النسيان المرضي مهما كانت أسبابه وطبيعته يعتبر ظاهرة سلبية معيقة لنشاط الفرد وفاعليته وهو على النقيض من النسيان الطبيعي العادي الذي تقتضيه الحياة اليومية وما يتخللها من أعمال ومشاكل لأننا لا نستطيع أننتعلم شيئا جديدا إلا إذا نسينا مؤقتا تجاربنا وذكرياتنا الماضية ولولا هذا النوع من النسيان لما أستطاع الإنسان أن يتكيف مع المواقف الجديدة أو الطارئة يقول الباحث الفرنسي المعاصر جورج غوسدورف Georges Gusdorf في كتابه الذاكرة والشخص: ( النسيان شرط لاستمرار الوجود )

ممكن مقالة موسعة عن الشعور واللاشعور 2024.

من فضلكم اريد مقالة عن الشعور واللاشعور

:هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟ جدلية .
I – طرح المشكلة :ان التعقيد الذي تتميز به الحياة النفسية ، جعلها تحظى باهتمام علماء النفس القدامى والمعاصرون ، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من مظاهرها . فاعتقد البعض منهم ان الشعور هو الاداة الوحيدة التي تمكننا من معرفة الحياة النفسية ، فهل يمكن التسليم بهذا الرأي ؟ او بمعنى آخر : هل معرفتنا لحياتنا النفسية متوقفة على الشعور بها ؟
ii – محاولة حل المشكلة :
1-أ- عرض الاطروحة :يذهب انصارعلم النفس التقليدي من فلاسفة وعلماء ، الى الاعتقاد بأن الشعور هو أساس كل معرفة نفسية ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح على كل ما يحدث في ذاته من احوال نفسية او ما يقوم به من افعال ، فالشعور والنفس مترادفان ، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من انفسنا ، ولعل من ابرز المدافعين عن هذا الموقف الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي يرى أنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس الا الحياة الفيزيولوجية » ، وكذلك " مين دو بيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها انها معلومة دون الشعور بها » . وهـذا كله يعني ان الشعور هو اساس الحياة النفسية ، وهو الاداة الوحيدة لمعرفتها ، ولا وجود لما يسمى بـ " اللاشعور " .
1-ب- الحجة :ويعتمد انصار هذا الموقف على حجة مستمدة من " كوجيتو ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني ان الفكر دليل الوجود ، وان النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير الا اذا انعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، اما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع ان نقول عن الانسان السّوي انه يشعر ببعض الاحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرار من خصائص الشعور .
ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، فلا يمكن الجمع بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر .
وأخيرا ، لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لأننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذا يعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .
1-جـ- النقد :ولكن الملاحظة ليست دليلا على وجود الاشياء ، حيث يمكن ان نستدل على وجود الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية او التيار الكهربائي ، ورغم ذلك فاثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .
ثم ان التسليم بأن الشعورهو اساس الحياة النفسية وهو الاداة الوحيدة لمعرفتها ، معناه جعل جزء من السلوك الانساني مبهما ومجهول الاسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ السببية ، الذي هو اساس العلوم .
2-أ- عرض نقيض الاطروحة : بخلاف ما سبق ، يذهب الكثير من انصار علم النفس المعاصر ، ان الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خبايا النفس ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالانسان لا يستطيع – في جميع الاحوال – ان يعي ويدرك اسباب سلوكه . ولقد دافع عن ذلك طبيب الاعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الادلة التي تثبت وجود اللاشعور » . فالشعور ليس هـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن – عادة – الى وجوده رغم تأثيره المباشر على سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا ..
2-ب- الحجة :وما يؤكد ذلك ، أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية لكل ما يجري في حياتنا النفسية ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان نعرف الكثير من أسباب المظاهرالسلوكية كالاحلام والنسيان وهفوات اللسان وزلات الاقلام .. فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكن معرفتها بمنهج الاستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل على وجودها من خلال اثارها على السلوك . كما أثبت الطب النفسي أن الكثير من الامراض والعقد والاضطرابات النفسية يمكن علاجها بالرجوع الى الخبرات والاحداث ( كالصدمات والرغبات والغرائز .. ) المكبوتة في اللاشعور.
2جـ – النقد :لا شك ان مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن اللاشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة النفسية جعلتها حقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور الى اللاشعور ، الامر الذي يجعل الانسان اشبه بالحيوان مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتة في اللاشعور.
3- التركيب :وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، أي انها بنية مركبة من الشعور واللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها .
Iii– حل المشكلة :وهكذا يتضح ، أن الانسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا ادراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه الا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .