أعجبتني هذه الإستشارة وحلها 2024.

السلام عليكم إطلعت على هذه الإستشارة فوجدت فيها بعض الفائدة لنا فقررت عرضها على الإخوة عسى أن نستفيد منها جميعا…… للأمانة منقولة

السؤال

أُعاني من عدم القبول من طرف الآخرين، أبادلهم الحب ويبادلونني الكره، أحسن إليهم ويسيئون إلي، أتعامل مع الناس بنيةٍ صادقة ويتعاملون معي بنية ناقصة.

الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أشرت إلى أنك تعانين معاناة ظاهرة من التعامل مع الناس، فأنت تحملين النية الصالحة وتحملين المشاعر الكريمة، وتزينين ذلك أيضًا بالأعمال الفاضلة في معاملتك للآخرين وتودين من قلبك حبًّا صادقًا، ولكنك تجدين في كثير من الأحوال أن غيرك لا يعاملك بنفس ما تعاملينه به، فربما بادلت بعض صاحباتك الحب والمودة الصادقة ثم تجدين منهنَّ عدم الحب، بل ربما ظهرت تصرفات تدل على البغض أو الكره أو الحسد والغيرة وغير ذلك مما يقع بين الناس، وأيضًا فربما أحسنت إلى الناس وربما وجدت الإساءة منهم.

فهذا الذي وصفته هو أمر واقع وهذا ليس فقط مع الناس الغرباء، بل قد يقع ذلك مع أقرب المقربين، بل قد يقع مع أفراد الأسرة الواحدة، وقد يقع مع الأقرباء من الأرحام وغيرهم، والمقصود أن هذا أمر واقع بالفعل، وقد شكى بعض الصحابة هذا المعنى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم– فقال: (يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن عليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي) فهذا هو الحال الذي وصفته، بل هو عينه.
فماذا قال – صلوات الله وسلامه عليه – معلقًا على هذا الوصف من هذا الصحابي الكريم رضي الله عنه؟ قال: (لئن كنت كما قلت – إذا كان وصفك صادقًا – فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك) أخرجه مسلم في صحيحه.

فبين -صلوات الله وسلامه عليه- أن هذا الرجل الذي يحسن إلى الناس..يحسن إلى أرحامه طالما أنه على هذا الخلق فإنه سينال أمرين اثنين: فالأول أن يكون له معينٌ من الله جل وعلا، وهذا معنى قوله (ظهير) أي معين يعينك عليهم ويسددك ويجعلك الأقرب إلى الله، بل ويجعلك المنصور عليهم، فإن الله مع المحسنين وإن الله مع المتقين، وفوق ذلك فأنت بهذه المعاملة التي تقابلهم بها كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهذا تشبيه بليغ عميق لما يلحقهم من الإثم ولما يستحقونه من العقوبة عند الله جل وعلا، فهذا هو الجواب لسؤالك الكريم.

إنه أن تنظري إلى أحوال الناس ليس بنظرة واحدة ولكن بنظرة معتدلة بحيث تنزلين الناس منازلهم، فقد رُوي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – بإسناد فيه نظر أنه أمر بأن ينزل الناس منازلهم.والحديث أخرجه أبو داود في السنن.
وهذا هو جواب سؤالك الكريم، فلا تنظري إلى الناس جميعًا على أنهم سيئون، ولا تنظري أيضًا إلى جميع الناس على أنهم محسنون، ولكن انظري إليهم على أن منهم البر المحسن وأن منهم الفاجر المسيء، فهذه هي النظرة السليمة، فليس الناس سواء، فمنهم من هو صالح في دينه، صالح في خلقه، كريم في تعامله، لطيف في معشره، صادق في مودته، ومنهم من هو على النقيض من ذلك، فيكون فاسدًا في دينه، كاذبًا فيما يقوله ويدعيه من العواطف الصادقة، وقد طوى نفسه على الحقد والكراهية والبغض بل والكيد أيضًا.

فثبت بهذا أن الحل هو أن تنظري إلى الناس هذه النظرة، وهي أن تنزليهم منازلهم، فمن عرفت من صاحباتك أنها صادقةٌ في نيتها صالحةٌ في دينها ذات مودة صادقة تكنُّها لك فتحبك محبة صادقة فهذه هي الصاحبة التي تصادق وهي التي يُحرص عليها، ومن عرفت منها خلاف ذلك وظهرت عليها أمارت الغدر أو أمارات الكيد أو أمارات الحسد أو الحقد فهذه تتجنب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود في سننه.

فأمرنا -صلوات الله وسلامه عليه- أن ننظر في من نصاحب، وأن ننظر في من نرافق؛ لأن الإنسان يتأثر تأثرًا بالغًا بمن يخالطه وبمن يصاحبه.

والمقصود أن عليك أن تهدئي نفسك، وأن تنظري إلى الناس هذه النظرة العادلة وهي أن تنزليهم منازلهم، فبهذا يقر قرارك وتعلمي أن الناس ليسوا سواء، فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك، وبهذا أيضًا يحصل لك اعتدال في التعامل مع الناس، فلا يكون لديك نظرة متشائمة تجاه جميع الناس، ولا يكون أيضًا لك نظرة متفائلة تجاه جميع الناس فيصيبك منهم الضرر، بل أنزلي الناس منازلهم، ومن ظهرت منه علامات الحقد أو المعاملة السيئة أو الكذب أو الغدر أو غير ذلك فقد قال – صلوات الله وسلامه عليه-: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) متفق عليه.

فهذا هو الذي ينبغي أن تفزعي إليه، ولا تنسي أن الخير في هذه الأمة موجود إلى يوم القيامة، فبحمد الله هنالك الصالحات الطيبات الفاضلات من النساء اللاتي يمكن أن ترافقيهنَّ، وهنالك أيضًا من الرجال الصالحون الطيبون والذي نسأل الله عز وجل أن يرزقك منهم الرجل الصالح الذي يقر عينك والذي تسعدين به ويسعد بك، وأن يرزقكم الذرية الطيبة.

فعدلي من نظرتك وفق هذا الميزان العدل، وكوني كما كان – صلوات الله وسلامه عليه – منزلاً الناس منازلهم يعرف للصالح قدره ويعرف للفاجر غدره فيعامل كلاً بما يستحق وبما يليق.

والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه، ونسأله برحمته التي وسعت كل شيء أن يحفظك من كل سوء وأهلاً وسهلاً بك.

وبالله التوفيق.

الجيريا

السلام عيكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله كل خير على هذه الموضوع الذي
نحن في أشد الحاجة له
بتوفيق

شكرا على المرور أخي الكريم أحيانا قد يمرالمرء على موضوع ما ويعرف أن هناك من هو في حاجة ماسة اليه
لذا رأيت من واجبي أن أعرضه على الإخوة لعل وعسى قد يطلع عليه من هو في حاجة إليه ولذا أرجو من الإخوة إذا تصفحوا موضوعا معينا فيه فائدة لنا دنيوية وأخروية فلا يبخلوا علينا به شريطة أن يقولوا منقول للأمانة فقط وشكرا

merci de votre …..

بارك الله فيك على هذا الاختيار الموفق
وشكرا لك على الامانة العلمية بذكرك أن الموضوع منقول
و أنت مدعو لتسجل اسمك في ميثاق الشرف للمواضيع المنقولة من و إلى مدونة الجيريا
( انظر التوقيع)