بعد نسبة النجاح غير المسبوقة في امتحان التعليم المتوسط
النقابات تحذر من الاكتظاظ وتتوقع تحسّن نتائج البكالوريا
أجمعت نقابات التربية في تعليقها على النتائج غير المسبوقة لامتحان شهادة التعليم المتوسط، على أن مواضيع الامتحان وسلم التنقيط كانا لصالح التلميذ، ما يفسر حسبها ارتفاع نسبة النجاح إلى 35,66 بالمائة لأول مرة منذ الاستقلال.
قال رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، لـ”الخبر” في هذا الإطار، بأن النتائج جاءت مرتفعة عكس ما كان متوقعا بالنسبة للكثيرين، متسائلا عما إذا كان الارتفاع في حد ذاته هو فقط ما تطمح إليه الوزارة، بالنظر إلى المشاكل التي سيتم تسجيلها خلال الدخول المدرسي المقبل.
وطرح محدثنا، مشكل الاكتظاظ الذي ستزداد حدّته مقارنة بالنقص الكبير المسجل في هياكل استقبال التلاميذ، بعد أن تم تسجيل أقسام بخمسين تلميذا في العديد من المناطق، مستغربا في سياق متصل ”تجاهل” الوصاية للأقسام النموذجية التي وعدت بها لبلوغ 30 تلميذا في القسم، حيث تساءل في هذا الإطار عن مصير التلاميذ النبغاء الذين كان من المقرر أن يتم استحداث ثانويات خاصة بهم.
وإن كان قد أكّد بأن ارتفاع نسبة النجاح سيؤدي لا محال إلى تقليص نسبة التسرّب المدرسي، إلا أن رئيس نقابة ”اينباف”، حذر بالمقابل من التأثير ”السلبي” لارتفاع نسبة النجاح، في إشارة إلى مشكل تراجع كل من مردود الأستاذ ومدى تحصيل التلميذ، ما جعله يشدد على أن الوصاية مطالبة اليوم، بلوغ الأهداف الكبرى المرجوة من الإصلاح من خلال تقليص البرامج والحجم الساعي وكذا الحد من الاكتظاظ، بإنجاز مؤسسات تربوية جديدة، شرط توفير أحسن الظروف للمربي، بدل الوقوف عند تحقيق نسب عالية فقط.
وحسب الصادق دزيري، فإن مواضيع الامتحان وسلم التنقيط، كانا في صالح التلميذ، وهو رأي يشاطره فيه رئيس النقابة الوطنية للتعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان في تصريح لـ”الخبر”، حيث تساءل إن كان ”التساهل” المسجل بتعمّد من وزارة التربية أم اللجنة المكلفة باختيار المواضيع.
وقال ذات المتحدث، بأن النتائج المعلن عنها، ستحول امتحان شهادة المتوسط إلى مجرد مسابقة بالنظر إلى ارتفاع نسبة النجاح إلى رقم قياسي لم يسجل منذ الاستقلال، مشيرا في ذات السياق، إلى أن ”تلاعبا” حصل إما على مستوى نسبة النجاح أو مواضيع الامتحان التي كانت في مستوى أقل من المتوسط، يضيف.
وتوقع مزيان مريان من جهة أخرى، أن تكون نسبة النجاح في امتحان شهادة البكالوريا في نفس الاتجاه، حيث قال بأنه سيتم تسجيل ارتفاع كبير في عدد الناجحين، على اعتبار أن لجنة اختيار المواضيع اقتصرت الأسئلة على دروس الفصلين الأول والثاني فقط. خ
استغربت تفوق نتائج امتحان المتوسط على نتائج اختبارات السنة الدراسية
نقابات التربية تتخوف من تراجع المستوى الدراسي في الجامعة
أجمعت النقابات المستقلة لقطاع التربية على أنه رغم تثمينهم للنتائج الايجابية لامتحان تلاميذ نهائي الطور المتوسط، غير أن ذات النتائج تحتاج إلى مراجعة للنتائج المتوخاة، بحسبها، كما طرحت النقابات مشكل الاكتظاظ الذي سيطرح في الأقسام، خلال السنة الدراسية المقبلة، وما يتطلبه من مراجعة لتوظيف إضافي للأساتذة وتوفير هياكل بيداغوجية جديدة .
* " اينباف " : يجب توفير الهياكل وفتح مناصب شغل لمواجهة الاكتظاظ
* " سنابسات " : ضبط المواضيع كان سبب ارتفاع النسبة الوطنية
* " كنابست " : يجب أن تتوافق النسبة المرتفعة مع التحصيل العلمي
وفي ذات السياق، أفاد، مزيان مريان، الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، في تصريح لـ "الشروق"، أن النتائج المسجلة في شهادة التعليم المتوسط، تسجل لأول مرة في تاريخ الجزائر، وقال "نستطيع أن نحول الامتحان إلى مسابقة ونستطيع أن نرفع النسبة أو نخفضها حسب المواضيع، ولكي نكون منطقيين يجب أن نقارن مع نتائج السنة الدراسية والامتحان معناه لعبنا على تحسين النسبة بالمواضيع وننتظر ذلك كذلك في نتائج البكالوريا " .
وأوضح مزيان أن الملاحظ في نتائج السنة الدراسية بأنها كانت متواضعة، عبر الوطن، وهو ما يؤكد أن هناك بعض السهولة في المواضيع المنتقاة، وأضاف تلك المواضيع بأنها في مستوى المتوسط أو أقل من المتوسط، مضيفا "ننتظر نتائج لا بأس بها في البكالوريا على غرار شهادة المتوسط"، وقال: "وهو أمر لا يخدم مستقبل التلميذ ولا المنظومة التربوية والنقائص تظهر من الثانوي إلى الجامعة"، واعتبر حصر المواضيع في الفصل الأول والثاني فقط "غلطة"، وقال "يجب ترك التلاميذ يراجعون جميع الدروس ولا نحدد من البداية ولا نعلنه، وهو ما يجعل التلميذ يهمل باقي الدروس " .
من جهته، أكد، الصادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لـ "الشروق"، أن النسبة المسجلة أسعدت كل الجزائريين، مضيفا "ذات النسبة حققت بها المنظومة هدفا كبيرا لمواجهة التقليص من التسرب في الابتدائي أو المتوسط". وطرح المتحدث، في نفس الوقت، قضية الاكتظاظ المتوقع، واعتبر أن لذات النتائج والأهداف المتوخاة أسبابا أخرى، تتعلق بارتفاع عدد التلاميذ في الأقسام "وهذا ما يتطلب مضاعفة من طرف السلطات للجهود وإعداد هياكل أوسع وإيجاد أقسام نموذجية لـ 25 تلميذا بدل أزيد من 50 تلميذا معناه فتح مناصب شغل جديدة".
كما تساءل دزيري: "ما هي الأهداف الكبرى للمنظومة التربوية فأمريكا مثلا، سنة 1988، خططت أن تكون الأولى عالميا في الرياضيات في الاولمبياد العالمي، وهدف ماليزيا في عهد محمد ماهاتير أن تنافس المدرسة الماليزية المدرسة اليابانية في التقدم التكنولوجي، وعليه يجب أن يحقق إصلاح المنظومة مدرسة قوية بالنتائج والتحصيل .
وقال، مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، إنه "النسبة المئوية جيدة لكننا نتمنى أن تتوافق مع الرصيد العلمي، ويتأقلم التلاميذ مع المرحلة الثانوية"، مضيفا "لأن النسبة لوحدها لا تكفي فيجب أن توافق التحصيل العلمي"، موضحا "سجلنا فرحتنا على النجاح والأستاذ أول من يسعد بالنتائج لكن يجب طرح قضية النوعية مع الكمية لأن السنوات الأخيرة، أوضحت أن النسبة مرتفعة لكن المستوى العلمي لتلاميذ الثانوي ناقص فمعدل 18 مثلا أصبح لا يعكس المستوى الحقيقي".