تخطى إلى المحتوى

بين السيدة زبيدة و المأمون. 2024.

بين السيدة زبيدة والمأمون

من السيدة زبيدة

كل ذنب يا أمير المؤمنين !وإن عظم صغير في جنب عفوك ، وكل زلل وإن جلَّ حقير
عند صفحك ، وذلك الذي عوّدك الله فأطال مدتك ، وتمم نعمتك ، وأدام بك الخير ، ورفع بك الشر .
هذه رقعة الواله التي ترجوك في الحياة لنوائب الدهر ، وفي الممات لجميل الذكر ، فإن رأيت أن ترحم ضعفي واستكانتي وقلة حيلتي وأن تصل رحمي وتحتسب فيما جعلك الله
له طالبا وفيه راغبا فافعل ، وتذكر من لو كان حيا لكان شفيعي إليك.

من المأمون :
وصلت رقعتك يا أماه !أحاطك الله وتولاّك بالرّعية ووقفت عليها وساءني –شهدالله-
جميع ما أوضحت فيها لكن الأقدار نافذة ، والأحكام جارية ،والأمور متصرفة ، والمخلوقون
في قبضتها لا يقدرون على دفاعها ، والدنيا كلها إلى شتات ، وكل حيّ إلى ممات ، والغدر
والبغي حتف الإنسان، والمكر راجع إلى صاحبه ، وقد أمرت برد جميع ما أخذ لك ، ولم تفقدي ممن مضى إلى رحمة الله إلا وجهه وأنا بعد ذلك لك على أكثر مما تختارين والسّلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.