كاد المعلم أن يكون رسولا 2024.

الجيرياالجيريا

هل ندرك نحن الممارسين لمهنة التدريس ..قيمة هذا الكلام…هل ندرك انه رغم الصيحة الاعلامية والتكنولوجية الكبيرة التي شهدها العالم…حيث تعددت مصادر المعرفة…لازالت قيمة تلك العلاقة الانسانية المميزة..التي يمكن ان ينسجها المدرس مع تلاميذه…مؤثرة وفاعلة….هل نفلح في أن نثق في أنفسنا ومؤهلاتنا الثقافية…لنقدم لتلاميذنا…تلك القيم الصافية العظيمة لرسالة المصطفى….ولا نكون مستلبين لثقافة أخرى…أو خانعين ومستسلمين لنفسية الاحباط التي تجعلنا نؤمن أن قدرنا أن نظل متخلفين اقتصادياوسياسيا…وفي آخر الركب……من منا يستطيع أن ينكر أن من اسرار نجاحه ووصوله الى شيء مما هو فيه… وجود معلم أو مدرس…غرس فيه شيئاما …لعلهاكانت كلمةأو فكرة أو موقفا في درس…او مناقشة فرضتها طبيعة الموضوع..اشرقت في ذهن الطالب…لتصوغ منه شخصا آخر…قد يكون الوضع التعليمي في بلداننا العربية…هزيلا مقارنة مع ماينبغي أن يكون…وقد تكون العلاقة بين المدرسين…والطلاب تغيرت كثير من معالمها…وهو أمر طبيعي بالنظر لتغير الزمان والواقع الاجتماعي….لكنها تبقى مؤثرة وفاعلة…
أذكر اني في دراستي الجامعية…كان لنا مدرس دائم النشاط…غزير المعرفة…ما ان ندخل حصته الدراسية…حتى ترى الطلبة واجمين…كان على رؤوسنا الطير…يحلق بنا في رحاب الفكر والتاريخ…ولا نشعر باي ملل…بل يثير في أذهاننا القدرة على التفكير والمبادرة…ويعلمنا معاني نقية جدا…تخاطب منا العقول والقلوب معا…ويكفي أن تسال الطلبة يوما من استاذك المفضل….فيجيب الجميع في اجماع تام…طبعا محمد….وقد كان له دائما من اسمه نصيب في قلوبنا
لا أكاد أنسى يوماكان يحدثنا فيه عن بعض وقائع التاريخ الاسلامي…فحدثنا عن حرب كربلاء وصور من مآسيها…وتوقف لحظة وهو يقص علينا …كلنا تابعنا باندهاش سبب هذا الصمت…كان استاذنا الكريم محمد…يغالب دموعه التي أبت الا ان تغادر مآقيه تأثرا بما يعرف ويريد اطلاعنا عليه…من احداث مؤلمة…هناك تعلمت انه لا قيمة لما ندرس …ان لم نكن نحن شخصيا كمدرسين متفاعلين معه…وان صدق الحديث والمشاعر…قد تكون أبلغ في التأثير على من نخاطب…وأن نتعلم الا نلغي جوانب انسانيتنا في أي موقف من المواقف…
اذكره وهو يقول عودوا الى الكتب الصفراء…وهي نصيحة اخرى لازالت تتردد في ذهني…كان يلومنا لاننا نؤثر المراجع لبساطتها ونغفل المصادر التي تحوي من العلم الشيء الكثير والمتنوع…رغم صعوبة أسلوبها احيانا…
لن ابالغ ان قلت بان معالم الشخصية التي أنا بها الان…هي صنيع في كثير من جوانبها..لشخصيات معلمين ومدرسين…ساهموا من حيث يعرفون او لا يعرفون في صياغتها
ولكل اساتذتي الاعزاء كلمة محبة وعرفان وشكرلا حدود له

الجيرياالجيريامنقول للامانة

لا اؤمن بهذا الكلام عندنا فالكارثة العظمى ان المعلم فى الجزائر لايساوى مثقال بعوضة فكيف بربكم بالتشبيه بالرسول.

أصبح المعلم بمثابة الخادم عند التلميذ واوليائه

موضوع رائع اخي قراش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.