قدم تعمير نواحي سطيف 2024.

مدينة سطيف ومحيطها الواسع ، من أقدم الأماكن على هذه الأرض عمرانا ، وأكثرها بقايا قديمة وآثارا ، وأحفلها وقائع واحداثا وحركة وموارا ، وأجدرها بالبحث تدبرا واعتبارا ، ومع ذلك فقد طال أمد انتظار التأريخ لها سنين وأعصارا.
وإذا كانت الأبحاث الأثرية قدأكدت في العديد من المرات ، وفي الكثير من الأماكن من ناحية سطيف استقرار الإنسان الأول وتعميره للمنطقة في عصور ماقبل التاريخ ، وأن هذا العمران كاد لا ينقطع ولا يتوقف ، في العصور اللاحقة : الليبيون – الفينيقيون – الرومان – الوندال – البيزنطيون – العرب المسلمون ….
وإذا كانت المدونات التاريخية تذكر موقع المدينة كمحور من أهم المحاور القائمة قديما وحديثا ، وعاصمة سياسية أو إدارية ، أو اقتصادية ، وهي الميزة التي تظهر بجلاء ووضوح في الكثير من الأوقات …
فإن اللواجب يلزمن بالتعرف القليل على هذا التاريخ الطويل ، والوقائع الكبيرة ، والاعمال العظيمة ، والأيام الأليمة والأخطار الجسيمة ، ’والأرض الكريمة ، و…
فهذه جيوش جرارة خرجت من هذه المدينة لهجوم ، أو لصد هجوم ، وتلك أخرى أقبلت زاحفة لحصارها أو دمارها .
– وهذه أفراح وأعياد ، أقيمت محتفية مسرورة ، منتشية بانتصارات ، ةوتلك أيا م أخرى كئيبة وويلات عصيبة.
– وهذه مجالس علمية وندوات فكرية ، وتأملات روحية ، وخلوات صوفية ، ومجموعات بشرية ، تتوافد مقبلة أومن صرفة من سطيف .
– وهناك أعمال فلاحية ، وبساتين بالفواكه والغلات غنية ، وهذه أيام عجاف ، تأتي على الأخضر واليابس .
وهذه أوبئة منتشرة ، وتلك محاكم عادلة أو جائرة ، وهذه ليالي حية في القنوت والسجود والقيام ، أو في اللصوصية والسكر والغرام .
فتمثل ذلك التنوع الكبير في المجتمع الذي عمرها ويعمرها ، والذي لفت أنظار أكثر من سائح زار المدينة أو مر بها ، ولعل في هذه الإشارة من ذلك السائح الألماني ما يؤكد ذلك ، فقد جاء في وصف فون مالتسان – الآتي- لسوق مدينة سطيف
: (يتبع)
من كتاب : العقد اللطيف في ذكر نصوص من تاريخ سطيف ..جمع وتقديم الأستاذ أحمد ظريف ص 7-8

لقد أعجبني الأسلوب الرائع لهذا المقال الجميل ، انني أنتظر البقية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.