هذا سؤال وجه لفضيلة الشيخ عبد الغني بن الحسن عوسات ـ حفظه الله ـ، يقول السَّائل:
ما حكم الشَّرع في قطع الطَّريق العام و تخريب المنشئات للمطالبة ببعض الحقوق؟
و ماهي الطُّرق المشروعة و السليمة للمطالبة بمثل هذه الحقوق؟
الجواب:
حكم الشَّرع في هذا باختصار ـ لأنَّ هذه تحتاج لدرس و محاضرةـ لكن أقول:
هذا العمل فسادٌ، بل لعلَّه هذا ممَّا نتج فسادا, وبعض النَّاس يحتجُّ فيقول: الاعتصام هو الجلوس، نعم، لكن هذا يدفعه ليصيح و الصياح يدفعه للتحرك و التحرك يدفعه ليكسر و يدمر و يحرق، و هذا لا أصل له، لأنَّ الشريعة حتى في الأمور المنكرات ما كان ذريعة وبريدا وما كان سببا ووسيلة إلى الحرام فتلك الوسيلة تعتبر محرمة لغيرها، لكونها تفضي وتؤول و تصير بصاحبها إلى الحرام، لذلك ـ يا إخوان ـ راجعوا أنفسكم، فـ "الطمع يفسد الطبع"، و الإنسان لما يكون يطمع ينسى حتَّى عاداته و عقليَّته.
واللهُ إنَّما شرع لنا الصبر، و النَّبي صلى الله عليه وسلم ذكر الصَّحابة فقال لهم: "إنَّكم سترون بعدى أمورا تنكرونها"، ولكن أمرهم بالصَّبر حتى يلقوه و يردوا عليه الحوض، ولذلك أقول: هذه الطرق ليست من الدين في شيء، و هذه الطرق لا نعرف من أتانا بها، ولا أدري متى بدأت، وليس ببعيد إن رأينا هذه الموضات، لذلك أقول: الأصل أنَّك تسعى و تستعين بالدعاء.
بالله عليك هل الواحد منا إذا أصابه مشكل استيقظ في جوف الليل ودعا الله؟
لماذا لا تكون عندك ثقة بالله والله يقول: "ومن يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب".
وهل راجعنا أنفسنا وقلنا لماذا أصابنا هذا و نرجع إلى الله، و ندعو في جوف اللَّيل والناس نيام؟
التَّقوى هي "أن تعمل بطاعة الله على نور من الله و ترجو ثواب الله و أن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله" هذه هي التقوى، والله قال ذلك، فإذا اتقيت الله جعل لك مخرجا، واللهُ لا مانع لما أعطى و لا معطي لمن منع، ولا ينفع ذا الجد منه الجد، فلا ينفعه رزقك ولا ينفع عطاؤك فلا حول ولا قوة إلا بالله و الإنسان يعرف أنَّه ليس بجدِّه وسعيه ونشاطه وقوته و تدبيره وتفكيره بل كلُّه من الله، وفي حديث ابن عباس قال له النَّبي صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، رفعت الأقلام و جفت الصحف".
نحن معشر المؤمنين لا نفعل المنكر لنصل إلى المعروف، ولا نغير المنكر بالمنكر، بل نغير المنكر بالمعروف، و لهذا فهذه الطرق غير شرعية، و هذه الطرق توصلك إلى السيِّئات.
عباد الله! هذه وسائل غير شرعية وطرق غير شرعية، وهذه الأعمال أعمال فساد، واللهُ لا يحب المفسدين ،والمفسد لا يفلح أبدا، بل المسلم مصلح، وليس بمفسد، وهذه مظاهر فساد، وصور فساد، ومن أعمال المفسدين، و اللهُ أمرك بطاعته و إذا أطيعه سترى ثمرة الطاعة الدنيوية والأخروية ففي الدنيا يعطيك ثمرتها، قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا"، وإذا أراد الله أن لا يجعل لك مخرجا فوالله لو اجتمع الناس كلهم فلن تخرج، فالله هو من يعطيك، فتعلق بالله، والإنسان مجرد سبب، والله إذا أعطاك لا أحد يمنعك، وإذا منعك لا أحد يعطيك، ارجع إلى الله، و صحِّح الذي بينك وبين الل،ه و أنت تبحث مع الإنسان انظر أمرك مع الله، و إذا أحسنت مع الله يعطيك القبول في الأرض إن شاء الله، و يسخر لك هذا الإنسان بإذن الله.
هذا الذي ينبغي أن نعلمه و لو بإيجاز كي لا نزلَّ و لا نسقط في هذه المنكرات.
(12 محرم 1445) الموافق لـ (16 نوفمبر 2024)
<<< التصفية والتربية الجزائرية >>>
ام
في كل الدول الاسلامية ؟؟؟
لم اراكم تطبقون هدا الكلام في ليبيا ولا في سورية ولا في العراق ولا في مصر مرسي
مثلا
تقبل رايي فهو مجرد راي
ولو تريد حدف ردي او غلق عضويتي فلك دلك
جزاك الله خيرا أخي الفاضل فتحون وحفظ الله العلماء السلفيين المخلصين