الكنابست صيانة أم خيانة ؟ 2024.

الكنابست صيانة أم خيانة ؟؟
كثر الحديث منذ أيام عن أسباب رغبة انفتاح الكنابست امام انضمام أساتذة التعليم الإبتدائي و المتوسط ..و هذا الحدث أزعج الكثير ليس داخل الكنابست بل حتى الكثير من النقابات التي ترى ذلك خيانة للمبادئ العامة للنقابات الحرة فما حقيقة ذلك ؟؟ لماذا هذا الانفتاح ؟ كيف ؟

إن الساحة السياسية الوطنية تعرف تحولات عميقة و حتى أن معظم الأحزاب التقليدية مستها الأحداث و تعاني الأزمات الداخلية و الكنابست ليست بمعزل عن التحولات و بما أنها تضم زبدة الطبقة المتعلمة أدركت ضرورات التحول و أسباب التأقلم مع الجديد و هي تختلف عن النقابات الأخرى للتربية من حيث نوعية مناضليها مما فرض عليها حمل المشعل في هذا المجال ..
لا يخفى عليكم أن منظمة اليونسكو تقدم سنويا مساعدات مادية للجزائر من أجل تحسين مردود المدرسة الجزائرية و لكنها و للأسف أدركت أن المساعدات تذهب إلى الحقل الإداري على حساب التربية و النوعية فعلى سبيل المثال و ليس الحصر فإن منصب ناظر الثانوية يقتضي وجود أكثر من 900تلميذ أو 18 فوج تربوي إلا أن في أغلب المناطق هناك ناظر لأقل من 500 تلميذ و 13 فوج تربوي …إلى هنا تذهب الأموال على حساب البيداغوجيا مما تسبب في نزيف و هجرة الكفاءات إلى الإدارة …
أمام الضغوط أدركت وزارتنا و حكومتنا الضرورة الملحة لإستعادة الحقل التربوي و الإستثمار في الإنسان و لا في المكاتب كما أصرت عليه منظمة اليونسكو فكان التعديل الأخير للقانون الخاص الذي يثمن الحقل البيداغوجي على الإداري و يقيم الأستاذ على أساس الترقية افقية .. و رغم ذلك عبرت اليونسكو عن انشغالها المتواصل نظرا لضعف الاهتمام بالبيداغوجيا معترفة أن التعديلات الأخيرة تعتبر بداية حسنة في الطريق إلى تثمين عمل المعلم و المتعلم و إرغام الإدارة على أن تكون في خدمة البيداغوجيا و لا علاقة الرئيس بالمرؤوس….
في هذا الإطار أدركت الكنابست أن وجودها في الميدان سيكون أكثر فعالية إذا تمكنت من جمع كل الطاقات البيداغوجية من معلمين و أساتذة – و فقط – حتى تسخّر الإدارة لتجعلها خادما للتلميذ و معلمه في آن واحد خدمة للوطن و للمدرسة الجزائرية و صيانة لا خيانة للأجيال الصاعدة تحت شعار "أولوية تربوي على الإداري "
هكذا يتلاقى تفكير النقابة و مسعى الوزارة فيعتقد الناس أن الكنابست "باعت الماتش " و الحقيقة غير ذلك : صيانة لا خيانة "

ل.ح.د.م

لقد قلت :

"أولوية تربوي على الإداري "

ألم يكن هذا الاداري تربويا بالأمس …أم أن احقد يعمي البصيرة في بعض الأحيان

لماذا لا تنسق الكناباست مع الانباف لرص الصفوف بدل الاصطياد في المياه العكرة وذلك بمحاولة استغباء القاعدة بمصداقيتها .

* الكناباست كنت في أيام مضت أكن لها كل التقدير لكن بعد تورطها في بيع قضيتنا و الانفراد بسياسة فرض الأمر الواقع أضحيت أمقت زعماءها لا منخرطيها ….

و الأن أجدها تدعونا إلى الانخراط في صفوفها و كأننا ……… ……لقد ولى زمن الوصاية و الكل ملزم التزام حدوده

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبواياد الجيريا
لقد قلت :

"أولوية تربوي على الإداري "

ألم يكن هذا الاداري تربويا بالأمس …

تلك هي المشكلة يا اخي إذ بمجرد لباس ثوب الإداري تتغير الأمور ، العيب ليس في المدير و إنما في الجهاز الإداري و السياسة التربوية في الجزائر و هذا ما تعيبه علينا اليونسكو
تخيل أخي أن الثانوية التي أشتغل بها تحوي 15 من افراد ما قبل التشغيل من الجامعيين مكلفون بمهام إدارية كالسكريتاريا و الأرشيف…و نحن في أمسّ الحاجة إلى دعم التلاميذ في مواد كالفلسفة و الفيزياء ؟؟
إضافة إلى ضعف التكوين ، ففي البلدان المتقدمة كألمانيا أو كندا لا يوجد مصطلح "مدير" بل يسمونه " Le Principal " لأن مهامه هي مهام الأستاذ الرئيسي و حتى أن في الولايات المتحدة الأمريكية ينتخب من بين الأساتذة من طرف الجماعة التربوية و لمدة 04 سنوات وفق برنامج بيداغوجي يقدمه أمام الجمعية العامة و هو مسؤول أمامها
كل هذه الأمور و الآليات تجعله يدرك أن مهامه تربوية و انه قد يعود إلى منصبه يوما ما و هذا ما بدأ يترسم في المنظومة الجزائرية حيث أن التعيينات الجديدة تحمل عبارة : "مكلف بمهام مدير " تحضيرا للمرحلة المقبلة للإصلاح
إن مهام المدير حاليا و الاليات المعمول بها تفرض عليه نزع الثوب البيداغوجي (و لو جزييا بالنسبة للأقلية ) ليفكر في الإتصال برئيس الدائرة و الوالي و التسجيلات و العتبة و المتابعة. و الامتيازات…الخ من الأمور التي تشغله و تفرض عليه نوعا من السلطة العمودية التي قد تنتهي بالتعسف أحيانا
إن مدير التربية مثلا "مفتش الكاديمية " في معظم الدول الأوربية يدرس سنتان في المدرسة العليا للإدارة و يختار من بين المفتشين و فق معايير بيداغوجية….
يكفي أن أختم بمثال الرئيس الفرنسي عندما كانت أول زيارة له إلى جامعة جول فيري و أول خطاب ألقاه كان أمام أساتذة الجامعات لا غير…
قد يطول الزمن علينا لكن الحق يعلو و لا يعلى عليه سيسخر الجميع لخدمة البيداغوجيا و التلميذ ، و يصبح المدير زميلا ا للأستاذ رغم اختلاف المهام خدمة للمصلحة العامة و أنا متيقن من ذلك بحول الله مثلما حدث في البكالوريا : أين هي المداولات ؟ : في سلة المهملات أصبح ذلك عاديا جدا و من قبل سنوات كانت الأساس الذي بدونه لا تدون نتائج البكالوريا.. بعد توقيع الأساتذة على كل الكشوف و المحاضر واحدا بواحد ..
و عندما تحدثت عن نقابة الكنابست ليس من باب المدح –و الله لست نقابيا و لا منخرطا- و إنما لأنها تستمد قوتها من إطار واحد متجانس فقط مما سيوحد حتما من الرؤيا مستقبلا على عكس النقابات اخرى التي تعتمد على خليط من المديرين و المساعدين التربويين و العمال المهنيين….(يصعب أو قد يستحيل التوفيق بين كل الفئات ) لذلك كانت الكنابست سبّاقة إلى الميدان بميلها البيداغوجي لجمع شمل كل المعلمين و الأساتذة رغم أني لست مقتنعا بما تفعله في مجال الخدمات الإجتماعية إذ ينبغي أن تسير الخدمات اجتماعية من طرف مسيرين ماليين و إداريين مستقلين .. (و هذا حديث آخر إن شئتم فتحنا بابا و تحدثا فيه في صفحة أخرى )
و الله أعلى و أعلم

الكناباست أمانة و صيانة و مستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.