من المؤكد أن العودة إلى المدرسة من أكبر التحديات التي يواجهها الأهل، خصوصاً مع الطلاب في المراحل الدراسية الأولى.
لكن، لماذا تشكل العودة إلى المدرسة رهبة عند الأطفال، بالرغم من أنهم يذهبون إليها كل عام، و تتكرر عودتهم إليها بعد كل إجازة؟
للأسباب التالية:
- >معدل النمو لدى الأطفال في المراحل الأولى سريع جداً، لدرجة أنهم يشعرون أن عودتهم إلى روتين العام الدراسي السابق يعد أمراً تافهاً و غير مقبول بالنسبة لهم. حسب خبراتهم في العام السابق، يكون للأطفال توقعاتهم و رغباتهم الشديدة في البقاء في مدرستهم نفسها أو الانتقال إلى مدرسة أخرى، و هذا بحد ذاته يشكل تحدياً و أمراً مجهولاً بالنسبة لهم.
- العودة إلى المدرسة بالنسبة للطفل هي كتغيير العمل بالنسبة إليك، حيث يفكر في زملائه و مدرسيه الجدد، و تغير البيئة كالانتقال إلى مدرسة جديدة أو مبنى جديد، أو حتى غرفة صف مختلفة يشكل لديهم الكثير من القلق و الرهبة.
إليك هذه الخطوات الستة التي تساعدك على تحضير طفلك للعودة إلى المدرسة بأريحية و دون أي مخاوف أو قلق.
- تولّي زمام الأمور.
علاقتك بأطفالك لها أشد التأثير عليهم في هذه المرحلة. عليهم ألا يروا اهتمامك الزائد و المبالغ فيه بموضوع العودة إلى المدرسة، كي لا يخافوا و يهلعوا بدورهم. وفّري للموضوع القسط المناسب من الوقت، و أجّلي المشاريع غير المهمة إلى وقت آخر، و اقتربي من أطفالك و احتويهم بكل حنان و صدق. شعورك و تصرفاتك المريحة تنعكس بالإيجاب على أطفالك و تمدّهم بالدفء و الطمأنينة التي يحتاجون إليها في مثل هذا الوقت.
- ساعدي طفلك على الاندماج في عالمه الجديد.
حتى لو كان طفلك لم ينتقل من مدرسته و كان يعرفها جيداً، من المهم مساعدته على إعادة الاتصال و الاندماج فيها. اصحبي طفلك في رحلة إلى المدرسة قبل أيام الدوام ليشعر بالطمأنينة و حاولي أن ترتبي ذلك مع أحد أصدقائه من المدرسة، و إن كان متاحاً اجعليه يلقي نظرة على صفّه، أو يلتقي بأحد معلماته. اجعلي طفلك يرتدي زيه المدرسي و يحمل حقيبته و أغراضه المدرسية و يتمشى بها في المنزل ليشعر بالراحة و التعود.
- لا تبالغي في التغيير.
العام الدراسي الجديد يشكل فرصة رائعة لإعادة تنظيم و وضع القوانين المتعلقة بالدراسة أو الحياة اليومية للطلاب، فبداية العام تعد أفضل الأوقات لإعادة سن قوانين جديدة حول كل شيء: الواجبات، المصروف، وقت النوم، النشاطات و الخروجات بعد انقضاء اليوم الدراسي. لكن تذكرّي ألا تبالغي في هذه التغييرات، و لا في الوقت الذي تبدأ به، فالبدء باكراً جداً قبل العودة إلى الدراسة يحبط الطالب، ويجعل أكثر الطلاب نشاطاً و التزاماً يشعر بالملل و عدم الرغبة في العودة إلى الدراسة. ركزي الآن على العودة إلى المدرسة، و اتركي الأمور الأخرى إلى حين تشعرين أن أبناءك قد استقرّوا بشكل جيد في المدرسة.
- طمئني أطفالك و كوني مشجعة لهم.
أخبري أطفالك أنهم سيكونون على ما يرام، و شجعيهم قبل العودة إلى المدرسة على إعادة الاتصال بزملاء و أصدقاء المدرسة الذين ربما لم يروهم طيلة فترة الصيف، لأن ذلك يخفف من خوفهم من الوحدة بشكل كبير. كوني دائماً مستمعة لمشاعر أطفالك و مخاوفهم و لا تستهيني بأي منها، لأنها مهما بدت صغيرة أو تافهة في نظرك، فهي تشكل تحدياً حقيقياً أمام أطفالك.
- حضّري لكل شيء.
قومي بشراء الأغراض المدرسية والزي مسبقاً ليشعر الطفل بالطمأنينة لجاهزية كل شيء، و لكن لا تبالغي في الوقت أو الميزانية المخصصة لذلك، كي لا يشكل ذلك مللاً عند طفلك، و عبئاً مادياً عليك. امضي بعض الوقت مع طفلك لمناقشة أماكن الدراسة في المنزل و الزوايا الخاصة بالطفل، و قومي بترتيبها و تجهيزها لتناسب المهام التي سيقوم طفلك بها فيها، لتشعريه بأنك تهتمين به و ستوفرين له أفضل الأجواء للقيام بواجباته و نشاطاته المدرسية.
- تحدثي إلى معلمات طفلك.
قد يكون طفلك ما زال صغيراً ليشعر بالراحة عند وجود اتصال بينك و بين معلّمته، ولكن ذلك يمده بالشعور بالثقة بالمدرسة بشكل عام، و عند وجود حوارات منتظمة و دائمة بين المدرسة و البيت، يحاول الطفل بذل المزيد من الجهد في المنزل و المدرسة على حد سواء للحفاظ على هذه الثقة.
جرّبي هذه الخطوات مجتمعة، و ستساعدك بكل تأكيد على تجاوز هذه المرحلة مع طفلك بسلام و التقليل من القلق و المصاعب التي تصاحبها إلى أكبر حد ممكن.
الموضوع مترجم بتصرف من Family Education للأمانة منقول عن مدونة سيداتي آنساتي
بارك الله فيك
على نصحهن بهذه النصائح الرائعة
بارك الله فيك لكن انا اولادي يفرحون عند العودة الى مدارسهم