احساسي بالنقص 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم

انا سيدة متزوجة ، عندي مستوى جامعي و على قدر من الجمال مشكلتي هي احساسي بالنقص أمام الآخرين و انعدام ثقتي بنفسي و خاصة امام اهل زوجي لأنهم من عائلة معروفة و ميسورة الحال و انا من اسرة متواضعة جدا و يتيمة ، هم في كل مناسبة يبينون لي انهم احسن مني و يفهمون في كل شيء و خاصة اخت زوجي و اذا حدث لهم شيء يشيرون الي انني عاينتهم و لو بطريقة غير مباشرة و هذا يجرحني فانا لست ملاكا و لكنني انسانة طيبة و دليلة و اتمنى لهم الخير
لا اخرج من البيت الا قليلا اتجنب الناس لأني اشعر انهم يقرأون أفكاري بحثت في الانترنت عن الثقة بالنفس و علاجها و لكنني احس نفسي مقيدة
اريد نصيحة لأن ظروفي لا تسمح لي بالذهاب الى طبيب نفسي

نصيحة لك أنك ماتخميش بزاف خطراش التفكير هو

المشكل اللي يخليك تحسي بالنقص

شوفي كاش هواية و ماتريحيش وحدك بزاف

بلعقل بلعقل يزول عليك هاد التفكير السلبي

و ربي يوفقك

بعض الحلول ممكن تفيدك :

1 ـ تحليل الشخصية ولكل فرد جوانبه الايجابية والسلبية ولم يكن هناك فرد مجرد عن السلبيات

22صفر 1445 من الهجرة النبوية الشريفة

تجدين هنا إن شاء الله أحسن من ألف طبيب
لكن بشرط واحد :
الثقة بالله عز وجل والتوكل عليه

الحقيقة أول شيء لا بد أن توقني به هو أنه لا يمكنك أن تطالبي أحدا بشيء أنت لا تؤمنين به ….!

فإن كنت يا أختي أنت بحد ذاتك تحتقرين نفسك وتعددين الفوارق الموجودة بينك وبينهم ووتجعلينها مبررات لتصرفاتهم معك
فأنت من يسيء لنفسك لا هم ؟

أولا : الثقة في الله متى تعلّمتها اكتسبت الكثير من المهارات والكثير من الحلول التي يمكنك اللجوء إليها وهذه بعض الأمثلة :
الفوارق المادية والاجتماعية موجودة ولن تزول أبدا لكن الأصل ألا يتكبر الغني على الفقير وأن لا يظن الفقير أنه أذل من الغني
وليس للفقير أن يذل نفسه وينكسر لتكبر الغني عليه لأن هذا ضمن امتحان الله عزّ وجلّ له من أوجه عديدة.

فمن تمام الثقة بالله عدم تبرير مواقفهم ومعاملاتهم بهذا في حين أن تصرفاتهم متنوعة ومختلفة الأسباب منها : الكبر ، والغرور ، والغفلة وقسوة القلب ، والتفاهة وقلة العقل وانعدام الأخلاق …. كتلة متضخّمة من الدناءة يخفيها الجسم الحسن واللباس الفاخر!

ناهيك أنك لولا أنك ترين أنك أنقص منهم ما ترجمت تصرفاتهم نابعة من شعورهم بأنهم أحسن منك ..كيف ؟ سأشرح لك ..

هذه المواقف نتعرض لها دائما: مثلا في وليمة أو حفل هناك من تلبس أحسن الثياب وأحسن حلي ..في الحقيقة لولا وجود غيرتي أنا من هذا الموقف في حدّ ذاتي وفي سريرتي ما انتابني شعور بالذلة أن تأتي و احدة وتتكبر عليّ بهذه الأشياء !
فهمتني أختي ..
قناعتك هي المشكلة وهي الكفيلة بتخفيف الألم النفسي الذي تتعرضين له وهي الكفيلة بالقضاء على شعورك الدوني مع الغير .

فأول شيء لا بد أن تبدئي به هو :
تصحيح قناعاتك وجعلها ثابتة و متعلقة بشيء ثابت غير قابل للتغير ولا قابل للمقارنة وهذه القناعة إن كانت نابعة من نظرة شرعية وإيمانية تأكدي أنها تكون قوية جدا فعزة المؤمن فيما يرضي الله لا في الدنيا الفانية

وبعض القناعات تظهر جليا في ردود الفعل مع المتكبرين إذا صادفتُ شخصا متكبرا وقام بتصرف يوحي بإذلالي
من المفروض أن لا أتألم إذا تكبّر عليّ لأنهلو كان عندي يقين في كون التكبر ممقوت كنت أشفق عليه وأضحك عليه في قرارة نفسي

فالمتكبر هو المسكين في سكرته ونشوة شعوره بانه أفضل مني يرى في ردود فعلي ما يزيد من تكبره ..
مع أن عدم المبالاة به والنظر إليه على أن الذبابة هي خير منه تكفي أن تجعله يطير مثلها فعلا

لكن هذه النظرة لا يجب أن تكون مصطنعة منك وإنما خارجة من أعماقك فعلا نتيجة يقين تام بها

ثانيا : انسحابك وهروبك من الناس مشكلة كبيرة جدا لأن العزلة تزيد من هذه المشاعر ..فمبدئيا أنصحك بالبحث عن رفيقة أو قريبة يكون لها نفس مستواك تشعرين معها بالراحة حتى تخرجي من العزلة
واعلمي أن العزلة الإيجابية هي ما كانت اختيارية لا اضطرارية كما في حالتك تهربين لأنك ضعيفة عن المواجهة وتشعرين أنك أنقص من الناس وأنهم يقرؤون أفكارك ….

فعليك أختي بتجنب الوحدة والعزلة الهادمة لك وإن اعتزلت فانشغلي بالأشياء المفيدة : القراءة والمطالعة حفظ القرآن مثلا ..هواية مثل الخياطة والطرز … يعني عزلة تزيد فيك لا تهدمك
تزيد من موهبتك مثلا ، تزيد في معارفك ، تخفف عنك …
لا عزلة تمتصك وتوهنك
و اعلمي أن الشيطان قريب من الوحيد ؛ خاصة إذا كان ضعيفا في ذكر الله وعبادته ولا تظني أن هذا الشعور نابع فقط من نفسك ومن الصدمات التي تتلقينها بل أيضا الشيطان له دور فعال في تضخيمها في نفسك لأنه يحزّن المؤمنين كما قال تعالى : ((إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ))

فلا تهملي الجانب الديني في حياتك وقـــوّه قدر ما استطعت لأنه مهم جدا حتى وأنت تريدين بناء ثقة بنفسك لأنه يساعدك على عدم الانفلات من الشعور بالنقص إلى الشعور بالغرور ومعاملة الغير بطريقتهم ومنافستهم في أمورهم الدنيوية

ثالثا : كل هذا مفتاحه بيدك وهو لا يكون مرة واحدة لذلك شعرت وكأنك مقيدة لا تعرفين كيف تطبقين ما قرأته لأنك تريدين علاجا سريعا مباشرا يرفعك إليهم
لكن هذا لا يمكن أختي الكريمة بل لا بد من الصبر والمشي خطوة خطوة
و كما يقال عملية الهدم سريعة لكن عملية البناء بطيئة

وأبطأ العمليات هي بناء قناعات جديدة وقوية لأنها تحتالج صبرا ومثابرة وأهم شيء فيها أن تكون البداية صحيحة .

وفي الأخيـــــــــــــــــــــــــر: أشدد عليك أختي في مسألة العزلة وجعل أهل زوجك هم محور حياتك وتكرار مواقفهم السيئة معك.. فكري في شيء يعود عليك بالنفع دنيا وآخرة
وألفت انتباهك أن كثيرا من الكتب التي تتناول موضوع الثقة بالنفس تهمل الجانب الشرعي و المفهوم الشرعي للعزة والكرامة والوهن والذلة وما شابهها
قال تعالى : ((ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض ))

فالقرآن شفاء لما في الصدور، وفهمه وتدبره يشرح الصدر ويقوي العزيمة وأعتقد أن هذه الآية الكريمة نافعة في حالك كثيرا …
الله عز وجل هو مالك الأرض والسمواتوما فيهنّ و ما تكبّر أحد على أحد بشيء يملكه قط من نفسه لذلك كان وعيد المتكبّر عسيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ))
أبعد هذا يحزنني أن يتكبّر عليّ ذأحد ..لا والله ..بل أحزن عليه وأرثي لحاله ..

أتمنّى لك التّوفيق أختي الكريمة ..

———————————

معا لاستعمال التقويم الهجري : قيّد مشاركتك بكتابة اليوم والشهر القمري والسنة الهجرية .. الهوية تبدأ من هنا!