تلكَ النّظرة التي توقفنا عندَ مُرادِ الله منا دونَ زيغٍ أو ميلانٍ عن صراطه !
إن الآثام قد عمت فطمت و استحوذت على القلوب ، و إني أسئل عن أمر أجب أنت عنه بينك و بين ربك : هل خلا مجلس لك من غيبة ؟؟ بالله عليه أجب بينك و بين ربك هل خلا مجلس لك من غيبة و الغيبة من كبائر الإثم و عظائم الذنوب ، وهي من حقوق العباد بمعنى أنه مهما استغفر العبد و تاب و أناب ، فحق العبد لا بد من توفيته من قبل الرب يوم تُنصب الموازين ، فهل خلا مجلس لك أنت من غيبة ؟ ألا تفيق ؟ ألا تستيقظ ؟ ألا تستحي ؟ هذا في كلامنا عن الواقع
فماذا عن المنتديات وماذا عن ردودك هنا حيث تُعرض مشكلات بغرض إيجاد حل لها وما نلبث أن تحمل بعض الردود آثاما وإن كان صاحبها قاصدا النصح …. نقع في أعراض أناس لا نعرفهم فنتغتابهم هذا إن لم يكن ما قيل فيهم بهتان عظيم
أيسرنا أن يأخذ من حسناتنا أشخاص لم نعرفهم ولم نلتق بهم حتى ؟؟
ذلك أن من يغتاب الناس يفقد حسناته التي حرص على جمعها أملاً في نيل رضا الله ودخوله الجنة..
قال ابن المبارك – رحمه الله -: لو كنت مغتاباً أحد لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي.
وقال رجل للحسن البصري: إنك تغتابني؟ فقال: ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي.
بينما نكرم نحن بحسناتنا كما لا نكرم بأموالنا وأرواحنا لنأتي يوم القيامة لا نملك منها إلا اليسير فينتفع بحسناتنا من اغتبنا،
وفي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:"أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من أمتي
من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من
حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".
ربما لا يعلم من اغتبنا أننا اغتبناهم، لكنهم حتماً سيعلمون يوم الحساب، وسيكونون مسرورين بذلك، إذ تؤخذ من حسناتنا وتضاف
إليهم، وأي حق سينالونه منا أفضل من ذلك؟
إن من أخلاق المسلم الحق أنه لا يظن بالناس ظن السوء ، ويسمح لنفسه أن يطلق لها عنان الخيال والتصورات التي تصم الناس بالعيب ، وتنسب إليهم التهم ، وهم منها براء ، ولقد اشتد الهدي النبوي الكريم في التحذير من سوء الظن ورجم الناس بالغيب بعيدا عن الحقيقة والثبوت والمؤاخذة ، فقال صلى الله عليه وسلم :<< إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث >> .
، والمسلم الحق الصادق الذي يقدر العواقب
قال ابن حجر الهيثمي : ومن الكبائر : سوء الظن بالناس .. إلى أن قال : وكل من رأيته سيء الظن بالناس طالبا لإظهار معايبهم ، فاعلم أن ذلك لخبث باطنه وسوء طويته، فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه ، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.
قال بعض الفضلاء : إن ظن السوء – كغيره من الآفات – له أثر سيء على عبودية المرء لربه ، وذلك أن الشريعة الإسلامية ليست إلا بذلا وكفا ، ولا يتبين صدق العبودية إلا بذلك ، وكف سوء الظن عن الآخرين ، جانب ديني ، وخلق إسلامي ، وسلوك سوي ينبئ عن صفاء السريرة ، ونقاء الطوية .
فيا رعاكم الله هذه المشاكل المعروضة أمامنا لا نملك منها إلا الظاهر اليسير دون أن نحيط بخلفياتها شيئا فقد تكلم منها طرف واحد والعاقل يسمع من الطرفين فلنتقي الله في أنفسنا وإن كان ولابد النصح فليس ملزوما علينا أن نتكلم في أعراض الناس بأشياء الله أعلم إن كانت فيهم أولا فنبهتهم والله المستعان
فعلينا أن نسائلُ هاتي النّفسَ:هل تجدينك مستعدّةً لورودِ صراطِ الله ، يومَ تُعرض الأعمالُ على الله ، وتنسئ الحسنات ؛ فوقَ هاتيكَ النّار العظيمة ؛ التي تصفُرِ وتغلي وتزمجر ، (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) ! فإمّا فرحٌ وسرورٌ واغتباط أو خزيٌ وخُسرانٌ وندامة ؟؟؟
هل تجدينك وقافةً عند أمر الله ونهيه ، مراعيةً لهُ في سائر شأنك ؛ هل تحفظ قلبك-ما استطعتِ- من أن تخالطه فتنةٌ ، أو عينك من نظرة ، ولسانك من كلمة .، تجاهد هذه النفس لنزع تلكم العلائق ما أمكنك ؟؟؟
اللهم بمنّك وكرمك وجودك ( اهدنا الصّراطَ المستقيم ) و الله تعالى يتولاك و يرعاك ويغفر لي ولك ما قدمنا و ما أخرنا وما أسررنا و ما أعلنا وما هو أعلم به منا فهو علام الغيوب و ستير العيوب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين
فقط عند تنبيه لكم حول الغيبة
دكرتم : نقع في أعراض أناس لا نعرفهم فنتغتابهم هذا إن لم يكن ما قيل فيهم بهتان عظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته
حكم غيبة الفاسق والمجهول
السؤال
ما حكم غيبة الفاسق أو الكافر أو المجهول؟
الجواب
الفاسق إذا كان المقصود من ذلك بيان شره والتحذير منه فإن ذلك سائغ.
وأما المجهول الذي لا يعلم فإنه مثل الحكاية عن شخص لا يتوصل إلى معرفته، أما إذا كان الكلام فيه من غير تسميته فيه شيء يدل على معرفته فإن ذلك غير سائغ، وأما إذا كان غير ذلك فإنه سائغ، كما جاء في قصة حديث أم زرع الطويل الذي فيه أن نسوة كن يتحدثن عن أزوجهن وكل واحدة تقول: كذا وكذا، وهن غير مسميات.
شرح سنن أبي داود للعباد حفظه الله(555/23)