تخطى إلى المحتوى

أب الإدارة الجزائرية 2024.

الجيريا

هل تعرف الرجل في وسط الصورة،وهل تعرف ما قدّمه للجزائر ؟

يا ودي الي في الوسط ماشي ليمنى وماشي ليسرى !!!

ألا خبروني أيّها الناس ،إنني *** سألت ،ومن يسأل عن الشيئِ يعْلَمِ

سؤال امرئ لم يعقِلِ العلمَ صدرُه *** وما السائلُ الواعي الأحاديث كالعُمِي

اظن أحمد المدغري
ولا شاقلت؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكوثري الجيريا
الجيريا

هل تعرف الرجل في وسط الصورة،وهل تعرف ما قدّمه للجزائر ؟

هو وليد سعيدة
المدعو سي الحسين
أحمد مدغري
الله يرحمه
ويحسن إليه

لك سلامي واحترامي

أبُ الإدارة الجزائرية

في يوم حارّ من سنة 1943 ؛زاده حرارة ظلم الاستعمار واضطهاده، ولد أحمد مدغري"سي الحسين" لأبوين عربيين(جذمتهم من الحشم المعروفون بمعسكر) فوالده مولاي أحمد ووالدته خيرة بنت بلعبيد الصادق،خرج للدنيا بوهران عند أخواله،حين زيارة لوالدته عندهم،شبّ وترعرع وتنفس هواء سعيدة،وهو في كل ذلك يرى السيف المسلط على الرقاب من السخرة والاستعباد،وامتهان الكرامة فأشرِب بغض الاحتلال ولوازم الاحتلال من جهل وضعف همة وتقليد واستلاب،وكان يرى التفرقة العنصرية –وهو ابن البلد الحقيقي- بين أهله وبين المعمرين وتأثر لما رأه سنين عديدة يتكرر أما عينيه وفي واقعه، في الشارع وفي المدرسة فتفتقت همته على جهد وجهاد،وصلابة وعناد،وقد نال في يفاعته الشهادة دي باك؛ التي تؤهل حائزها يومذاك لإكمال الدراسة بمعسكر،ورحل الفتى إلى معسكر مهد الأمير وإيالته،والكبرى في ولاياته،وكان يسمع ويرى وهو في كل ذلك مكبٌّ على دراسته لا يغادرها ولا يعاتق بها شيئا مما هو طبيعي في مثل سنه،وبمعسكر تحصل على شهادة السنة الأولى بكالوريا في جوان 1950 ،و من معسكر إلى وهران حيث الحاضرة الغربية الكبرى والحركة السياسية لا تفتأ تسكن،والأخبار لا تكاد تنقطع إن أخبار العالم أو أخبار البلد،وكانت دراسته الثانوية بــ:لمورسيار –باستور فيما بعد وحاليا- وبها نال السنة الثانية لبكالوريا في شعبة الرياضيات بامتياز سنة 1953 ولم يقنع الشاب بما حصّل، فتاقت نفسه الطمّاحة للاستزادة فسافر إلى فرنسا وسجل بجامعة غرونبل غير أن قلة ذات اليد،وقلة المعين والمُــمِدُّ جعلاه يعود أدراجه لا عن خيبة-فهو محظوظ بموازنة غيره- لكن رجع إلى حيث ربي ونشأ وتعلم أول ما تعلم ورجع إلى مسقط رأسه حيث عمل مدرِّسا بمدرسة جول فيري –مدرسة الأمير عبد القادر حاليا- انخرط أحمد مدغري في سلك النضال في باكر عمره مع الكشافة الإسلامية وكان يلعب كرة القدم من أيام المدرسة وحتى شبّ ولعب في مولودية سعيدة.

وغير غريب عن مثل من نشأت في عائلته ألا يكون مناضلا أو متعلما،فأبوه سي مولاي علي –والده- من المناصرين والمؤيدين للحركة الوطنية ،وكان الممثل الدائم لحزب فرحات عبّاس،وكانت عائلته من العائلات المقاومة المجاهدة ،فعمّه استشهد رميا بالرصاص في الساحة العمومية بسعيدة سنة 1945 هذه السنة التي لا ينساه الجزائريون والتاريخ،وفيها كان غضب الشعب قد جاوز حدا مهد للثورة فيما بعد وأضاع على فرنسا جهد قرن ونصفا في هذا البلد الطاهر،وعائلة أحمد مدغري الكبيرة وعشيرته نبغ منها أفراد وكان فيهم علماء وفقهاء في حقب سابقة ( وهنا ذيول ترجع بك إلى خلاف أحمد مدغري وفقيه سعيدة الأول آنذاك ومفتيها وعين اعيانها الحاج عبد القادر بلخوجة غازي،خلاف استد واشتدّ أدى إلى عزل الفقيه من خطته وعمله)

والمرحوم أحمد مدغري كان متأثرا بالفكرة الوطنية وتعلم مبكرا ضرور النضال والمفهوم الوطني التي كانت تدعمه شخصيات بارزة لكفاح الثورة ضد الاضطهاد.
و من طريف ما يحكى أنه في سنة :1948 عقد فرحات عباس تجمعا شعبيا بمدينة سعيدة وكان متواجدا في المنصة الشريفة شابا يحمل باقة زهور لتسليمها لرئيس الحزب وفي تدخل فرحات عباس أما الجماهير الحاضرة حيث قال: نناضل من أجل كرامة الشعب الجزائري وتحريره من الاضطهادوالاستعمار ومن أجل شباب كهذا.
وأشار إليه "احمد مدغري" ليأخذوا بزمام الأمور في بلادنا..

وقد كتب القدر هذه الكلمة وسجلها على لسان فرحات
في جزائر الاستقلال ومرحلة البناء والتمهيد.
المرحوم سي الحسين التحق بجيش التحرير سنة 1957 وكانت أبرز صفاته المتميزة الالتزام والتنظيم الجيد وعبقرية خارقة وذهن وقّاد ما أهله لتولي مسؤوليات من أهمها :نائب عسكري للرائد فراج -وهو بطل آخر برز من المناضلين من أجل الحرية-
وسطع نجم الفتى في سماء نجوم التحرير،وكان لمّاعا كالثريا في شؤون التنظيم والتدبيرونظر بعين الرضا من أهل التسيير فالتحق بمركز القيادة الخامسة حيث عرف الهواري بومدين،وهناك بدأت حكاية الرجليْن،حكاية كان مشهدها الأخير دراماتيكيا أقرب إلى قصص التاريخ بين وفيَّّين باعدت بينهما نظرة الحياة وطريقة التعامل رغم أنهما يحملان نفس الأصول الفكرية ،هذه النهاية التي تحتاج إلى درس تاريخي جديد وتنقيب عن حيثياتها وإعادة كتابة الواقعة كما جرت بسياقها الطبيعي.
ومن المهمات التي كان له فيها دور ظاهر،ونشاط بارز، مفاوضاتُ (غارديماو) التي حضّرت لاتفاقيات (ايفيان) فكان سي الحسين –وهْوَ اسم حركي-عضوا ضمن المجموعة التي حضرت وحررت القسم الخاص بالشؤون العسكرية لاتفاقيات ايفيان في اجتماع عقد بتونس.
ومن أهم المهمّأت التي حملها،التأسيس لإدارة جزائرية مستقلة التبعية عن فرنسا،وكان بناؤه على بنائهم،غير أنه هدم مما خلفوه ما لا يتناسب والإنسان الجزائري،وطبيعة ذلك الظرف الزمني.
ولتاريخه الجهادي،وعمله النضالي إبان الثورة التحريرية ولعلاقاته الشخصية الطيبة أهلته لأن يتوسط في خلافات وأزمات في السنين الألوى للاستقلال ،وقد نجح في حل الكثير منها في تلك الأيام الحرجة التي أعقب خروح احتلال جثم على صدور الناس ردحا من الزمن،فأبدلهم صابا بمن،حتى خيِّل لكثيرين أننا خلقنا بجينات قابلة للاستعمار !!!

وفي سبتمبر من عام 1962 عين المرحوم سي الحسين وزيرا للداخلية في أول حكومة للجمهورية الجزائرية مع ما يتطلبه هذا الوزر الثقيل،والحمل الحميل من وقت وصحة وقة وأعصاب،ثم قبل هذا الكفاية والكفاءة من حيث المعرفة بالعصر،أو الزاد العلمي بوصفي خاص وثقافي بوجه عام،وقد شغل هذا المنصب واشتُغِلَ به إلى غاية سنة 1964 حيث استقال منه تعبيرا عن رفضه للسياسة المنتهجة آنذاك.
وبرغم كل هذاو لأنه من طين هذا المغرب الأوسط المطلة على البحر المتوسط،فقد جمع بين مرونة وصلابة،ولأنه صاحب همة عالية،وعقلية متحررة فقد واصل خدمة هذا البلد ولم يدخر أي جهد ولم يألو يناضل من أجل المصلحة العامة للبلاد

وهذا "الالتزام" حسم في 19 جوان 1965 حيث أصبح عضوا في مجلس الثورة ووزيرا للداخلية مرة ثانية.
بذل جهودا معتبرة لا ينكرها إلا حاجد أو جاهل بتاريخ هذا البلد في بناء مؤسسات الجزائر وإعاد هيكلة الإدراة والتي كان يراها ضمان مستقبل أي دولة تريد أن يكون لها مكان على رقعة الجغرافيا لا كشارع في مدينة فتصنع تاريخها بنفسها ولمجدها ومجد أبناءها
وفي تم عهده لا مركزية البلديات للهياكل القاعدية(هذي ما عرفتش نترجمهاالجيريا) سنة 1967 وتحت إشرافه تمت عملية رسم الحدود الولائية والتي رفع من 15 إلى 31 ولاية،وذلك استجابة لضرورات ملحة ولاتساع رقعة هذا البلد القاري وتكاثر إنسانه وتزايد حاجياته فعمد إلى فصلها عن المركز (مما يحكى عن خلافه مع بومدين أنه كان يفضل النظام الفيدرالي ليحل مشاكل الأمازيغ وغيرهم لتكون الدولة قوية الجهة في داخلها ومع مواطنيها الذين هم عمادها وأساسها سيرورتها،وهذا رهان على الانسان،ولعل النظرة الفيدرالية حيثية صغيرة فيما صنعه مع البلديات) ليكون فعلها مرنا مستجيبا وبغرض تقريب الإدارة للمواطن والتكفل بمشاكله.
كما ركز على تطوير الجهاز الإداري ليتناسب مع متطلبات الوظيف العمومي على أسس علمية للتكوين الإداري.
وكل هذه الأعمال لم تلهه عن الفئات المحرومة ويتجلى ذلك في المساعدات المادية للبلديات المحرومة لترقيتها اقتصاديا واجتماعيا…
و كان من الهموم التي تأرقه هي : تطوير الإدارة الجزائري حتى تكون في مستوى طموحات الشعب الجزائري وتلتحق بركب الأمم المتحررة التي تبني مجدها بيدها وبهذا كله كان صحيحا أن يسمى أبا للإدارة الجزائرية وهو المناضل الوفي والصديق المخلص للعقيد الهواري بومدين

في ذلك اليوم الشئيم وفي اليوم 10 من ديسمبر سنة 1974 حان حين الرجل فتوفاه الله (الأسباب غامضة في بعضها)وهو لمّا يزل في ريعان الشبيبة فاتفقده أهله وبلده

وإن نساه الناس لا ينساه التاريخ ،وقد قيل :

واخدع من شئت فلن ** تجد التاريخ في المنخدعينْ

وربك لا يضيع أجر عامل عمِل حسنا وخلف ذكرا حسنا وأورث نفعا دائما.

تنبيه وتتمة:

المتحوى أعلاه أعرف بعضه وكثيره منقول مما كتبه : الأستاذ الجيلالي بومدين ثانوية ابن سحنون الراشدي بسعيدة،غير أنني أعدت صياغته بما يتيسر بلغة عليها مسحة أدبية تليق برجل كسي الحسين (وإن لم تف بغرضي،وقيمة الرجل) وزدتُ عليها من (جيبي) ما وضعته بين قوسيْن وخضرته للامانة،وحتى السياق تصرفت في لفظه دونما زيادة على مضمونه الحقيقي….

فالشكر لهذا الرجل الذي كتب ،وقد عجبت لقلة المعلومات على الشبكة،بل حتى الويكيبيديا ليس فيها سيرة الرجل ولا صورته،غير أن كتيِّبا وقع تحت يدي -من زمن-فيه شيئ من سيرة الرجل كتبه الاستاذ المذكور،وهو الذي "ترجمته"،وفيه صور كثيرة،من بينها صورة تجمعه مع الرئيس الهواري بومدين أيام الجهاد والتحرير،وكلٌّ منهما قد أطلق شواربه( الشلاغم قد وهرن،الساف يقيّل عليهمالجيريا) !!!

رحمة الله على الجميع.

-* هذا ولم أحرر النص بدقة ،فمن رأى عيبا فلا يأخذني به حتى أصحح حين أجد متسعا،فقد أخذ النعاس والإعياء مني مأخذهما.

برحمة الوالدين إذا سي يوسف فات من هنا سلمو عليه وقولو له : غير عنوان الموضوع إلى : أب الإدارة الجزائرية أحمد مدغري

وشكرا لكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.